عناصر من القوات الحكومية السورية

تواصل القوات الحكومية السورية، لليوم الثاني على التوالي، تصعيدها للقصف على أطراف العاصمة، دمشق. واستهدفت القوات الحكومية، منذ صباح الأحد، بأكثر من 10 صواريخ، يعتقد أنها من نوع "أرض – أرض"، مناطق في حي القابون الدمشقي، وأطرافه، والمزارع المحيطة به، ليرتفع عدد الصواريخ من النوع ذاته التي استهدفت الحي، منذ السبت، إلى أكثر من 17، بالتزامن مع القصف بقذائف مدفعية وقذائف الهاون. وأسفر القصف، صباح الأحد، عن إصابة عدد من الأشخاص بجراح، بعد أن خلف تصعيد القصف، السبت، 16 قتيلاً، بينهم مواطنتان، إضافة إلى إصابة أشخاص آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.

وتسبب هذا التصعيد في أكبر مجزرة للقوات الحكومية في حي القابون الدمشقي، منذ أواخر العام 2014، رافقها توتر في المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية، على خلفية قيام الأخيرة، قبل التصعيد، باستقدام تعزيزات عسكرية، ونشرها على الحواجز المحيطة بمنطقة برزة، وحواجز منتشرة عند الأطراف الشرقية للعاصمة، حيث يسود تخوف لدى المواطنين من بدء القوات الحكومية عملية عسكرية، تهدف إلى إنهاء تواجد مقاتلي الفصائل في أطراف العاصمة ومحيطها، وتتجه نحو الغوطة الشرقية، من محور شرق العاصمة، وذلك بعد سلسلة "المصالحات"، والتهجير الذي قامت به القوات الحكومية في داريا ومعضمية الشام وخان الشيح ووادي بردى وقدسيا والهامة والتل، ومناطق أخرى في ريف دمشق الغربي، في محاولة لتأمين محيط العاصمة، كما تسبب هذا التصعيد المفاجئ للقصف في بارتفاع أسعار مواد غذائية، إضافة للمحروقات، نتيجة قيام القوات الحكومية بإغلاق الطريق الواصل بين حي برزة ووسط دمشق، وفتحته أمام طلاب المدارس والجامعات، حيث أكدت مصادر موثوقة أن قسمًا كبيرًا من المواد الغذائية والمحروقات يدخل إلى غوطة دمشق الشرقية عبر أنفاق واصلة بين الغوطة وحي القابون، المفتوح على حيي تشرين وبرزة.

وتشهد مدينة الباب، في حلب، تجددًا للقصف بالقذائف المدفعية والصواريخ من قبل القوات التركية وطائراتها، التي لا تفارق سماء المنطقة، بالتزامن مع محاولات فصائل "درع الفرات"، والقوات التركية، تحقيق تقدم نحو وسط المدينة، على حساب تنظيم "داعش"، الذي لا يزال يسيطر على المدينة بشكل شبه كامل. وتتركز الاشتباكات بين الطرفين في أطراف المدينة الغربية والشمالية، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة في محيط قباسين وبزاعة. وشهدت المدينة، السبت، عشرات الغارات الجوية والضربات المدفعية والصاروخية من القوات التركية وطائراتها، ما خلف مزيدًا من الدمار والخسائر البشرية، كما لقي 113 مدنيًا حتفهم، بينهم 34 طفلاً دون سن الـ18، بالإضافة إلى 23 مواطنة، منذ الهجوم الأخير، الذي بدأ في مساء السابع من فبراير / شباط الجاري، جراء القصف من قبل القوات التركية، والغارات التي نفذتها الطائرات التركية على المدينة، كما ارتفع عدد القتلى من المدنيين في ريف حلب الشمالي الشرقي، جراء القصف التركي على مدينة الباب وريفها وبلدتي بزاعة وتادف، منذ 13 تشرين الثاني / نوفمبر من 2016، تاريخ وصول عملية "درع الفرات" لتخوم مدينة الباب، إلى 433 مدنيًا على الأقل، بينهم 92 طفلاً دون سن الـ18، و55 مواطنة فوق سن الـ 18، ومن ضمن القتلى 342 مدنيًا، بينهم 83 طفلاً دون سن الـ18، و51 مواطنة، قتلوا في القصف من قبل القوات التركية والطائرات الحربية التركية على مناطق في مدينة الباب، ومناطق أخرى في بلدتي تادف وبزاعة، وأماكن أخرى في ريف الباب، منذ الهزيمة الأولى للقوات التركية، في 21 كانون الأول / ديسمبر 2016، على يد تنظيم "داعش".

