عملية تبادل الأسرى بين حركة " حماس " و إسرائيل

كشفت القناة العبرية العاشرة، الخميس، عن تفاصيل صفقة تبادل الأسرى التي عرضتها إسرائيل على حركة حماس عبر عدة وسطاء كما كشفت كتائب القسام الجناح العسكري للحركة لأول مرة عن القضية. وبحسب المحلل العسكري للقناة ألون بن دافيد، فإن الصفقة تشمل إعادة جثتي الجنديين هدار غولدن وأرون شاؤول والأسيرين إفراهام منغستو وهاشم السيد.

وأوضح، أن إسرائيل عرضت على حماس الإفراج عن 80 فلسطينيا أعادت اعتقالهم بعد أن تم الإفراج عنهم إبان صفقة الجندي جلعاد شاليط وإبعادهم إلى قطاع غزة وهو ما رفضته حركة حماس وأصرت على إبقائهم في الضفة الغربية. وبين أن العرض الإسرائيلي يشمل الإفراج عن الفلسطينيين الذين اعتقلوا إبان حرب غزة في صيف 2014، وكذلك إعادة جميع الجثث التي احتجزت خلال تلك الحرب.

وقال إن حماس رفضت تلك العروض وطالبت بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مدانين وتم إصدار أحكام بحقهم. مبينا أن إسرائيل رفضت إبداء أي استعداد للنظر في هذه القضية. ورأى المحلل العسكري الإسرائيلي أن حالة الدفء في العلاقات بين مصر وحماس قد يفتح آفاقا لإجراء مفاوضات غير مباشرة وجدية في قضية ملف الأسرى لكن حتى اللحظة لا يوجد أي اختراق حقيقي في الملف. وأضاف "يبدو أن حماس غير مستعدة الآن لاتخاذ أي قرارات وتنتظر حتى تختار قيادة جديدة". معتبرا أنه في حال تم اختيار إسماعيل هنية في رئاسة المكتب السياسي لحماس فإن المتوقع أن يلجأ الجناح العسكري للحركة بالتشدد في موقفه حيال ملف صفقة التبادل.
 
في ذات السياق أعلن اوري رامتن المتحدث باسم عائلة الجندي الإسرائيلي هدار غولدين أنه "لا يوجد شروطا جديدة مع حركة حماس، ولكن حسب ما نفهم ونعتقد أننا نفهم كثيرا في هذا الموضوع، لا يوجد أيضا صفقة مع حماس، نحن أيضا نرفض قضية أو الكلمة التي تتحدث عن صفقة، حماس، ضد كل القواعد الإنسانية بعد وقف إطلاق النار، اختطف هدار، وجميع الدول في العالم ضغطت على حماس، أن توقف ذلك". حسب قوله
وأضاف الناطق بلسان عائلة الجندي الإسرائيلي هدار غولدين في تصريح لقناة i24news الإسرائيلية "بعد الاتفاق على كل ذلك، حماس قامت بعمل بربري، وخطف هدار في وقت وقف إطلاق النار، وإلى جانب هدار يوجد أيضا اخونا اورونا (شاؤول) وهو الذي اختطف أيضا، او يمكن القول انه قد توفي وهم متواجدون في قطاع غزة" كما قال.
 
وتابع الناطق بلسان عائلة الجندي الإسرائيلي هدار غولدين "لدينا يوجد مطلبين، وعرضناهما على الحكومة الإسرائيلية وأيضا على حكومة أو حركة حماس، ونحن نطالب الحكومة الإسرائيلية أن تتحمل المسؤولية عن كل مواطن إسرائيلي. ومن لا يمتلك المسؤولية الأخلاقية بأن يعيد الأسرى الذين ذهبوا للقتال لأجل إسرائيل لا يوجد لديه هذه المسؤولية ليرسلهم من جديد للقتال من أجل إسرائيل، أنا وأهلي وجميع أطفالي يكبرون ويقولون إننا نحن عندما يبزغ الفجر من خلف الجبل ادناك، ولذلك نقول إنه يجب إعادة جميع القتلى، وذلك ليس للحكومة الإسرائيلية أن تقول إننا قد عرضنا على حماس وحماس لم تقبل".
 
