القدس المحتلة - منيب سعادة
قدم يعقوب ليتسمان، وزير الصحة الإسرائيلي، وزعيم حزب "يهدوت هتوراة"، صباح الأحد، استقالته من منصبه كوزير في الحكومة الإسرائيلية. ورفض ليتسمان، خلال الساعات الماضية، جميع الوساطات التي تدخلت بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للوصول لحلول وسط بشأن ما يعرف بـ"تدنيس يوم السبت". ويعترض ليتسمان على عمليات البنية التحتية في القطارات أيام السبت، معتبرًا أن ذلك يخالف الشريعة اليهودية، بالعمل يوم السبت.
وحاولت أطراف عدة التوصل إلى حل وسط يقضي بالسماح للعمال العرب فقط بالعمل يوم السبت في القطارات، إلا أن وزير العمل، حاييم كاتس، رفض ذلك وأصر على أن يكون العمال من اليهود. ووفقًا للقناة العبرية الثانية، فإن وزراء وأعضاء الكنيست عن حزب "الليكود" راضون عن استقالة ليتسمان، مشيرين إلى أنه لن تحدث أي اختلالات داخل الائتلاف الحكومي تهدد وجوده. وذكرت القناة أن نتنياهو سيحتفظ لنفسه بحقيبة وزارة الصحة، على أمل أن يقنع ليتسمان بالعودة إليها خلال الأسابيع المقبلة.
ونشرت صحيفة "معاريف" العبرية، صباح الأحد، تقريرًا أشارت فيه إلى أن حكومتين إسرائيليتين سابقتين تم تفكيكهما والإطاحة بهما من الحكم، بسبب "أزمة السبت". وأشارت الصحيفة إلى الأزمة الموجودة حاليًا في الائتلاف الحكومي سببها اتهامات زعيم حزب "يهدوت هتوراة" للحكومة بتدنيس يوم السبت، من خلال العمل في القطارات، مصممًا على تقديم استقالته من منصبه كوزير للصحة. وحاولت الصحيفة تذكير رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن حكومتين سابقتين سقطتا بفعل "تدنيس يوم السبت"
وأطيح بالفعل بأول حكومة عام 1976، والتي كان يترأسها إسحاق رابين آنذاك، بعد تنظيم حفلة لاستقبال طائرات حربية في قاعدة تل نوف، يوم السبت، ما أثار ضجة كبيرة في أوساط الحاخامات والأحزاب المتدينة، التي دفعت الحكومة للاستقالة وكذلك الكنيست، وأسفر ذلك عن إجراء انتخابات مبكرة أدت إلى صعود حزب "الليكود" للحكم، أما المرة الثانية فكانت عام 1999، بسقوط حكومة رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، بسبب نقل أجزاء ضخمة من توربينات الكهرباء يوم السبت، ما تسبب في اعتراض أحزاب "الحريديم" على ذلك، حيث كانت مشاركة حينها في الحكومة وسقطت بالفعل.