وتتواصل المعارك العنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محور البيارات الغربية، في حمص، وسط معلومات عن تقدم جديد للقوات الحكومية في المنطقة، ترافق مع تنفيذ الطائرات الحربية عشرات الغارات على مناطق الاشتباك، وقصف مكثف من قبل القوات الحكومية على المناطق ذاتها، بينما قُتل شاب من قرية تيرمعلة، في ريف حمص الشمالي، متأثرًا بجراح أصيب بها جراء سقوط قذيفة "هاون"، أطلقتها القوات الحكومية على منطقة في القرية.

ونفذت طائرات التحالف الدولي، قبيل منتصف ليل السبت غارات عدة على مناطق في الشريط الحدود مع العراق، قرب مدينة البوكمال، في ريف دير الزور الشرقي. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وشنت الطائرات الحربية غارات على مناطق في بلدتي عقرب وحربنفسه، في ريف حماة الجنوبي، في ظل أنباء عن سقوط جرحى، كما نفذت الطائرات الحربية غارات على مناطق في بلدتي كفرزيتا واللطامنة، وأماكن أخرى في تل هواش، في ريف حماة الشمالي، دون أنباء عن وقوع خسائر بشرية.

وتعرضت مناطق في أحياء درعا البلد، في مدينة درعا، لقصف من قبل القوات الحكومية، دون أنباء عن خسائر بشرية، ترافق مع سقوط صاروخ، يعتقد أنه من نوع "أرض- أرض"، على منطقة في درعا البلد، بينما تجددت الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وعناصر من جبهة "فتح الشام" من جهة أخرى، في محور حي المنشية، ضمن معركة "الموت ولا المذلة"، التي أطلقتها الأخيرة، للسيطرة على حي المنشية، حيث تدور معارك كر وفر بين الطرفين، ترافقت مع قصف مكثف من قبل القوات الحكومية على مناطق الاشتباك، كما قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة اليادودة، في شمال غرب مدينة درعا، دون معلومات عن وقوع إصابات.

وتتواصل المرحلة الثالثة من عملية "غضب الفرات"، منذ إعلانها، في الرابع من شباط الجاري، حيث تتركز الاشتباكات بين قوات "سورية الديمقراطية"، المدعمة بطائرات التحالف الدولي من جانب، وعناصر تنظيم "داعش" من جانب آخر، في الريفين الشرقي والشمالي الشرقي للرقة، معقل التنظيم في سورية، وتمكنت فيها "سورية الديمقراطية" من تحقيق تقدم في الريف الشمالي الشرقي للمدينة، والتقدم، بعد السيطرة على جسر شنينة، الواصل بين ضفتي نهر البليخ الغربية والشرقية، كما تتواصل الاشتباكات بين الجانبين في الريف الشرقي للرقة، على الطريق الواصل بين منطقة المكمن وقرية الكرامة. وتمكنت قوات "سورية الديمقراطية"، منذ السبت، من التقدم والسيطرة على خمس قرى ومزارع. وترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف ومتبادل بين الجانبين، وسقوط خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال.

وفي العاشر من شباط الجاري، نجحت قوات "سورية الديمقراطية" من تحقيق تقدم سريع في الريف الشمالي الشرقي للرقة، عبر السيطرة على القرى، من خلال هجمات مستمرة ومتلاحقة، بغطاء من القصف من قبل طائرات التحالف الدولي، التي تكاد لا تفارق سماء مناطق الاشتباك، وبغطاء من القصف المدفعي والصاروخي، الذي يستهدف مواقع التنظيم في ريف الرقة. وجاء هذا التقدم منطلقًا من منطقة خنيز، في ريف الرقة الشمالي، ومن محاور في ريف الرقة الشمالي الشرقي. ووصلت قوات "سورية الديمقراطية" إلى مسافة نحو ثمانية كيلومترات عن الأطراف الشرقية لمدينة الرقة، في حين أكدت مصادر مطلعة العثور على صواريخ موجهة، يعتقد أنها من نوع "تاو"، أميركية الصنع، خلال السيطرة على قرية معيزيلة، في ريف الرقة الشمالي الشرقي، ولم يعلم كيفية وصولها إلى التنظيم.

كما أعلنت قوات "سورية الديمقراطية" عن المرحلة الأولى من عملية "غضب الفرات"، الهادفة إلى عزل مدينة الرقة عن ريفها، تمهيدًا للسيطرة عليها وطرد تنظيم "داعش"، حيث جرى إعلان المرحلة الأولى في السادس من تشرين الثاني 2016، وشملت هذه المرحلة الريف الشمالي للمدينة، في حين أُعلن عن المرحلة الثانية في العاشر ممن من كانون الأول / ديسمبر 2016، والتي شملت الريف الغربي، فيما أعلن عن المرحلة الثالثة في الرابع من شباط 2017، والتي تشمل الريفين الشمالي الشرقي والشرقي للمدينة.

ارتفع عدد المنضمين إلى إلى قافلة ضحايا الحرب في سورية، السبت، إلى 34 قتيلاً، ففي محافظة دمشق، لقي 16 مواطنًا حتفهم، بينهم مواطنتان، في المجزرة التي خلفها قصف القوات الحكومية لمناطق في مقبرة في أطراف حي القابون. وفي محافظة درعا، قُتل 10 مواطنين، هم ثلاثة أطفال ومواطنة، قتلوا إثر قصفٍ للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة أم المياذن، وطفلة ومواطنة قتلتا في قصفٍ للقوات الحكومية على مناطق في بلدة طفس، وطفل ومواطنة ورجل قتلوا جراء قصفٍ للطيران الحربي على مناطق في مدينة بصرى الشام وبلدة اليادودة، وطفل من بلدة نمر، قُتل إثر انفجار قذيفة في البلدة.

ولقي ثلاثة مواطنين حتفهم، بينهم طفل، جراء قصفٍ للطيران الحربي على مناطق في حي الوعر، في مدينة حمص. وقُتل شخص وابنه، جراء انفجار عبوة ناسفة فيهما، في بلدة التمانعة، في ريف إدلب. وفي محافظة حلب، قُتلت مواطنة، متأثرة بجراح أصيبت بها، جراء سقوط قذيفة على منطقة في حي حلب الجديدة، الخاضع لسيطرة القوات الحكومية، وطفل في الـ15 من عمره، قُتل إثر إصابته في انفجار لغم به، في منطقة تل أحمر، الواقعة في الريف الغربي لمدينة عين العرب (كوباني). وفي محافظة دير الزور، قُتل رجل جراء إصابته في قصف لتنظيم "داعش"، بعدد من القذائف، على مناطق سيطرة القوات الحكومية في مدينة دير الزور، كما قُتل رجل وزوجته وابنه، واثنين من بناته، في القصف من قبل طائرات، لا يعلم إذا ما كانت روسية أم تابعة للحكومة أم تركية، على مناطق في قرية في ريف حلب الشرقي.

وقُتل ستة عناصر من تنظيم "داعش"، جراء إصابتهم في قصف واشتباكات مع قوات "سورية الديمقراطية"، في ريف الرقة الشرقي، بينما لقي ثلاثة مقاتلين من قوات "سورية الديمقراطية" حتفهم، في الاشتباكات ذاتها. وقُتل ستة مقاتلين من الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية المقاتلة، مجهولي  الهوية حتى اللحظة، جراء قصف للطائرات الحربية والمروحية على مناطق تواجدهم، وإثر كمائن واشتباكات مع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، واستهداف عربات وقصف على مناطق عدة، إضافة إلى مقتل سبعة على الأقل من قوات "الدفاع الوطني"، والمسلحين الموالين للحكومة من الجنسية السورية، إثر اشتباكات، واستهداف حواجزهم، وتفجير عبوات ناسفة في آلياتهم، في مدن وبلدات وقرى سورية.

وقُتل ما لا يقل عن خمسة من القوات الحكومية، إثر اشتباكات مع تنظيم "داعش" وجبهة "فتح الشام" والكتائب المقاتلة والإسلامية، واستهداف مراكز وحواجز وآليات ثقيلة بقذائف صاروخية، وعبوات ناسفة. ولقي ما لا يقل عن 16 مقاتلاً من تنظيم "داعش" والفصائل الإسلامية، من جنسيات غير سورية، حتفهم، وذلك في اشتباكات وقصف من الطائرات الحربية والمروحية، وقصف على مناطق تواجدهم.