وأشار إلى أنه "يعترف بقيادة حماس، والقيادة العربية، ونعترف أيضا بالمطالب الشرعية، ولا اريد ان اتحدث هنا عن الجانب العسكري، من قبل حماس، ولكن اتحدث عن المطالب الشرعية للحكومة في قطاع غزة، وإعادة إعمار غزة، ومنع هذه الأزمة الإنسانية، ومطالب حماس، للمياه وللحياة في قطاع غزة، ونحن نقبلها وحتى المطالب للأسرى الفلسطينيين بأن يروا عائلاتهم، هذه المطالب مقبولة علينا، ولكن هذا سيحدث فقط بطرق متبادلة، لا يقومون باختطاف الجثث في وقت وقف إطلاق النار، هذا انتهى. والعالم لم يعترف بقطاع غزة والجناح العسكري الذي يجر كل قطاع غزة، وهو الجناح العسكري لحماس، الذي يسبب الأزمة الإنسانية في غزة، وستكون هي (حماس) المسؤولة عن تفويت هذه الفرصة".حسب قوله.

من جهته، قال محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس،  إن حركته رفضت عرضا إسرائيليا لصفقة تبادل، أبرز بنوده تخفيف الحصار عن قطاع غزة مقابل الإفراج عن الجنود الإسرائيليين الأسرى بالقطاع ، وأضاف الزهار، في لقاء تلفزيوني، أن "إسرائيل أرسلت جهات عربية ودولية ومؤسسات إنسانية (لم يسمها) لعرض صفقة تبادل أسرى جديدة إلا أنها لا تلبي شروط المقاومة". وأوضح أن العرض الإسرائيلي تمثل في تخفيف الحصار عن غزة، ومبادلة جندي إسرائيلي مريض نفسيًا (لم يسمه) أسير لدى كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس"، بمعتقل فلسطيني مريض.

وذكر الزهار، في معرض تعقيبه على العرض: إن "الحيل الإسرائيلية لن تنطلي على حماس(...) لا حديث عن صفقة تبادل مع الاحتلال، مادام يعتقل أسرى الصفقة الماضية". وتابع: "العروض الإسرائيلية تأتي من أجل إسكات عائلات الجنود المأسورين والأحزاب الإسرائيلية". وكان مصدر في "القسام" كشف عن أن الكتائب تلقت عروضًا إسرائيلية عبر وسطاء (لم يسمهم) لإجراء صفقة تبادل أسرى جديدة.

وأوضح المصدر في تصريحات صحافية بأن الصيغة التي قدمتها إسرائيل للصفقة "لا ترقى إلى الحد الأدنى من مطالب القسام"، دون أن يكشف مزيدا من المعلومات حول تفاصيل العرض والجهات التي قدمته. وفي أكثر من مرة جددت حركة حماس موقفها الرافض لأي حوار مع إسرائيل بشأن جنودها، قبل الإفراج عن المعتقلين في صفقة تبادل الأسرى المعروفة باسم "وفاء الأحرار" (2011)، التي أطلقت الأولى بموجبها سراح الجندي جلعاد شاليط، مقابل الإفراج عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا قبل أن تعود تل أبيب وتعتقل 60 منهم.
 
وفي مطلع أبريل/ نيسان الماضي، كشف القسام ولأول مرة، عن وجود أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديه، دون أن يكشف بشكل رسمي إن كانوا أحياءً أم أموات. وكانت الحكومة الإسرائيلية، أعلنت في أوقات سابقة، عن فقدان جثتي جنديين خلال حربها على غزة (بدأت في 8 يوليو/تموز 2014 وانتهت في 26 أغسطس/آب من العام نفسه) هما "آرون شاؤول"، و"هدار غولدن". وإضافة إلى الجنديين، تتحدث تل أبيب، عن فقدان إسرائيليين اثنين، أحدهما من أصل إثيوبي والآخر من أصل عربي، دخلا غزة بصورة غير قانونية. وتشير معطيات رسمية فلسطينية إلى وجود 7 آلاف معتقل في السجون الإسرائيلية.