غزة ـ كمال اليازجي
أكّد المتحدث باسم أصحاب محلات بيع الملابس الجاهزة في مدينة غزة باسل ميلاد، أنهم يعيشون أزمة شديدة بسبب ركود الحركة الشرائية وخلو محلاتهم من المتسوقين، ما أدى إلى تذمر العديد منهم ورفع الصوت الرافض عاليًا لمثل هذا الوضع، خاصة أن بعض المحلات أُصيبت بحالة من الشلل التام، ما أدى إلى تراكم الديون على أصحابها.
وقال ميلاد إلى صحيفة "الأيام": "الوضع الاقتصادي العام المتردي، وعدم وجود فرص عمل، والاقتطاع من رواتب الموظفين، أربك الباعة الذي يصطفون أمام أبواب محلاتهم التجارية ينظرون إلى بعضهم البعض.
وأشار ميلاد إلى أن كمية العرض من البضائع وخاصة الملابس الجاهزة، كبيرة جداً، فبضائع العيد متوفرة بكميات كبيرة في المحلات داخل الأسواق وعلى الأرصفة وعلى جانبي الطرق، ينتظر بائعوها من يشتريها منهم، ولو بسعر التكلفة، وخاصة أنه لم يتبق على حلول عيد الأضحى سوى خمسة أيام.
وذكر ميلاد أنه ورغم اكتظاظ الأسواق بالبضائع المختلفة مع اقتراب العيد، إلا أن الأوضاع الاقتصادية حولت المواطنين، الذين يتجولون في الأسواق منذ ساعات الصباح، إلى زوار، كما يصفهم التجار، حيث لا يهدفون سوى إلى الفرجة والمشاهدة، في حين تزداد الأسواق ساعات المساء، ازدحاما بالمواطنين الذين يكررون ما فعله المتسوقون الزوار صباحا، ويغادرون الأسواق كما دخلوها.
وأرجع ميلاد حالة الركود الاقتصادي إلى الارتفاع المتزايد في الأسعار، وضعف وتراجع القدرة الشرائية، بسبب الإرهاق العام الذي يعاني منه المواطنون في قطاع غزة، نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد على 12 عاماً، وارتفاع نسبة البطالة.
وأكد أحمد أبو حصيرة صاحب أحد محلات بيع الأحذية في حي الرمال بغزة، أن كل تلك الأزمات التي عصفت ومازالت تعصف بأهالي القطاع تسببت في إفراغ جيوبهم من الأموال، ما انعكس على حركة البيع والشراء في الأسواق، وعدم شعور مواطني القطاع بفرحة العيد أو حتى قدومه.
وقال أبو حصيرة: "الوضع العام يتميز بحركة شرائية ضعيفة وأسواق تكاد تكون خاليه إلا من المتنزهين في هذا الشارع الحيوي في ظل التقاء مناسبتين، افتتاح العام الدراسي الجديد وعيد الأضحى.
ونوه إلى أن أجواء العيد معدومة في قطاع غزة، وأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لدى المواطنين يرثى لها، موضحًا أن السمة العامة التي تطغى على غزة هي عدم استطاعتهم شراء أيٍ من كسوة عيد الأضحى لأولادهم، ما سيعود بهم للوراء في ارتداء ملابس عيد الفطر، وذلك لعدم قدرتهم على تحمّل مصروف موسمي العيد والمدارس معاً.
من جانبه اكتفى صاحب محل لبيع الملابس النسائية رأفت أبو سالم، بالقول إن أسواق غزة تشهد حالة من الركود لم يسبق لها مثيل، وخاصة مع توالي الأزمات التي حلت بأهالي القطاع، وأيضاً توالي المواسم خلال أشهر قليلة، بداية من شهر رمضان لعيد الفطر الماضي، وموسم المدارس وحاليا عيد الأضحى المبارك، كل تلك المناسبات تزيد من مصروفات المواطنين وترهق جيوبهم، لاسيما في ظل الوضع المعيشي السيئ الذي يعاني منه قطاع غزة.
وأشار أبو سالم إلى أنه أصبح ليس بمقدور المواطنين الاستعداد لمواسم متتالية، لذلك حركة البيع والشراء ضعيفة جداً هذا الموسم، حتى مع عروض التخفيض الكبيرة المقدمة لهم