القدس المحتلة - منيب سعادة
شرعت الولايات المتحدة في نشر واسع النطاق لمنظومة دفاع جوية مضادة للصواريخ في إسرائيل، استعدادًا لتدريب عسكري أميركي إسرائيلي مشترك، والذي يحاكي إطلاق نار في الجبهة الإسرائيلية الداخلية. ويبدأ التدريب، الذي يأتي في إطار برنامج التدريبات العسكرية الإسرائيلية الأميركية المشتركة، “جونيبر كوبرا”، في الأسبوع المقبل، ويحاكي نشوب حرب على عدة جبهات موازية، في الجنوب والشمال، يطلق خلالها آلاف الصواريخ والقذائف، وذلك في ظل التصعيد في تصريحات القيادة الإسرائيلية وإطلاق تهديدات ضد لبنان والتواجد الإيراني في سورية وقادة حزب الله، بالإضافة إلى فصائل المقاومة في قطاع غزة.
وفي هذا السياق هدد وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، بالاجتياح البري للبنان في الحرب المقبلة، في كلمته في المؤتمر السنوي للمعهد لدراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، وقال أيضا “سنفعل كل شيء من أجل التوجه بأقوى قوة ممكنة، ويجب عدم التردد. سنتقدم إلى الأمام بأسرع ما يمكن. لن نرى صورا مثل الحرب الثانية على لبنان حيث كان سكان بيروت على البحر وسكان تل أبيب في الملاجئ. وإذا دخل السكان في إسرائيل إلى الملاجئ، فإنه في الحرب القادمة ستكون كل بيروت في الملاجئ. يجب أن يكون ذلك واضحا للطرف الثاني”.
في لقائه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الإثنين 29 كانون الثاني/ يناير الجاري، وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، تهديداته للبنان بذريعة وجود أسلحة دقيقة هناك تشكل خطرا على إسرائيل. وفي نهاية اللقاء، قال نتانياهو إنه أوضح لبوتين أنه إذا لم يتم وقف ترسيخ وجود إيران في سورية فإن إسرائيل سوف تعمل على وقف ذلك، مثلما تفعل الآن.
وقال أيضا إنه عندما تحدث مع بوتين عن لبنان، أوضح له سياسة إسرائيل و"خطورة الوضع"، مضيفا أنه لم يتم تجاوز الخطوط الحمراء بعد، إلا أنه "من يحاول تغيير الوضع الراهن في سورية أو لبنان هي إيران، التي تحاول بشكل فعال إشعال المنطقة وإدخال أسلحة فتاكة إلى سورية".
وفي المقابل، تعهدت حزب الله اللبناني، اليوم، بمواجهة أي تهديدات ضد حقوق لبنان في حقول النفط والغاز البحرية، بعد التهديدات التي أطلقها ليبرمان، فيما اعتبر رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، إن تعليقات ليبرمان واحدة من عدة “رسائل تهديد” من إسرائيل في الأيام القليلة الماضية.
وبدوره قال الرئيس اللبناني، ميشال عون إن التصريحات التي أدلى بها وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اليوم الأربعاء، “تهديد للبنان”، في حين بيّن وزير الطاقة اللبناني، سيزار أبي خليل، أن لبنان سيستخدم “كل الوسائل المتاحة لصد أي عدوان إسرائيلي”.
واعتبرت وثيقة معدّلة لـ"إستراتيجية الجيش الإسرائيلي”، نشرت الجمعة الماضي، أن جبهة جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين هي الأكثر احتمالا للاندلاع، لكنها في المرتبة الثانية من حيث الأهمية، بينما جبهته ضد إيران وحزب الله في سورية ولبنان إلى جانب التنظيمات الجهادية، وعلى رأسها القاعدة و”داعش”، تحتل المرتبة الأولى من حيث التهديد لإسرائيل.
ويتوافق ذلك مع التقديرات الإستراتيجية التي تضمنها تقرير أعده معهد لدراسات الأمن القومي الإسرائيلي، التابع لجامعة تل أبيب، لعام 2018، والتي أدرجت “التهديدات التي تواجهها إسرائيل” بحسب خطورتها، وتبدأ بما أسمي “حرب الشمال الأولى”، مقابل ثلاث قوى، هي إيران وحزب الله والنظام السوري. أما التهديد الثاني، بحسب تدريج المعهد لدراسات الأمن القومي، فهو “مواجهة عسكرية في الجنوب”، حيث أن إمكانية اندلاع حرب مع حركة حماس لا تزال قائمة.