القدس المحتلة ـ فلسطين اليوم
واصل المصلون لليوم الثامن على التوالي، الامتناع عن الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك، عبر البوابات الإلكترونية، التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي على مداخل المسجد وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، إن المصلين أدوا صلاة الفجر خارج أسوار الحرم القدسي، وسيواصلون اعتصامهم حتى إزالة البوابات الإلكترونية وإلغاء إجراءات الاحتلال بحق الأقصى وأضاف أن الأوضاع في القدس ما زالت متوترة بشكل عام، خاصة بعد ارتقاء ثلاثة شهداء أمس الجمعة، وإصابة العشرات.
وأوضح الكسواني أن بعض حراس المسجد الأقصى ممن دخلوا قبل أيام للمسجد دون المرور عبر البوابات الإلكترونية ما زالوا يتواجدون في المسجد من أجل حمايته الوقوف في وجه المستوطنين المقتحمين وشنت قوات الاحتلال، حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من كوادر حركة "فتح" في المدينة المقدسة، وحملت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في أراضي 48، في اجتماعها الذي عقد في الناصرة الليلة الفائتة، حكومة الاحتلال المسؤولية عن سفك الدماء في القدس، وطالبت بإزالة البوابات الإلكترونية، مؤكدة على عدم شرعية تواجد الاحتلال في المسجد الأقصى.
ودعت اللجنة جميع الأحزاب والفعاليات الشعبية إلى وقفات وحدوية في عدة مواقع في البلاد، اليوم السبت، ودعت إلى النفير اليومي إلى القدس وتسيير أكبر عدد من الحافلات إلى الأقصى يوم الجمعة المقبل، إضافة إلى التحضير لحملة مساعدات طبية واسعة النطاق لمستشفى المقاصد في القدس، ودعوة الجماهير إلى التبرع بالدم وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية وللمرة الثالثة على التوالي من احتمالية وصول الأوضاع في مدينة القدس والمسجد الأقصى إلى نقطة الانفجار والتصعيد.
وقالت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت، .إن حكومتها تهيب بالجميع ضبط النفس والتراجع عن حافة العنف والالتزام بالوضع الراهن، وأضافت أنه "بشأن الإمعان الإسرائيلي في رفع وتيرة التوتر عبر استمرار سلطات الاحتلال في فرض القيود على دخول مسجد الأقصى والحرم الشريف في القدس، ونشر آلاف الجنود لمنع وصول المصلين إلى المسجد الأقصى اليوم الجمعة، "أولاً دعني أقول إننا نعرف جميعاً أنّ هذه مسألة حساسة جداً، نحن نراقب هذه المسألة عن كثب لذا سأكون حذرة وحريصة جداً في اختيار كلماتي، لأننا لا نريد أن نقوم بأي شيء قد يؤدي إلى تصعيد التوترات".
وأضافت ناورت "نحن نؤيد ضرورة الإبقاء على الوضع الراهن ونرحب بمواصلة الأطراف كلها التزامها بالحفاظ على الوضع الراهن، لقد كنا واضحين ونحن نواصل تشجيعنا لكل الأطراف من أجل اتخاذ تدابير لتجنب تصعيد الوضع هناك، الوضع الراهن لا يشمل أجهزة الكشف عن المعادن فهل أنتم معترضون على تركيب أجهزة الكشف عن المعادن وإجبار المصلين على المرور عبر هذه الأجهزة؟"، ما سأقوله عن هذه المسألة هو أننا نؤيد الحفاظ على الوضع الراهن".
أما بخصوص انخراط الإدارة الأميركية في أي محادثات مع سلطات الاحتلال أو الحكومة الأردنية لحل الأزمة، قالت ناورت "نحن نشجع كلا الجانبين على عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تصعّد التوترات، نواصل الحديث مع الحكومات في المنطقة لمحاولة تشجيع عملية السلام، كما تعلمون تدعم وزارة الخارجية الأميركية عملية السلام هذه، وكذلك السيد غرينبلات والسيد كوشنر، ونشجع الطرفين على الإبقاء على الوضع الراهن".
وعن ما إذا كان باعتقاد حكومتها أن البوابات الإلكترونية تقع أو لا تقع تحت معطيات "الأمر الواقع وما إذا كان هناك ثمة طريقة لتجنب تصعيد التوترات؟ وهل يؤدي البدء باعتماد أجهزة الكشف عن المعادن (البوابات الإلكترونية) إلى تغيير الوضع الراهن بطريقة ما؟ وما إذا كانت الإدارة الأمريكية ترغب في أن تزيل إسرائيل هذه الأجهزة أم لا"، كررت ناورت القول: "دعني أكون واضحة بهذا الشأن مرة أخرى...نود أن نرى الطرفين يتخذان تدابير لتجنب تصعيد الوضع هناك، وسأكتفي بهذا القدر من الكلام عن هذا الموضوع"، وكانت ناورت قد صرحت الثلاثاء والأربعاء (تزامناً مع مطالبة البيت الأبيض بالتهدئة) بعدم تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى.
وتأتي تصريحات وزارة الخارجية الأميركية وسط "تدابير أمنية متزايدة تفاقم التوترات في القدس الشريف" من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد إغلاق المسجد الأقصى والحرم الشريف للمرة الثالثة منذ احتلال القدس عام 1967، حيث ادعى وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي جلعاد أردان الخميس، أن أجهزة الكشف عن المعادن ضرورية للحفاظ على الأمن، في حين دعا الفلسطينيون والمرجعيات الدينية إلى احتجاجات جماهيرية في المدينة.
وبيّن أردان لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو سيبحث هذه القضية في وقت لاحق، وذلك بعد إجراء مشاورات أمنية لدى عودته من زيارة عمل إلى أوروبا واعتبرت وزارة الإعلام، استهداف جيش الاحتلال للصحافيين في اعتداءاته أمس على الشعب ومقدساته محاولة للتغطية على إرهابه وقمعه لأبناء الشعب، الذين لبوا نداء الدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات.
وأكدت الوزارة على أن جرائم أمس بحق الصحافيين، والتي طالت مراسلة فضائية (معا) في بيت لحم ميرنا الأطرش بقنبلة غاز في وجهها، والصحافي محمد اللحام بالاختناق بقنابل الغاز، ومصوري وكالة (وفا) في القدس والخليل: عفيف عميرة بعيار معدني في الصدر، ومشهور الوحواح بقنبلة صوت في قدمه، تثبت حاجة الإعلاميين الفلسطينيين للحماية الدولية من احتلال ينتهك كل المواثيق.
وحيت الصحافيين الفلسطينيين عموماً والمقدسيين خصوصاً، الذين يبدعون في نقل صورة فلسطين وصوت حريتها، بالرغم من قمع الاحتلال ووحشيته وبطشه وحثت الاتحاد الدولي للصحافيين، وسائر الأطر النقابية على التدخل لحماية إعلامينا من بطش إسرائيل، ومحاسبتها على جرائمها التي لا تسقط بالتقادم، وسجلها الحافل بالعنصرية والوحشية.
ودعت الوزارة مجلس الأمن الدولي لتطبيق قراره (2222) وما تضمنه من رسائل للدول والمنظمات الإقليمية والمحلية، للاستفادة من الممارسات والتجارب والدروس المتصلة بحماية الصحافيين، وإدانته لكافة أشكال الانتهاكات والاعتداءات ضدهم خلال النزاعات المسلحة، وحثه لاحترام استقلاليتهم المهنية وحقوقهم خلال النزاعات، وإدانته لاستمرار إفلات المعتدين عليهم من العقاب، والدعوة إلى مقاضاتهم.