حكومة الاحتلال الصهيوني

أظهرت دراسة إسرائيلية إحصائية زيادة عدد المستوطنين المتواجدين في الضفة الغربية المحتلة باستثناء القدس، ليقترب من نحو نصف مليون مع حلول عام 2018، حيث وصل عدد المستوطنين بداية العام الجاري إلى 435 مليون مستوطن موزعين على 150 مستوطنة، في حين انخفض معدل النمو السكاني إلى 3.4%، وهو ما يعني نموا بواقع 15 ألف مستوطن سنويًا.

في الوقت نفسه، أعطت زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى إسرائيل دفعة جديدة لنشاط إسرائيل الاستيطاني، فما أن غادر نائب الرئيس عائدا إلى واشنطن، حتى أوصى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت، بشرعنة البؤرة الاستيطانية “حافات جلعاد” غرب نابلس، إلى مستوطنة معترف بها وجاءت توصيات مندلبليت ردا على طلب تقدم به وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، لتحويل البؤرة إلى مستوطنة .

ووافق مندلبليت على اقتراح تسوية البؤرة الاستيطانية، بحسب ما أعلن وزراء “البيت اليهودي” نفتالى بينيت وأييليت شاكيد التي كانت قد صرحت بأنه سوف يتم المصادقة على شرعنة البؤرة فور انتهاء زيارة نائب الرئيس الأميركي، مارك بينس لــ “إسرائيل، و قالت: “نحن لا نريد إحراج بينس الآن فسوف نصادق على تشريع البؤرة بعد مغادرته مباشرة"، وهذا ما تم فعلا.

وبموجب التوصيات التي اعتمدت على نص التسوية، فإن المستوطنة ستكون ضمن نفوذ المجلس الاستيطاني الإقليمي للسامرة  وسوف تحصل على رمز لتسوية مستقلة، وسوف تستوعب المزيد من المستوطنين، وفي الوقت نفسه، أوصى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بربط المستوطنة بشبكة الماء والكهرباء والبنى التحتية، بينما يذكر أن البؤرة الاستيطانية “حفات جلعاد”، قائمة على أراضي تتبع لخمس قرى إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس وهي قرى كفر قدوم وجيت وصرة وتل وفرعتا، وأقيمت في العام 2002 في أعقاب مقتل أحد قادة المستوطنين ويدعى جلعاد زار، وسميت البؤرة منذ ذلك الحين على اسمه.

وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي صادقت اللجنة الوزارية للتشريعات في حكومة الاحتلال، على عدة مشاريع قوانين قدمتها حكومة بنيامين نتنياهو تقضي بتطبيق هذه القوانين على المستوطنات بالأراضي الفلسطينية المحتلة، ويأتي هذه الإجراء بغية ملائمة الكنيست لمشاريع القوانين قبيل المصادقة عليها بالقراءتين الثانية والثالثة، ليتسنى تنفيذها وتطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فقد صادقت اللجنة على 12 قانونا، ومن بين مشاريع القوانين المعتمدة والتي تم المصادقة عليها ونقلت للتصويت إلى الكنيست، مشروع قانون العمال الأجانب والمكوث غير القانوني، والذي يتناول تشديد العقوبة وزيادة الغرامات للأجانب غير الشرعيين. ليسري على الضفة الغربية، ويشمل عقوبات مشددة على من يوصل ويشغل العمال الفلسطينيين دون تصريح .

ويدور الحديث عن أهم الخطوات التي بادرت إليها وزيرة القضاء، أييلت شاكيد، لصالح المشروع الاستيطاني والمستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، وبناء على طلب شاكيد، وافق المستشار القضائي لحكومة الاحتلال، أفيحاي مندلبليت على إجراء “يهودا والسامرة” الذي ينص على أنه في كل مشروع قانون جديد يشرعه الكنيست، سيتم الإشارة إلى الضفة الغربية وملامته ليطبق بالمستوطنات .
 
وفي السياق صادقت لجنة التربية والتعليم، على مشروع قانون توسيع صلاحيات مجلس التعليم العالي ليشمل مناطق الضفة الغربية المحتلة، بغالبية ثمانية أصوات مقابل رفض خمسة آخرين.وينص مشروع القانون على توسيع صلاحيات مجلس التعليم العالي على “المنطقة”، أما المقصود ب”المنطقة” فهو ما تم تعريفه وفق قانون الطوارئ ( يهودا والسامرة- حكم التجاوزات والمساعدة القضائية )، كالمنطقة ج وفق اتفاقية أوسلو، ويهدف مشروع القانون إلى إحلال سلطة مجلس التعليم العالي على كلية مستوطنة “أريئيل”، بدل نفوذ ما يسمى بمجلس تعليم “يهودا والسامرة”، الخاضع للإدارة المدنية. ورغم التحفظات من قبل مجلس التعليم العالي، وهي تحفظات تخضع لاعتبارات أكاديمية وليس لاعتبارات سياسية، إلا أن لجنة التربية والتعليم قامت بإقراره دون تعديلات.

