واشنطن - رولا عيسى
كشف وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الإثنين أن الولايات المتحدة سترسل 560 جندي إضافي إلى العراق للمساعدة في إنشاء قاعدة جوية كمركز انطلاق للمعركة التي طال انتظارها لاستعادة الموصل من أيدي مسلحي تنظيم داعش، وأوضح كارتر في بغداد أن معظم القوات ستكون مخصصة لقاعدة "القيارة" الجوية على بعد 40 ميلًا جنوب الموصل وتشمل مهندسين وعاملين في الخدمات اللوجستية وغيرهم، ومن المقرر أن تساعد قوات الأمن العراقية في التخطيط لتطويق واستعادة السيطرة على الموصل، وأضاف, "ستعمل هذه القوات الأميركية على جلب قدرات فريدة إلى الحملة وتقديم دعم أساسي للقوات العراقية في اللحظات الحاسمة في المعركة"، وكشف عن قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء حديثه للقوات في مطار بغداد، وبذلك يرتفع عدد الجنود الأميركيين في العراق إلى 4.647 ويأتي ذلك بعد 3 أشهر من إعلان أوباما الأخير عن القوات الإضافية.
وذكر كارتر للصحافيين في وقت سابق أن مستشاري الولايات المتحدة على استعداد لمرافقة الكتائب العراقية إذا لزم الأمر مع بدء الوحدات في حصار المدينة الشمالية الرئيسية، ولم يتضح بالضبط متى سيحدث ذلك، فيما بين مسؤولون أميركيون أن فريق من القوات الأميركية ذهب إلى موقع القيارة لتقييم سريع للموقع وغادروا، ومن الوظائف المحتملة لهم مساعدة القوات العراقية على استخدام تقنيات عبور عالية لعبور النهر إلى الموصل، واعتبر كارتر استعادة موقع القيارة نصرًا استراتيجيًا، وأفاد عند وصوله بغداد أن القاعدة الجوية ستكون مركزًا تنطلق منه القوات العراقية بجانب النصائح الأميركية إذا لزم الأمر لاستعادة الموصل، مضيفا " هذا هو دورها الرئيسي وهذه هي أهميتها الاستراتيجية"، وشبه استخدام القاعدة الجوية بكيفية استخدام القوات لمدينة مخمور الشرقية، حيث أقامت القوات الأميركية قاعدة إطلاق النار والمدفعية لدعم تقدم الوحدات العراقية، وقُتل الرقيب البحري لويس كاردان في القاعدة مارس/ أذار في هجوم صاروخي لداعش، ونجحت القوات العراقية في استعادة القاعدة الجوية من تنظيم داعش السبت، فيما, أشاد رئيس الوزراء حيدر العبادي بنجاح ذلك كخطوة رئيسية نحو الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، مضيفًا " يجب على السكان الاستعداد لتحرير مناطقهم".
وأفاد مسؤولون أميركيون أن المستشارين الأميركيين يعملون بالفعل مع قوات العمليات الخاصة العراقية لكنهم لم يرافقوهم حتى الآن في العمليات لكنهم غير مصرح لهم بمناقشة هذه المسألة علانية وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم، وسمح الرئيس أوباما في أبريل/ نيسان للقوات الأميركية بمساعدة القوات العراقية على مستوى الكتائب واللواءات حيث يكونوا على قدر أكبر من المخاطر بالقرب من المعركة على أن يظلوا خلف خطوط الجبهة، فيما اقتصر دورهم فيما سبق على تقديم المشورة بعيدًا عن المعركة، ومن المتوقع أن يلتقي العبادي وزير الدفاع خالد العبيدي وقائد القوات الأميركية في المعركة ضد داعش الجنرال شون ماكفارلاند ، وسيكون موضوع اللقاء الرئيسي الخطوات المقبلة في الحملة العسكرية مع التركيز بشكل خاص على الموصل.
يُذكر أنَّ عناصر داعش سيطروا على الموصل في صيف 2014 واستخدمت المدينة كمقر رئيسي لها منذ ذلك الحين، وتأتي زيارة كارتر للعراق عقب قمة الناتو التي استمرت لمدة يومين حيث اتفق الحلفاء على توسيع دعمهم العسكري للحرب، وبجانب موقع القيارة استعادت القوات العراقية الرمادي والفلوجة مؤخرًا وعدد من المدن على طول الطريق إلى الموصل، إلا أن متشددي "داعش" لا زالوا يسطروا على مساحات واسعة من البلاد واستمروا في شن هجمات قاتلة بما في ذلك تفجير انتحاري ضخم الأسبوع الماضي في منطقة كرادة التجارية المزدحمة في بغداد حيث قُتل نحو 186 شخص.