القدس المحتلة ـ فلسطين اليوم
تسبّب ارتفاع الدولار الأميركي بشكل جنوني في السوق السوداء في العديد من التبعات السلبية التي يدفع فاتورتها الفقراء بألوانهم وطبقاتهم المختلفة، من دون أن تُجدي الحلول المطروحة لوقف انهيار الليرة اللبنانية نفعًا، بعد ساعات على وقف ضخّ “الدولار المدعوم” لدى الصرّافين من الفئة الاولى، فتدور الحلقة المُفرغة، ويدفع الناس ثمنًا جديدًا و”فرق عملة” في معادلة لبنان السياسية والمالية.
في الشارع الصيداوي غضبٌ كبير ممّا آلت اليه الأوضاع المعيشية والإقتصادية، بدءًا من الغلاء ومرورًا بلهيب الأسعار، وصولًا الى التلاعب بسعر صرف الدولار الذي لامس في السوق السوداء وفي عطلة نهاية الاسبوع الـ 5400 ليرة لبنانية. غير ان اللافت، ما يدور من تساؤلات في الشارع نفسه، عن غياب حراك الساحات ومن ضمنها “صيدا تنتفض”، عن التحرّكات الإحتجاجية، وعدم التفاعل مع التطوّر كما كانت الحال سابقًا، وكأنّه دخل في استراحة وترقّب.
في المُقابل، تشرح أوساط بارزة في “حراك صيدا” لـ”نداء الوطن” أسباب التراخي، فتؤكّد أنّ “البعض وصل الى قناعة بأن الوضع المالي والإقتصادي في انهيار دائم وسريع، ولن تُجدي كلّ التحرّكات الإحتجاجية العفوية أو الإنفعالية، اذا لم يكن هناك برنامج مُحدّد يُحقّق الهدف، لا سيّما وأنّ المرحلة الماضية أثبتت أنّ الشارع لا يُحرّكه أحد أو يُعطي شارته، فالناس هي التي تُقرّر، وقد شغلوها بالوقوف أمام محلّات الصيرفة لساعات طويلة للحصول على مئتي دولار أميركي مدعوم، او بالبحث عن لُقمة عيشهم في أعمال جديدة لا تسمح لهم بالمُشاركة في الحراك، ناهيك عن الإنكفاء العام بسبب جائحة “كورونا” وارتفاع عدّاد المصابين بالرغم من كلّ التطمينات، ووصول الإصابات الى مناطق للمرة الأولى، ومنها صيدا ومُحيطها، ما يستدعي المزيد من الحذر والأخذ بالإجراءات الوقائية”.
وإذ حذّرت الأوساط “من أنّ تراكُم الغضب والإرتفاع الجنوني في الأسعار سيؤدّيان الى انفجار اجتماعي”، أشارت الى أنّ “حراك “صيدا تنتفض” يدرس خطواته بدقّة، وهو قرّر تمييز نفسه في احتجاجاته والشعارت المطلبية دون سواها، والحفاظ على حضاريتها وسلميتها، وقد برهن على ذلك في تحرّكي الجمعة 5 حزيران والسبت 13 منه، حيث قالت صيدا كلمتها في الإنخراط بالمعركة المطلبية والمعيشية، من دون الإنجرار خلافًا لرغبتها، انسجامًا مع ثوابتها الوطنية، على أن تبقى الساحة مفتوحة للتلاقي والحوار”.
ناقوس خطر
فلسطينيًا، دقّت وكالة “الأونروا” ناقوس الخطر من تفشّي فيروس “كورونا” في المخيّمات، بعد تسجيل اصابتين لمُقيمَين اثنين داخل مخيّم البدّاوي شمالًا، والقلق من مُخالطة مُصابة لأقاربها في مخيم عين الحلوة بالرغم من أنّ نتائجهم جاءت سلبية. وقال رئيس قسم الصحة في لبنان الدكتور عبد الحكيم شناعة “إنّ الوباء لم يعد يُهدّد مخيّماتنا، بل أصبح داخل البعض منها. لذلك، ومن مُنطلق الحرص على الصحّة العامة، ومن مبدأ تحمّل الكلّ لمسؤوليتهم، ومن مُنطلق الشراكة والتعاون، ولأنّك تهتمّ بصحّة عائلتك وأهلك ومجتمعك، ينبغي عليك أن تلتزم بالإرشادات الصحّية والحفاظ على المسافة الآمنة، والإبتعاد عن الأماكن المُكتظّة، وقبل كل شيء، عليك أن تقتنع بوجود المرض لكي تستطيع مُقاومته”، موضحًا أنّ دائرة الصحّة في “الأونروا” تبذل كل جهدٍ مُمكن للحفاظ على كرامة وصحّة أهلنا وشعبنا، ولن ندّخر جهدًا في سبيل الحفاظ على صحّة اللاجئين”، مُعلنًا انه بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة، فإن فريقًا تابعًا لها سيدخل اليوم مُخيّمي عين الحلوة والبدّاوي لإجراء فحوصات الـ PCR”.
ميدانيًا، أجرى فريق من وزارة الصحة اللبنانية ومنظمة “أطبّاء بلا حدود”، بالتعاون مع قسم الصحّة في وكالة “الأونروا” في لبنان، فحوصات لـ”كورونا” في مخيم المية ومية، وهي المرة الأولى التي يدخل فيها فريق طبّي رسمي الى المخيم، بهدف أخذ عيّنات عشوائية في إطار المسح الميداني الذي يتمّ اجراؤه لمنع تفشي الفيروس في المناطق اللبنانية، بما فيها المخيمات الفلسطينية.
وواكب رئيس قسم الصحّة في وكالة “الأونروا” في منطقة صيدا الدكتور وائل ميعاري، عملية اجراء الفحوصات التي جرت بالقرب من عيادة “الأونروا” الصحّية في المخيّم، مُشيدًا بالتعاون الوثيق بين وزارة الصحة ومنظّمة أطباء بلا حدود و”الأونروا”، من أجل حماية أبناء الشعب الفلسطيني والمخيّمات من انتشار أي وباء، مُشيرًا الى أنه جرى أخذ 100 عيّنة من ابناء المُخيّم.
يُذكر انها المرة الثانية التي يدخل فيها فريق طبي لبناني رسمي الى احد المخيمات في منطقة صيدا، إذ سبق وأجرى فريق طبي من مستشفى صيدا الحكومي فحوصات في مخيم عين الحلوة، ثم في عيادة “الأونروا” في صيدا، كثمرة تعاون وتنسيق بين وزارة الصحّة والمستشفى الحكومي وقسم الصحّة “الأونروا”، بينما جرت فحوصات في مخيّمي البدّاوي شمالًا، وشاتيلا في العاصمة.
قد يهمك أيضا :
أبو هولي يبحث مع الأونروا أولويات عملها للمرحلة المقبلة في غزة