وفي إطار سياسة التطهير العرقي الصامت، التي تمارسها حكومة إسرائيل في مناطق الأغوار الفلسطينية حولت جرافات الاحتلال، خربة كرزلية إلى الغرب من الجفتلك في الأغوار الوسطى، إلى أثر بعد أن مسحت من على وجه الأرض ما تبقى من منشآت بدائية الصنع وخيام، في هجوم يعتبر العاشر من نوعه لتحيل كل شيء في هذه الخربة المنكوبة إلى أكوام من الركام، وأغلقت الطريق الوحيدة المؤدية إليها بالسواتر الترابية والخنادق، في محاولة لمنع وصول أي مساعدات إنسانية للعائلات المنكوبة .

وتدعي سلطات الاحتلال، أن هذه الخربة تقع وسط منطقة إطلاق نار يستخدمها جيشها في تدريباته العسكرية، وهي واحدة من عدة مناطق محظورة على الفلسطينيين في الأغوار الوسطى والشمالية وادعت سلطات الاحتلال، أن جميع المنشآت المقامة في خربة كرزلية “غير قانونية”، وشيدها أصحابها في منطقة تدريب على إطلاق النار بدون ترخيص، وتمت إزالتها لعدة مرات، ولكن العائلات البدوية تعيد بنائها من جديد، فيما تواصلت انتهاكات الاحتلال والمستوطنين في المحافظات الفلسطينية والتي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان وكانت على النحو التالي في فترة إعداد التقرير:
 
القدس:
نفذت عصابة “تدفيع الثمن” اليهودية المتطرفة جريمة جديدة بمنطقة بيت صفافا في القدس المحتلة، تمثلت بإضرام النار في سيارة، وكتابة شعارات عنصرية على الجدران.حيث وجد المواطنون شعارات عنصرية على الجدران، بينها “الموت للعرب”، وأخرى تشير إلى عصابة “تدفيع الثمن”.
 
وتزامنا مع جولة نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس في القدس المحتلة وزيارته لساحة البراق، حولت سلطات الاحتلال المدينة المحتلة لثكنة عسكرية وشددت من الإجراءات الأمنية بالقدس القديمة وافتخر نائب الرئيس الأميركي ر بوجوده في القدس “عاصمة إسرائيل”.فيما سمحت شرطة الاحتلال للمستوطنين بأداء طقوسٍ تلمودية علنية في المسجد الأقصى خلال الاقتحامات، وهي خطوة تأتي في سياق تحويل الأقصى لمكانٍ يستوعب صلوات المستوطنين وأنشطتهم التهويديّة.
وفي سياق هذا الاعتداء التهويديّ، أعلنت جماعات يهودية متطرفة عن توجهها لمحكمة الاحتلال “العليا” للسماح لها أن تتصرف بحرية تامة في الأقصى. وأعلنت “منظمات المعبد” عن “اقتحام مركزي طارئ” للأقصى على خلفية طرد مستوطنين أدوا طقوسًا تلمودية علنية في الأقصى، ودعت هذه المنظمات المقتحمين إلى “الصلاة” في الأقصى للتخلص من الأوقاف و”لتقديس اسم الرب” داخله.
 
الخليل:
أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ثلاثة منازل في بلدة السموع جنوب الخليل، بضرورة وقف العمل والبناء فيها.حيث قامت قوات الاحتلال، ترافقها ما تسمى بالإدارة المدنية والتنظيم الإسرائيلي،باقتحام بلدة السموع، وسلموا إخطارات بوقف العمل والبناء في ثلاثة منازل قيد الإنشاء في منطقة الجمامة غرب البلدة، والتي تعود ملكيتها لكل من: إبراهيم سلامة السلامين، وشحدة رزق، واحمد القواعين، بحجة البناء في المناطق المسماة “ج” دون ترخيص، واحتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطفل وديع كرم مسودة (14 عاما) على الحاجز العسكري المسمى 160 في حي السهلة جنوب الحرم الإبراهيمي لمدة ساعة تقريبا فيما استولى مستوطنون على دراجته الهوائية على مرأى من الجنود الذين تواجدوا في المنطقة ولم يحركوا ساكنا.
 
