واشنطن - منيب سعادة
تضغط الولايات المتحدة على الاتّحاد الأوروبي للنظر في فرض عقوبات اقتصادية على إيران، وذلك بسبب صواريخها الباليستية، ويبدو أن مثل هذه العقوبات تشمل حظرًا للسفر وتجميدًا للأصول وتهدف إلى قطع التمويل عن برامج الأسلحة، بحسب مسؤول أميركي كبير، الذي حذّر من اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقًا ما لم يتم كبح طموحات طهران.
وأجرت إيران تجربة صاروخية هذا الشهر مما أثار قلق الغرب، في حين وصفت فرنسا التجربة بأنها عمل مزعزع للاستقرار، لكن الاتحاد الأوروبي يركّز على حماية الاتفاق النووي الدولي المبرم عام 2015 مع إيران والذي أعلن الرئيس الأميركي الانسحاب منه في أيار/ مايو.
وقال ممثل واشنطن الخاص بشأن إيران براين هوك، بعد اجتماعات مع القوى الأوروبية في بروكسل "نرغب في أن يقر الاتحاد الأوروبي عقوبات تستهدف الأشخاص والمنظمات التي تسهّل تجارب إيران الصاروخية والانتشار الصاروخي”.
وقال هوك إن التجارب الصاروخية الإيرانية تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي 2231 المتعلق بالاتفاق النووي، ودعا طهران للكف عن كل الأنشطة ذات الصلة بالصواريخ الباليسيتية المصممة لحمل أسلحة نووية.
وقال هوك هذا تهديد خطير ومتصاعد ونحن بحاجة لإعادة عوامل الردع ضد برنامج إيران الصاروخي, وإلا فإنني أعتقد أننا نواجه خطر اندلاع صراع إقليمي إذا لم نفعل”.
ويقول القرار 2231 إن إيران “مطالبة بالتوقف لمدة تصل إلى 8 سنوات عن الأنشطة المتعلقة بالصواريخ الباليستية المصممة لتكون قادرة على حمل أسلحة نووية,وتقول إيران إن القرار لا يطالبها بالتوقّف عن تطوير الصواريخ وهو نشاط تقول إنه لا صلة له ببرنامجها النووي.
واقترحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في آذار/مارس عقوبات أوروبية جديدة على إيران بسبب صواريخها الباليستية، وذلك وفقًا لما جاء في وثيقة سرية أطلعت عليها رويترز، لكن الاقتراح قوبل بالرفض من دول أوروبية أخرى تسعى لتعزيز الروابط التجارية مع إيران ومن بين هذه الدول إيطاليا.
وقال هوك إن طهران تنقل الصواريخ الإيرانية وتكنولوجيا الصواريخ إلى سورية، وإلى حلفاء لطهران مثل قوات الحوثي في اليمن وجماعة حزب الله في لبنان، وهو رأي تتفق معه القوى الأوروبية في اجتماعات خاصة.
وتُعدّ الدبلوماسية مع إيران قضية حساسة للغاية للاتحاد الأوروبي، لأنه يعتبر أن الاتفاق النووي المبرم مع إيران 2015 لمنعها من تطوير أسلحة نووية أكبر إنجاز للسياسة الخارجية للاتحاد منذ عشرات السنين ولا يرغب في انهيار ذلك الاتفاق.
ويقول دبلوماسيون أوروبيون إن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على إيران إلى جانب استئناف العقوبات الأمريكية قد يهدد الاتفاق.