الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب و رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتانياهو في نيويورك

رحّب وزراء اسرائيليون بتصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، مساء أمس الأربعاء، وقال فيها إنه لن يملي على اسرائيل اتفاقًا بموجب حل الدولتين أو حل الدولة الواحدة، ووصف الوزراء الإسرائيليون تصريحات ترامب بأنها تعبر عن "عهد جديد"، إذ أن جميع الإدارات الأميركية السابقة أيدت حلَّ الدولتين.

ورغم أن نتنياهو يدفع ضريبة كلامية بقوله إنه يريد التوصل إلى حل الدولتين، إلا أن ممارسات حكومته على أرض الواقع تؤكد أنه يسعى إلى منع تطبيق هذا الحل، وأنه يعمل من أجل توسيع حدود اسرائيل لتشمل الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ويزج الفلسطينيين في مناطق محددة ولا تكون أمامهم إمكانية بتوسيعها، واعتبر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، من حزب الليكود الحاكم، أن "هذا يوم مهم جدًا"

وأضاف إردان أن "أقوال الرئيس ترامب تثبت أننا في عهد جديد، والمواقف التي عبّر عنها الرئيس تَدّل على إدراك أن حل الدولتين ليس الحل الوحيد من أجل تحقيق سلام وحان الوقت لقلب المعادلة وممارسة الضغط على الجانب الفلسطيني، وهو الجانب الرافض، ونقل رسالة واضحة له بأن لرفض السلام والتربية على الكراهية والعنف يوجد ثمن".   

وقال رئيس كتلة "البيت اليهودي" ووزير التربية والتعليم الاسرائيلي، نفتالي بينيت، عبر "تويتر"، إن "هذا عهد جديد بعد 24 عاما تم إنزال علم فلسطين عن الصارية واستبدل بعلم إسرائيل" معتبرًا أن تصريحات ترامب تسمح بأن تضم اسرائيل الضفة إليها، وأضاف أن نتنياهو "أظهر روحًا قيادية وشجاعة وحصّن أمن إسرائيل"

ومن جانبها، قالت رئيسة حزب ميرتس، زهافا غلئون، إنه "ليس مهمًا ما يقوله ترامب، وليس مهمًا ما لا يقوله، مصلحة إسرائيل هي في حل الدولتين"، هذا وردَّ الفلسطينيون بحدة الأربعاء على موقف البيت الأبيض المتعارض مع التزامات الإدارات الأميركية المتعاقبة من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إثر إعلانه أنه لم يعد متمسكًا بحلّ الدولتين قبل لقاء بين دونالد ترامب ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو.

وبعد أن شكّلَ هذا الحل على مدى عقود مرجعية لكل مفاوضات السلام وللمجتمع الدولي في مساعي تحقيق السلام في الشرق الأوسط، قال مسؤول كبير في البيت الابيض الثلاثاء طالبًا عدم الكشف عن اسمه إن الإدارة الأميركية لن تسعى بعد اليوم إلى إملاء شروط أي اتفاق لحل النزاع بل ستدعم أي اتفاق يتوصل اليه الطرفان، أيًا يكن.

وتابع المسؤول الأميركي "إن حلًا على أساس الدولتين لا يجلب السلام ليس هدفًا يريد أي كان أن يسعى إلى تحقيقه"، مضيفًا أن "السلام هو الهدف، سواءً أتى عن طريق حل الدولتين، إذا كان هذا ما يريده الطرفان، او عن طريق حل آخر اذا كان هذا ما يريدانه"، وتابع "الأمر عائد إليهما، لن نملي ما ستكون عليه شروط السلام".

وردًا على هذا الموقف، أعلنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي الأربعاء أن "هذه ليست سياسة مسؤولة ولا تخدم قضية السلام"، وأضافت عشراوي أن الإدارة الأميركية الجديدة "تسعى إلى إرضاء إئتلاف نتانياهو الحكومي المتطرف"، ينما ندد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الأربعاء في حديث إلى الصحافيين ب"محاولات حثيثة وواضحة من الاسرائيليين لدفن حل الدولتين وإلغاء فكرة إقامة دولة فلسطين وفق حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية من خلال الاملاءات وتوسيع الاستيطان وسرقة الأرض".

واعتبر عريقات أن "البديل الوحيد لحل الدولتين هو دولة ديمقراطية واحدة وحقوق متساوية للجميع، للمسيحيين والمسلمين واليهود"، ورغم أن الرئيس ترامب لم يعلن بعد عن موقف واضح من النزاع، إلا انه عبر بعد تنصيبه في العشرين من كانون الثاني/يناير، عن مواقف تتعارض مع مواقف كل أسلافه بقوله انه يفكر "بكل جدية" بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ورفض اعتبار الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة عائقًا أمام السلام، لكنه اعتبر في الوقت نفسه ان التوسع الاستيطاني لا يخدم السلام، في مقابلة مع صحيفة "هايوم" الاسرائيلية.