غزة - عبد القادر محمود
كشفت وسائل إعلام عبرية، الجمعة، النقاب عن قرار إسرائيلي سيصدر قريبًا، يقضي ببناء عشرات الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة، وذلك بعد ان أنهت إسرائيل مفاوضاتها حول اتفاق المساعدات الأميركية، الذي تم توقيعه أخيرًا، بقيمة 38 مليار دولار، على مدى السنوات العشر المقبلة. وقال الإعلام العبري إن ثلاث بنايات استيطانية، وعشرات الوحدات الاستيطانية، ستحصل على مصادقة اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في القدس المحتلة، بعد أن عُلقت هذه المخططات لفترة طويلة دون مصادقة.
ورسى عطاء بناء الوحدات الاستيطانية على جمعية يهودية متدينة "حريدية "، لكنها بقيت بحاجة لمصادقة بلدية الاحتلال، التي قال مصدر رفيع فيها إنها تنوي إخراج جميع المخططات الاستيطانية التي تم تجميدها، وذلك قبل نهاية ولاية الإدارة الأميركية الحالية. وقال المصدر إن كل المخططات سيتم عرضها تباعًا للمصادقة عليها، دون اعتبار لأي ضغط سياسي، أيًا كان مصدر هذا الضغط.
في المقابل، أظهرت بيانات نشرها المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء، حول أعمال البناء في المستوطنات، أنه تم، في النصف الأول من العام الجاري 2016، بدء العمل في بناء 1195 وحدة استيطانية في المستوطنات، ما يشكل زيادة نسبتها 40 %، مقارنة بالنصف الثاني من العام الماضي 2015، حيث تمت المباشرة ببناء 850 وحدة استيطانية.
هذا وقد لوحظ تراجع أعمال البناء التي تتم في إسرائيل بنسبة 3%، حيث تراجعت من 22898 وحدة سكنية في النصف الثاني من عام 2015، إلى 23691 وحدة في النصف الأول من 2016. وقالت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية إن أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء لقطاع واحد فقط، وهو قطاع المستوطنين، والذي يشكل أقل من 5% من السكان الإسرائيليين، وان استثماره في المستوطنات لا يأتي فقط على حساب النقب والجليل وبقية إسرائيل، ولكن يؤدي أيضًا إلى حل الدولة الواحدة.
ومن جهته، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء المستوطنات وتوسعتها في الأراضي الفلسطينية، معتبرًا أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي في حق معارضي الاستيطان "غير مقبولة ومخزية". وكان "نتنياهو" قدر صرح، الجمعة الماضية، بأن رفض الفلسطينيين لإنشاء المستوطنات هو عدم قبول لوجود "يهود" في مناطقهم، وهو ما يشكل نوعًا من "التطهير العرقي".
وقال كي مون: "أنا قلق من تصريح نتنياهو، التي وصف فيها معارضي توسيع المستوطنات بأنهم أنصار التطهير العرقي، فهذا غير مقبول ومخز". وأضاف: "لنكن واضحين، إن الاستيطان غير شرعي في نظر القانون الدولي، ويجب أن ينتهي خنق واضطهاد إسرائيل للأراضي الفلسطينية"، لافتًا إلى أن بناء مساكن استيطانية جديدة بلغ في الفصل الثاني من 2016 أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات، وفق أرقام رسمية إسرائيلية.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن محافل في المعسكر الصهيوني انتقدت بشدة تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي حول اعتباره المطالبة الفلسطينية بإخلاء المستوطنات تطهيرًا عرقيًا، لليهود وقوله إن هذه المستوطنات لا تشكل عقبة أمام تحقيق السلام. وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، إن أقوال "نتنياهو" تمحو مفهوم الكتل الاستيطانية، باعتباره الطريق الوحيد لدفع رؤيا الدولتين إلى الأمام.
وبدورها، قالت النائبة تسيبي ليفني: "إن رغبة نتنياهو في الحفاظ على جميع المستوطنات تمس بالكتل الاستيطانية والأمن، وتجرنا إلى دولة واحدة غير يهودية وعنيفة"، معتبرة أنه في أعقاب أقوال "نتنياهو" اعتبرت الولايات المتحدة أن جميع المستوطات، ولا سيما الكتل الاستيطانية، عقبة في طريق الحل.
وكانت واشنطن قد انتقدت تصريحات "نتنياهو"، وأكدت أن الادارة الأميركية الحالية، مثل نظيراتها السابقة، تعتبر استمرار أعمال البناء في المستوطنات عقبة أمام السلام، وأن مشاريع بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات، وشرعنة نقاط استيطانية عشوائية، ومصادرة الأراضي، وتسريع وتيرة هدم المنازل الفلسطينية، خلال العام الجاري، يثير تساؤلات حول نواياها بعيدة المدى، في الضفة الغربية.