عناصر من المقاومة الفلسطينية

انطلق، السبت، موكب تشييع جثمان القائد في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مازن فقهاء، والذي اغتاله مجهولون، أمام منزله في مدينة غزة ولقيت عملية الاغتيال ردود فعل غاضبة من كافة الفصائل الفلسطينية، ووعودًا بالرد على مرتكبي هذه الجريمة، والتي اتهمت فيها الاحتلال وأعوانه بتنفيذها و"مازن فقهاء" هو أسير محرر من الضفة الغربية المحتلة، وأُبعد إلى قطاع غزة بعد إطلاق سراحه بصفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، والتي خرج بموجبها 1047 أسيرًا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وتتهم سلطات الاحتلال فقهاء وهو من مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، بقيادة "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة، وإعطائهم الأوامر لاختطاف وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في حزيران/ يونيو 2014 في الخليل.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي، إن اغتيال فقهاء "جريمة غادرة تحمل أجندة الاحتلال وبصمات أجهزته الاستخباراتية"، معتبرةً أن العودة لسياسات الاغتيال سيكون في مقابله تغيير قواعد المواجهة. وأوضح، مسؤول المكتب الإعلامي للجهاد، داود شهاب، أن "الجريمة تحمل رسائل خطيرة، ولذلك من الواجب التعامل معها بالطريقة المناسبة"ودعا شهاب، إلى التشديد في ملاحقة العملاء وتعزيز الجبهة الداخلية لقطع الطريق على الاحتلال، والعمل على إفشال مخططه الهادف لخلخلة الوضع الداخلي، وضرب أمن واستقرار غزة حاضنة المقاومة. وقال القيادي في الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، إن الاغتيال يجب أن يقابل بضرب بيد من حديد لعملاء الاحتلال، ومزيد من أخذ الحيطة والحذر، وتوفير الإمكانات لحماية محررينا في الداخل والخارج. وطالب عدنان، فصائل المقاومة باعتبار اغتيال فقهاء خرقًا للتهدئة، يستوجب ردًا من المقاومة، تردع الاحتلال وأدواته. وبدورها، أدانت حركة فتح عملية اغتيال الأسير مازن فقهاء في مدينة غزة، الجمعة.

وأكدت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الذراع العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن عملية الاغتيال يجب أن تقابل برد قاسِ من فصائل المقاومة على الاحتلال وأعوانه، ولا يجب أن تمر مرور الكرام. ودعت الكتائب، إلى ردع عملاء الاحتلال بالحديد والنار؛ ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بمقاومينا وشعبنا، مضيفةً "كلنا ثقة بأن يد المقاومة ستنال من الأيدي العميلة التي نفذت هذه الجريمة وتنال عقابها الرادع".

ونعت حركة المقاومة الشعبية وجناحها العسكري كتائب الناصر صلاح الدين فقهاء، موضحةً أنه لم يُشهد عليه إلا جهاده وعظيم بصماته بأكبر العمليات البطولية ضد الاحتلال، والذي لم يتوقف للحظة عن المضي في طريق المقاومة والإعداد والتخطيط. وحملت الحركة، في بيان لها، الاحتلال الإسرائيلي وعملائه المسؤولية الكاملة لاغتياله، مطالبةً الأجهزة الأمنية في غزة حماية الجبهة الداخلية، وتصفية كل العملاء وحماية ظهر المقاومة.

وكشفت حركة الأحرار الفلسطينية، أن اغتيال فقهاء جريمة بشعة يجب أن تؤسس لمرحلة جديدة في مواجهة الاحتلال واستئصال عملائه باعتبار أن كل المؤشرات تدلل على لمسات الاحتلال وعملائه في الجريمة. واعتبر حزب الشعب الفلسطيني اغتيال فقهاء أنه يحمل بصمات أجهزة الموساد، ويمثل مؤشرًا خطيرًا يدلل عن أن اﻻحتلال ماضٍ في عدوانه على شعبنا الفلسطيني ومناضليه، لافتًا إلى أن اﻻغتيال يمهد لفتح الطريق لشن عدوان واسع على قطاع غزة.

وواصل الحزب في تصريح صحافي، أن عملية الاغتيال تأتي في سياق استمرار خرق اﻻحتلال لبنود صفقة وفاء الأحرار، سواء بالاعتقال الذي تعرض له العشرات من محرري الصفقة، لكن هذه المرة عبر عملية اغتيال للأسير المحرر مازن فقهاء. وأما كتائب شهداء الأقصى، "جيش العاصفة"، فأكدت أن جريمة اغتيال الشهيد مازن فقهاء يتحملها الاحتلال بكافة تبعاتها. واعتبرت الكتائب هذه الجريمة تطورًا خطيرًا على الساحة الفلسطينية، ويجب الوقوف عندها والضرب بيد من حديد على الاحتلال وأعوانه، مبينة أن دماء الشهيد لن تذهب هدرًا والاحتلال سيدفع ثمن جرائمه عاجلاً أم آجلاً.

ووصف المحلل العسكري في إذاعة جيش الاحتلال تال ليف رام، اغتيال المحرر مازن فقهاء بـ "المحرج جدًا بالنسبة لحماس في جميع الأحوال". وأوضح تال ليف، في تغريدة على حسابه الخاص في "تويتر" أنه "سيكون للاغتيال انعكاس فيما يحدث بالمنطقة. لكن من ناحية إسرائيل؟ هل هذه علامة أخرى تشير إلى أن فترة الهدوء في القطاع قد انتهت". وفي تغريدة أخرى كتب أنه "بعد الاتهامات القاطعة في حماس بأن إسرائيل هي من اغتالت مازن فقهاء؛ ما حدث قد يقود لتصعيد، في الساعات الأخيرة يمكننا ملاحظة بداية نزول واضح عن الشجرة".

وكانت حماس اتهمت إسرائيل باغتيال فقهاء، بعد أن أطلق مجهولون، النار عليه من مسافة قريبة، باستخدام مسدس مع كاتم صوت، في تل الهوا في مدينة غزة. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، أن عملية اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء تمت من مسافة صفر. وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة في تصريح مقتضب على صفحته في موقع "فيسبوك" إن الرصاصات التي أطلقت على الجزء العلوي من جسد الشهيد فقهاء كانت من مسافة صفر.

وأشار إلى أنه اغتيل بأعيرة نارية مباشرة من مسافة صفر في الرأس، والجزء العلوي من الجسم، مبينًا أن الجهات المختصة لا تزال تحقق في جريمة اغتياله. وكان مسلحون مجهولون اغتالوا بالرصاص، مساء الجمعة، الأسير المحرر والقيادي في كتائب القسام مازن فقها، جنوب مدينة غزة. وأفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم بـ"اغتيال الأسير المحرر مازن فقها بعد تعرضه لإطلاق نار مباشر من مجهولين بمنطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة".

وأفاد الناطق باسم الشرطة في غزة أيمن البطنيجي بأن فقها أصيب بأربعة رصاصات من مسدس كاتم صوت، أمام مدخل العمارة التي يقطنها في منطقة تل الهوا جنوب غزة. وأكد النائب العام في قطاع غزة، إسماعيل جبر، أن آثار أصابع الموساد الإسرائيلي واضحة في عملية اغتيال الشهيد مازن فقهاء. وأضاف جبر أن عملية اغتيال مازن فقهاء متقنة في الإعدام، موضحًا أنه لا وجود لأية شبهة جنائية في حادثة الاغتيال. وأوضح أن عمليات التحقيق لا زالت مستمرة، ولم تنته بعد.