غزة- محمد حبيب
اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة إلى حركة حماس في قطاع غزة، مساء أمس، عدة أشخاص من حركة الصابرين الشيعية على خلفية مواقفهم من الأحداث الجارية في مدينة حلب السورية.
وقالت مصادر أمنية إن الأجهزة الأمنية اعتقلت المفكر محمد حرب على خلفية مواقفه المختلفة. وأفادت الصفحة الرسمية للأمين العام لحركة الصابرين في قطاع غزة، هشام سالم، مساء الأربعاء، بأن "سالم" يتعرض للملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، على خلفية مواقفه من الأحداث الجارية في مدينة حلب السورية.ودعت الصفحة الرسمية لـ"سالم" عبر موقع "تويتر"، متابعيها لأكبر حملة تضامن من الأمين العام، الذي يتعرض للملاحقة.
يشار الى أن هشام سالم غردّ في وقتٍ سابق عبر صفحته: "بكل تأكيد فإن انتصار حلب أغاظ أعداء الله من الصهاينة والأميركان والأوروبيين والأنظمة العربية الرجعية والمنافقين أدعياء الإسلام والإرهابيين".
يذكر أن حركة الصابرين تنظيم ظهر في قطاع غزة عام 2014؛ تعترف بتلقيها الدعم الإيراني وتتهم بنشر التشيع بغزة. لا يكاد يعرف عدد أعضائها وتجهل طبيعة تكوينها الداخلي، يرأسها عضو مفصول من حركة الجهاد الإسلامي.
يذكر أن حركة الصابرين ظهرت في مايو/ أيار 2014 كأول جماعة شيعية في قطاع غزة، اسمها الكامل هو "حركة الصابرين نصرا لفلسطين" واختصار اسمها هو "حصن"؛ وتتبنى الحركة شعارا هو نسخة شبه مطابقة لشعار حزب الله اللبناني، وتنشط أساسا في قطاع غزة، وتتهم بالترويج للمذهب الشيعي فيه.
وتصنف حركة الصابرين (حصن) على أنها تنظيم شيعي يتلقى تمويلا مباشرا من إيران، وهي وإن كانت لا تخفي تلقيها تمويلها من إيران، إلا أنها لا تصرح بحقيقة توجهها المذهبي، بل إنها تشدد على أنها حركة غير مذهبية من الأساس.
ومن خلال أدبياتها، تؤكد الحركة أنها دعوة للعودة إلى "النبع الصافي الطاهر" للدين الإسلامي، وتشدد على ضرورة مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة فلسطين بؤرة للصراع بين المشروع الإلهي والمشروع الشيطاني.
وفي ميثاقها "الجهادي" توضح حركة الصابرين أن عقيدتها هي عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين، وأنها تنظر إلى الأمة على أساس أنها أمة واحدة، وتقف ضد سياسة التجزئة التي أنتجها "الغرب الكافر".
يرأس حركة الصابرين أمين عام هو هشام سالم، وهو -حسب تقارير إعلامية- قيادي سابق مفصول من حركة الجهاد الإسلامي؛ وللحركة مجلس شورى لا يعرف عدد أعضائه. ونقلت تقارير إعلامية أن طهران تقف بكل ثقلها المادي خلف حركة الصابرين.
وحسب تقارير إعلامية، فإن الحركة تمتلك صواريخ "غراد"، وصواريخ فجر، وأسلحة قنص إيرانية منها "شتاير" التي يمكن القنص بها عن بعد كيلومترين، وأسلحة رشاشة.
بادرت حركة الصابرين إلى تقديم التهنئة لإيران على إثر توقيع الاتفاق النووي مع الغرب، ووصفت توقيع الاتفاق بـ"النجاح الكبير الذي سيكون نصرا للأمة ودليلا على عزتها وقوتها". وأكدت "حصن" في بيان لها أن "قوة إيران هي قوة لكل المستضعفين في العالم".
ونعت الحركة -في بيان لها- مقتل سمير القنطار الذي لقي مصرعه في غارة جوية على جرمانا بريف دمشق يوم 20 ديسمبر/ كانون الأول 2015، اتُّهمت إسرائيل بالوقوف من ورائها.
كما نعت حركة الصابرين الإعلامي المصري محمد حسنين هيكل الذي وصفته بالمدافع عن قضية فلسطين، والمؤمن "بالمقاومة على طريق الوعي والتحرير". وانتقدت الحركة تصنيف حزب الله اللبناني تنظيما إرهابيا، وأعلنت رفضها الكامل للقرار.
وسبق لحركة الصابرين أن أعربت عن تضامنها مع قناة "الميادين" عندما أوقف بثها على القمر الصناعي "عربسات"، وقالت إن القناة "قدمت نموذجا إعلاميا مقاوما للمشروع الاستكباري".
وفي منتصف مارس/ آذار 2016 قررت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة حلّ جمعية "الباقيات الصالحات" التابعة لحركة الصابرين بسبب مخالفة مجلس إدارتها قانون الجمعيات الخيرية، وممارستها النشاط السياسي.
كانت الوزارة أخطرت الجمعية بضرورة تصويب وضعها القانوني ووقف النشاطات السياسية التي تقوم بها، لكن الجمعية لم تمتثل لإخطار الوزارة.
من جانبه، نفى هشام سالم ممارسة الجمعية أي نشاط سياسي، ووصف -في بيان أصدره- قرار الداخلية بأنه "تعسفي" ولا يستند إلى أي مسوغات قانونية، وأكد أن الجمعية التي يرأسها تقوم منذ عام 2014 بإغاثة الفقراء والمحتاجين، وتنفذ عشرات المشاريع الخيرية بدعم وبتمويل من إيران.