قوات الاحتلال الإسرائيلي

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية وصباح الثلاثاء11 مواطنًا، من الضفة الغربية بينهم قاصرون، وأشار نادي الأسير الفلسطيني إلى أن 6 مواطنين جرى اعتقالهم من القدس وهم: عامر عبد، محمد داري "13 عامًا"، وأحمد زيداني "13 عامًا"، محمد مصطفى "17 عامًا"، خالد ابو غوش "17 عامًا"، وعامر زيداني "22 عامًا"، ومواطنين من بلدة رنتيس في محافظة رام الله والبيرة وهما: أحمد علي نداف "28 عامًا"، ومحمد جمال هوشة "27 عامًا"، ومن بلدة سالم اُعتقل المواطن عبيدة جبور، ومواطن آخر من بلدة بيت فجار في محافظة بيت لحم، وهو محمد محمود طقاطقة "18 عامًا".

وذكر نادي الأسير أن مواطناً جرى اعتقاله من الداخل وهو، محمد محمود علاونة من محافظة جنين، وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت بالأمس، محمد حماد العلامي "20 عامًا"، وأحمد بدران ابرويش، ومحمد طالب محمد عوض وجميعهم من محافظة الخليل، كما أُعتقل أمس مواطن من مخيم الأمعري في محافظة رام الله والبيرة، بعد استدعائه من قبل مخابرات الاحتلال، وهو فراس أمجد جبر "18 عامًا"، إضافة إلى فتاة من محافظة قلقيلية وهي إيمان جلال علي "17 عامًا".

وطلبت وزارة الجيش الإسرائيلية "تحريك" ما يعرف" بحاجز الولجة" المقام على المدخل الغربي لمدينة القدس المحتلة، ودفعه عميقا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة باتجاه قرية الولجة، ما يسمح لها بمصادرة نبعة "عين الحنية" التاريخية التابعة للبلدة التي أعلنتها دولة الاحتلال قبل فترة "حديقة وطنية" وحرمان الفلسطينيين من الوصول اليها إضافة لمصادرة الأراضي الشاسعة الممتدة على جانبي الطريق والتي ستصبح خلف الحاجز العسكري، وتعتبر "عين الحنية" بالنسبة لسكان الولجة خصوصا وسكان منطقة بيت لحم عموما مكان في غاية الأهمية يستخدم للاستجمام إضافة لبعد ديني مسيحي حيث يحضر سنويا عدد من الرهبان للاغتسال في مياه النبع الذي يعتبر الأقوى من حيث حجم تدفق المياه بين جميع ينابيع جبال القدس ويستخدمها السكان إضافة لما ذكر في ري مواشيهم.

واعتادت عائلات فلسطينية من بيت لحم وبيت جالا ومناطق عديدة من أرجاء الضفة الغربية زيارة المكان للاستجمام والتنزه قبل إعلان الاحتلال عنه "حديقة وطنية" والشروع بأعمال "الترميم" قبل ستة اشهر وفقا لتعبير موقع "هآرتس" الإلكتروني الذي أورد النبأ اليوم " الثلاثاء"، وقال الموقع إن الأسابيع الأخيرة شهدت نقاشات ومباحثات بمشاركة الجهات الإسرائيلية العاملة في الموقع وممثلين عن وزارة الجيش لإعداد مخطط خاص بتحريك الحاجز العسكري القائم حاليا على مسافة 1.5 كلم بعيدا عن "عين الحنية" باتجاه القدس المحتلة وإعادة نصبه في عمق الأراضي الفلسطينية التابعة لمحافظة بيت لحم وقرية الولجة.

ويهدف الاحتلال من هذه الخطوة إلى جعل الموقع السياحي في متناول الإسرائيليين وحدهم بما يسمح لهم بالوصول إليه بسهولة وبالتالي منع الفلسطينيين ضمنا من الوصول إليه لأنهم لن يتمكنوا من اجتياز الحاجز المذكور دون تصاريح كما هو متبع على كل الحواجز الاحتلالية المحيطة بالقدس، وناقش الحضور عدة اقتراحات منها إشغال الحاجز الجديد من قبل جنود تابعين لقوات الاحتلال وأفراد من شرطة الاحتلال "حاجز مشترك" على ان يكون الموقع الجديد للحاجز ملاصق لموقع "عين الحنية" لكن قوات الاحتلال وممثلي وزارة الجيش يفضلون نقل الحاجز الى مسافة اعمق وابعد من ذلك داخل الأراضي الفلسطينية بما يسمح للإسرائيليين والفلسطينيين ممن يحملون التصاريح فقط بدخول المنطقة واجتياز الحاجز لكن قرارا نهائيا حول مكان وموقع الحاجز الجديد لم يتخذ حتى الآن وفقا لموقع "هآرتس" الذي نقل عن مصادر وجهات ذات علاقة بالقضية تأكيدها ان الحاجز سيجري نقله في نهاية المطاف والأمر يتعلق بالموقع الجديد وليس بفكرة تحريك الحاجز ذاتها.

وكشفت هآرتس أن الأشهر المقبلة ستشهد استئناف عمليات بناء جدار الفصل في منطقة "الولجة" ما يعني أن سكان الولجة انفسهم لن يتمكنوا عند الانتهاء من الجدار من الوصول الى "عين الحنية" وأراضيهم الزراعية الواقعة بين القرية وعين الحنية،  ووفقا لمخطط الجدار من المتوقع استحداث بوابات "زراعية" يسمح لأصحاب الأراضي الزراعية فقط بالمرور عبرها الى أراضيهم التي سيعزلها الجدار عن القرية لكن تجربة هذه البوابات التي سبق إقامة مثيلاتها في أماكن عديدة من الضفة الغربية اثبت أنها تشكل عائق هائل أمام المزارعين لفلاحة أراضيهم العمل اليومي بها. وينظر سكان الولجة إلى "عين الحنية" كموقع ونبع أخر يتم سرقته منهم ومصادرته لينضم بذلك إلى عيون وينابيع أخرى سرقها الاحتلال منهم مثل عين "يالو" التي حولتها قوات الاحتلال إلى مزرعة خيول، عين البلد، التي اطلقت عليها قوات الاحتلال اسم "عين ايتمار" وصادرتها، عين "الليخ" التي حولتها قوات الاحتلال إلى " عين لفان".

وشهد موقع "عين الحنية" قبل عدة اشهر حدثا استثنائيا حين حضر اكثر من 100 راهب ورجل دين ارمني برئاسة البطريارك الأرمني "نورهان منغويان" إلى الموقع بهدف إقامة طقوس دينية مسيحية خاصة وان موقع "عين الحنية" هو ملك ديني خاص ضمن أملاك الكنيسة الأرمنية التي تعتقد ان الموقع شهد تعميد حاجب الملك الأثيوبي الذي يعتبر أول مسيحي أثيوبي، وقام عدد من الرهبان في نهاية الطقوس الدينية بالاحتجاج على أعمال "الترميم" التي تقوم بها سلطات الاحتلال في الموقع واصفين ما يجري بسرقة إسرائيلية للممتلكات الكنيسة، واختتم موقع " هآرتس" التقرير بالقول ان جهات حكومية إسرائيلية اجتمعت مؤخرا مع مسؤولين كبار في الكنيسة الأرمنية وقدموا لهم وعدا بعدم أحداث أي تغيير على مكانة الكنيسة في الموقع المذكور لكن بطريرك الأرمن لم يكتف بهذا الوعد المطاط وأصدر بيانا جاء يه أن الكنيسة ستواصل نضالها لحماية ممتلكاتها.