بيت لحم:
وأعلمت سلطات الاحتلال، بإخلاء أراضي زراعية ووقف العمل في بناء بئر للمياه بمنطقة “خلة النحلة” التابعة لـ”خلايل اللوز”، ووزعت أوامر عسكرية بإخلاء ارض زراعية مساحتها 50 دونما تعود لعائلة جبران، بحجة انها أراضي دولة،جنوب بيت لحم. فيما سلم الاحتلال المواطن محمد يحيى عايش إخطارا بوقف البناء في بئر للمياه، بحجة عدم الترخيص، علما أن المواطن كان قد استرد أرضه التي تم مصادرتها بقرار من محكمة إسرائيلية.
 
وأخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مواطنا في منطقة “كريمزان” في مدينة بيت جالا غرب بيت لحم، بإخلاء سقيفة وهدمها، بحجة عدم الترخيص حيث سلمت قوات الاحتلال المواطن نصري نمر عبد ربه إخطارا بإخلاء السقيفة وهدمها، علما أنه قام ببنائها وألحقها بكهف يتخذه مسكنا له، منذ أكثر من عشرين عاما، بهدف حماية أرضه من المصادرة وتبلغ مساحتها 22 دونما. وتعرض المواطن عبد ربه إلى هدم ما يقوم ببنائه في نفس المنطقة ثلاث مرات، بهدف ترهيبه وتهجيره، والاستيلاء على أرضه لأغراض استيطانية.
 
نابلس:
اقتحم عشرات المستوطنين، بحماية أمنية مشددة من جيش الاحتلال”مقامات دينية” في قرية عورتا جنوب نابلس وذلك بحجة أداء طقوس تلمودية في “المقامات”.وأصيبت الطفلة نجمة عرفات عودة وتبلغ من العمر (13 عامًا) بجروح ورضوض إثر تعرضها للدهس من قبل مستوطن لاذ بالفرار في بلدة حوارة جنوب نابلس.وهاجم مستوطنون بالحجارة عددًا من المنازل في بلدة مادما جنوب نابلس كما هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، ثلاثة بركسات وحظيرة أغنام في منطقة كرزليا التابعة لأراضي عقربا جنوب نابلس،و تعود للمواطن زهير بني منية. وأصيب الشاب محي الدين عبد الرحمن عارف صلاح “16 عامًا” من قرية برقة قضاء نابلس برصاص قوات الاحتلال في رقبته خلال المواجهات قرب مستوطنة “حومش” المخلاة.
 
الأغوار:
أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إخلاء أراض في سهل قاعون، القريب من قرية بردلة في الأغوار الشمالية، وذلك بغرض استعمالها لأغراض عسكرية، حيث يستعمل جيش الاحتلال الأراضي الفلسطينية بالأغوار للتدريبات والمناورات العسكرية. وقامت ما تسمى “الإدارة المدنية” بتوزيع إخطار بإخلاء أراضي لمواطنين قدرت مساحتها بثلاثين دونما مزروعة بخمسين شجرة زيتون وبعض المحاصيل البعلية الأخرى. ويجري جيش الاحتلال تدريبات عسكرية لجنوده في مناطق الضفة الغربية، تتركز عادة في منطقة الأغوار، وعادة ما يصاحب تلك التدريبات إجلاء لعشرات العائلات الفلسطينية من منازلهم القريبة من مناطق التدريب.
 
و لاحق مستوطن من “روتم”، المقامة على أراضي الفلسطينيين في منطقة الفارسية في الأغوار الشمالية، رعاة الأغنام وطردهم من المراعي،فيما أصيب شاب ووالدته بجراح متوسطة في أعقاب اعتداء مجموعة من المستوطنين عليهما، واقتحام منزلهما في مضارب البدو في منطقة المعرجات بين محافظتي رام الله والبيرة وأريحا والأغوار،ووصفت مصادر طبية إصابة السيدة وابنها بأنها متوسطة، حيث اعتدى عليهما عشرات المستوطنين بالهراوات الحادة والعصي، وتم تقديم العلاج الطبي لهما، كما هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، مبنى سكنيا في قرية الجفتلك بالأغوار الوسطى يعود للمواطن سامر أحمد بركات؛ بحجة عدم الترخيص.