وعد بلفور

يصادف اليوم الجمعة، الثاني من تشرين الثاني، الذكرى الـ101 لوعد بلفور المشؤوم الذي أعطى بموجبه وزير خارجية بريطانيا انذاك اللورد آرثر بلفور الحق لليهود باقامة وطن قومي لهم في فلسطين. "وعد بلفور" المشؤوم الذي أسفر عنه إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق في أرض فلسطين، أصدرته حكومة بريطانيا آنذاك، والذي بدوره أدى إلى تعميق مآسي الشعب الفلسطيني يوما بعد يوم.

في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر من سنة 1917، وعد وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية اللورد روتشيلد، بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى.

يشار الى ان الحركة الصهيونية اتخذت من "وعد بلفور" ذريعة لقيام الكيان الصهيوني بنشر وتوسيع المستوطنات التي تحولت بعد عام 1948 إلى مدن كبيرة، بعد السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية ونزع ملكيتها من أصحابها الشرعيين، مستخدمة كافة الوسائل اللاإنسانية من مذابح وتشريد وطرد ومجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني، الأمر الذي زاد من معاناة الشعب الفلسطيني ودفعه منذ ذلك التاريخ إلى مواجهة مستمرة مع الاحتلال.

كما بموجب هذا الوعد عمدت الدوائر الصهيونية إلى الاستيطان في فلسطين منذ بداية القرن التاسع عشر، مستغلة الظروف الدولية السائدة آنذاك وارتباط مسؤولين غربيين بالحركة الصهيونية، وازدادت الحركة الاستيطانية الصهيونية بعد الوعد المشؤوم.

وفي ما يلي النص الحرفي:

وزارة الخارجية

2 نوفمبر 1917

عزيزي اللورد روتشيلد

"يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية"، وقد عُرض على الوزارة وأقرته: إن "حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى". وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح.