غزة - محمد حبيب
أصدرت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية، تقريرها الشهري "شعب تحت الاحتلال"، الذي يرصد الانتهاكات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني وممتلكاته. وجاء فيه أن الاحتلال الإسرائيلي قتل ستة مواطنين فلسطينّيين، وأصاب 66 مواطنًا بجراح، واعتقل ما يزيد عن 545 فلسطينيًا، فيما احتجز 102 آخرين، خلال يناير / كانون الثاني الماضي.
وأشار التقرير إلى استمرار مسلسل الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال في حق المواطنين الفلسطينيين، والمتمثلة في الإعدامات الميدانية بدعوى مكافحة عمليات الطعن، واقتحامات المناطق الفلسطينية المحتلة، واستهداف المدنيين، حيث استشهد كل من محمد الصالحي (32 عامًا)، جراء إعدامه من مسافة قريبة على أيدي جنود الاحتلال، خلال اقتحام منزله في مخيم الفارعة، في طوباس، وقصي العمور (17 عامًا)، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه أثناء اقتحامها بلدة تقوع، في بيت لحم، ونضال مهداوي (44 عامًا)، من ضاحية شويكة، في طولكرم، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه، على أحد الحواجز العسكرية، بالقرب من الضاحية، وحسن أبو غوش (24 عامًا)، من قرية مخماس، في رام الله، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه، بدعوى محاولته تنفيذ عملية دهس، ومحمد أبو خليفة (19 عامًا)، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه، أثناء اقتحامها مخيم جنين، كما استشهد فادي قنبر (28 عامًا) من حي جبل المكبر، في مدينة القدس المحتلة، جراء إطلاق جنود الاحتلال، بعد قيامه بدهس مجموعة من الجنود.
وترتفع بذلك حصيلة الشهداء، منذ بداية "هَبَّة القدس الجماهيرية"، في أكتوبر / تشرين الأول 2015، إلى 277 شهيدًا، بينهم 72 طفلاً، و18 سيدة.
وأوضح التقرير أن أكثر من 66 مواطنًا فلسطينيًا أصيبوا بجراح، حيث أصيب الطفل بلال صلاح الدين (15 عامًا) برصاصة مطاطية في الرأس، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه، أثناء اقتحامها بلدة حزما، في محافظة القدس، وأصيب الطفل محمد صلاح (12 عامًا) برضوض وكسور، جراء اعتداء قوات الاحتلال عليه بالضرب، بالقرب من جدار الضم والتوسع، في بلدة الخضر، في بيت لحم، كما أصيبت مواطنة مسنة، من عائلة "العباسي"، جراء اعتداء قوات الاحتلال عليها بالضرب، أثناء اقتحامها منزل العائلة في حي سلوان.
وأصيب الطفلان محمد الأطرش (15 عامًا)، وسيف أبوناب (16 عامًا) بجراح، جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهما، أثناء احتجازهما في حي سلوان في القدس.
وأصيب الطفل مالك الكركي (11 عامًا) بجراح وكسور، جراء اعتداء قوات الاحتلال عليه بالضرب في البلدة القديمة من مدينة الخليل، كما اعتدت قوات الاحتلال على المواطن المريض سامر سلامين، أثناء عودته من رحلة علاج في المملكة الأردنية الهاشمية.
وتحدث التقرير عن اعتقال قوات الاحتلال ما يقارب 545 مواطنًا، خلال الشهر الماضي، حيث اعتقلت الطفلين زياد مليحات (13 عامًا)، وأحمد خضور (14 عامًا) من منزليهما، في مدينة بيتونيا، واعتقلت أفراد عائلة الشهيد فادي قنبر، المكونة من أشقائه محمد ومنذر وشادية قنبر، وزوجته تهاني، ووالدته منور، ووالده أحمد، وعددًا من أقاربه. كما شرعت سلطات الاحتلال بإلغاء حق الإقامة، وإلغاء معاملة لم الشمل للعائلة. واعتقلت كل من رائدة الأطرش، والدة الأسير المقدسي مصعب الأطرش، وإيهاب طقاطقة (18 عامًا)، ويزن ديرية (16 عامًا)، من مدينة بيت لحم، وصلاح دعيبس (17 عامًا) من قرية الجفتلك، في محافظة أريحا، والأطفال صالح أبو عصب (16 عامًا)، وآدم مصطفى (16 عامًا)، وحسام سميح عليان (16 عامًا)، وأمير درويش (14 عامًا)، وعادل داود (16 عامًا)، وسامي أبو ارميلة (16 عامًا)، في بلدة العيسوية.
وعبرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن قلقها تجاه أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، حيث أشارت إلى ازدياد سوء الأوضاع الصحية للأسير عزمي نفاع، الذي يعاني من إصابات بالرصاص تعرض لها أثناء اعتقاله، وتم نقله من سجن "جلبوع" إلى عيادة سجن "الرملة"، فيما يزداد وضع الأسير سعيد ملسم سوءًا، بسبب مشاكل في القلب، وما يعانيه من آلام دائمة في صدره وأصابع يديه، إضافة إلى آلام في اليدين والقدم اليمنى، وضيق التنفس بصورة متواصلة، نتيجة وخزة دائمة في القلب.
