رام الله - علياء بدر
يواصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، معركتهم بالإضراب عن الطعام، لليوم الرابع عشر على التوالي، وسط استمرار الإجراءات القمعية الاحتلالية، وفعاليات جماهيرية وشعبية مساندة. ويواصل الأسرى معركة الحرية والكرامة في سجون الاحتلال، والتي شرعوا بها في 17 من نيسان/ أبريل 2017، لتحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم إدارة سجون الاحتلال منها، والتي حققوها سابقًا من خلال خوض الكثير من الإضرابات على مدار سنوات الأسر، وتتمثّل مطالبهم بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي ومنع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وغير ذلك من المطالب المشروعة.
وتتجه الأوضاع الصحية للأسرى المضربين عن الطعام نحو الخطورة، بعد فقدانهم أكثر من عشرة كغم من أوزانهم، مع هبوط في ضغط الدم وآلام حادة في الرأس والمعدة والمفاصل وضعف القدرة على الحركة." من شهادات للأسرى المضربين في سجن "عوفر" وتقتحم وحدات القمع (اليماز)، غرف المضربين بشكل يومي عند ساعات الفجر، وتجري تفتيشات واسعة في غرفهم وتصادر الملح، وتخضعهم للتفتيش العاري، كما يتعمَّد السجانون تقديم الطعام للأسرى المضربين كنوع من التعذيب النفسي." وذلك من شهادات للأسرى المضربين في سجن "عوفر".
كما تحرم إدارة سجون الاحتلال الأسرى من المياه الباردة، وتضطرهم إلى شرب المياه الساخنة، وبعد أن صادرت ملابسهم الشخصية وأبقت فقط على الملابس التي يرتدونها، وهي لباس (الشاباص)، لا تسمح بغسيلها سوى مرة واحدة أسبوعياً. هذا وأصدرت المؤسسات الحقوقية قرارًا بالتوقف الكامل عن المثول أمام محاكم الاحتلال، وذلك ابتداءً من يوم الأحد، وهذا القرار يأتي التزامًا بقرار اللجنة الوطنية لمساندة الإضراب. كما تواصل إدارة سجون الاحتلال منع محاميي المؤسسات الحقوقية من زيارة الأسرى المضربين عن الطعام، باستثناء سجني "عوفر"، و"عسقلان".
وتستمر إدارة سجون الاحتلال الاسرائيلي في نقل عدد من الأسرى المضربين عن الطعام، فقد جرى نقل الأسرى: رائد السعدي وأمجد الديك ويسري المصري من سجن "نفحة" إلى سجن "أهوليكدار". هذا وشرع عدد من المحررين بإضراب إسنادي لرفاقهم في الأسر منهم عميد الأسرى المحررين فخري البرغوثي. كما تواصلت فعاليات إسناد الإضراب في كل المحافظات، واليوم الأحد تخصص الصلوات في الكنائس وتقرع أجراسها إسنادًا للمضربين، ودعوة لرجال الدين المسيحيين والمسلمين التواجد في خيم الإضراب، وكذلك تستمر الفعاليات في ساحة السرايا في "غزة".
هذا وحمَّلت الحكومة الفلسطينية على لسان الناطق بإسمها طارق رشماوي إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي وتحديدًا المضربين عن الطعام. وأكد رشماوي "أن احتجاز إسرائيل للآلاف من الأسرى بما فيهم الأطفال والنساء والمرضى، بالإضافة إلى حملة التحريض العنصرية ضد أسرانا البواسل يستدعي تدخلًا مباشرًا من المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم التي تعتبر تجاوزًا خطيرًا لكافة القوانين الدولية، حيث أن إضراب هؤلاء الأبطال يضع مصداقية المجتمع الدولي ومؤسساته على المحك".
وثمَّنت الحكومة الفلسطينية التفاعل الجماهيري المميز من قبل أبناء الشعب الفلسطيني في كافة مناطق تواجده بما في ذلك أهلنا وشعبنا في القدس وفي الشتات ومساندتهم لإخوتهم الأسرى في معركة الحرية والكرامة حتى تحقيق مطالبهم العادلة وصولًا لنيل حريتهم الكاملة. وقال رشماوي "إنه وفي هذه الأيام المجيدة التي يتحدى بها أسيراتنا وأسرانا السجان الظالم بأمعائهم الخاوية وما نشهده من حالة من التلاحم والوحدة بين أبناء شعبنا العظيم، فإن الحكومة تدعو أبناء شعبنا إلى مزيد من الوحدة ورص الصفوف خلف القيادة الفلسطينية برئاسة السيد الرئيس محمود عبّاس وصولًا إلى تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".