ويعاني الأسير ناهض الأقرع آلامًا حادة في ساقيه، المبتورتين من فوق الركبة. وترفض إدارة السجون تركيب أطراف صناعية له، كما يعاني الأسير وائل نعيرات من مشاكل صحية، كالسكري، وارتفاع الكوليسترول، وأزمة في التنفس، فيما يتفاقم الوضع الصحي للأسير أشرف أبو الهدى، الذي يعاني من انتفاخ في الخصيتين، وبقايا شظايا في منطقة الحوض والعمود الفقري، كما يعاني من صعوبة الحركة، ويسير باستخدام العكازات، ولا يتناول سوى المسكنات.
وتتفاقم الحالة الصحية للأسير المريض سامر مطر، الذي يعاني من مشاكل في القلب والقولون، ونزيف حاد في المعدة، ومشاكل في الأعصاب، والتهاب في اللثة والأسنان، فيما يقبع عدد من الأسرى في مستشفى سجن "الرملة"، ويعانون من أوضاع صحية صعبة، حيث يقبع هناك كل من راتب حريبات، وخالد الشاويش، وعصام الأشقر، ومنصور موقدة، ومتوكل رضوان، ومعتصم رداد، وبسام السايح، وأمجد السائح، وكتيبة الشاويش، وأيمن الكرد، وأسامة زيدات، ويوسف نواجعة، وجلال شراونة، وخليل شراونة، وأحمد حامد، ومحمد أبو أسعد، وأحمد مطاوع، ومحمد بركات، بسبب مواصلة سلطات الاحتلال اتباع سياسة الإهمال الطبي المتعمد، كنوع من الضبط والعقاب للأسرى.
ورفضت محكمة الاحتلال قرارًا بالإفراج عن الأسير نائل البرغوثي، بعد إنهاء محكوميته الأخيرة، البالغة 30 شهرًا، ليبلغ مجموع ما أمضاه من أحكام 36 عامًا، وهي أطول مدة حكم في سجون الاحتلال. وتتعمد سلطات الاحتلال نقل الأسير "البرغوثي" بين سجون متعددة، كنوع من العقاب.
وأشار التقرير إلى قيام الأسيرة رندة الشحاتيت بالإضراب عن الطعام لمدة، احتجاجًا على اعتقالها الإداري وعزلها الانفرادي، فيما أشارت هيئة الأسرى إلى أن مجموع الأسيرات في سجون الاحتلال بلغ 52 أسيرة، تقبع 40 أسيرة منهن في سجن "الشارون"، فيما تقبع 11 أسيرة في سجن "الدامون"، إضافة إلى أسيرة واحدة في مستشفى الرملة، فيما يبلغ عدد القاصرات 11 طفلة، هن لما البكري، وجميلة جابر، واستبرق نور، وملك سلمان، وايمان علي، وهدية عرينات، وأمل كبها، ومنار شويكي، ونتالي شوخة، وآمال الأصلع، كما يتضمن العدد سبع أسيرات أمهات، هن عبلة العدم، وإيمان كنجو، وعليا عباسي، وإسراء جعابيص، وياسمين شعبان، وصابرين زبيدات، وفاطمة عليان. وتعاني كل من الأسيرات عبلة العدم، وإسراء جعابيص، وأمل طقاطقة، ونتالي شوحة، وجميلة جابر، ولما البكري، ومرح باكير، ونورهان عواد، وشروق دويات، من مشاكل صحية وإصابات بالرصاص.
واحتجزت قوات الاحتلال 102 فلسطينيين على الحواجز العسكرية التي أنشأتها بين المدن، وأثناء قيامها بمداهمة منازل الفلسطينيين، وكذلك الحواجز المؤدية إلى مدينة القدس، وفي داخل مدن الضفة الفلسطينية المحتلة. وتحدث التقرير عن مصادقة حكومة الاحتلال على بناء ما محصلته 5500 وحدة سكنية استيطانية في مستعمرات الضفة الغربية المحتلة، "أريئيل"، و"تسوفيم"، و"عمانوئيل"، و"أورانيت"، و"عتس إفرايم"، و"ألفيه مناشيه"، و"إلكناه"، و"شعاري تيكفا"، وغيرها من المستعمرات، تحت ذرائع الاستجابة للاحتياجات السكنية المتنامية للمستوطنين، فيما بحثت ما تسمى باللجنة اللوائية للتخطيط، التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، مشروع المصادقة على بناء 390 وحدة سكنية استيطانية جديدة، وكنيس يهودي وروضة أطفال، كما صادقت على مخطط بناء 709 وحدات سكنية في مستعمرات مدينة القدس المحتلة، تتوزع جميعها على مستعمرات "رمات شلومو"، و"راموت"، و"بسغات زئيف"، و"جيلو".
وصادقت بلدية الاحتلال في القدس على بناء 2500 وحدة سكنية استيطانية جديدة في بلدة جبل المكبر، استبدالاً لما يقارب 1600 منزل فلسطيني مهدد بالهدم والتدمير في البلدة، ومن بينها منزل الشهيد فادي قنبر، بحجة عدم قانونية بناء هذه المنازل، فيما شرع المستوطنون في إقامة بؤرة استيطانية، من عشرة بيوت متنقلة، على أراضي بلدة دير الحطب، في نابلس، بهدف الاستيلاء على الأراضي في المنطقة.