رام الله - منيب سعادة
أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، أن خطر إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن لا يزال قائمًا، وأنّ الرد الفلسطيني يجب أن يكون على مستوى التحدي، مشددًا في ذات الوقت على أن الإدارة الأميركية بانحيازها المطلق لإسرائيل، وفي ضوء ازدواجية المعايير الفاضحة التي تمارسها لم تعد شريكًا في البحث عن السلام في منطقة الشرق الأوسط وأن صفقة القرن ليست أكثر من مجرد وهم.
وذكر بشأن مصير مكتب منظمة التحرير في واشنطن أن “المكتب لا يزال يعمل حسب معتمد منظمة التحرير في بعثة واشنطن، لكن هذا لا يلغي أن هناك توجهًا أميركيًا حقيقيًا لإغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية" ولفت إلى أن التهديد بإغلاق مكتب المنظمة يعكس ازدواجية معايير فاضحة، ففي الوقت الذي تصمت فيه الإدارة الأميركية عن انتهاكات الاحتلال لحقوق الإنسان الفلسطيني تحت الاحتلال وتصمت فيه عن جرائم الاستيطان والاعتقالات الجماعية وعن جرائم التهويد والتمييز العنصري والتطهير العرقي الإسرائيلية، فإنها تحاسب الجانب الفلسطيني على كل صغيرة وكبيرة وتحاول فرض املاءات عليه وتحديدا قواعد سلوك ، وكيف يجب على الفلسطينيين أن يتصرفوا في الموقف من قضاياهم وحقوقهم الوطنية؟”.
ونوه إلى أن الأمر لم يعد انحيازا فقط وإنما تطابق في وجهات النظر والمواقف بين إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وبين حكومة إسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو، ولذلك فإن الموقف لا بد أن يكون واضحا ، ويجب أن لا نخشى التعامل بالمثل مع الإدارة الأمريكية إذا تم تنفيذ ذلك عملياً. وبشأن أهمية التلويح بإغلاق المكتب في ضوء الحديث عن خطة سلام بدون تفاصيل كما ذكر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ، أكد خالد ، أن “ما يسمى بـ”صفقة القرن” لم تتبلور في خطة متفق عليها ومعروضة على الطرفين إسرائيل وفلسطين ، لكن الحقيقة أن كثيرا من تفاصيلها باتت معروفة”.
وشدد على أن التفاصيل تتحدث عن دولة بدون سيادة ، مع مواصلة الاستيطان واستثناء القدس واللاجئين والحدود من الحل ، بمعنى أن الخطة لا تتعدى كونها حكم ذاتي موسع في المنطقة أ وب وبعض الجيوب في المنطقة سي ، بالإضافة لوعود بمساعدات اقتصادية وهمية وبتحسين مستوى معيشة الفلسطينيين تحت الاحتلال ومشاريع تصل قيمتها الى نحو عشرة ملياردات دولار . ونوه إلى توافقه مع موقف عريقات بضرورة معاملة الإدارة الأمريكية بالمثل ، وأنه لا يجب أن نخشى الذهاب نحو تعليق الاتصالات مع الإدارة الحالية .
وفيما يتعلق بالحديث عن ضغوط عربية لعدم إغلاق مكتب المنظمة بواشنطن أكد خالد ، أن “هناك وساطات عربية هدفها اقناع الادارة الاميركية بعدم إغلاق المكتب ، خاصةً وأن الوضع الإقليمي بشكل عام ليس مناسباً”. وشدد على أن الميل يتجه نحو مهادنة الاحتلال الإسرائيلي ، لأن بعض العرب منشغل بعدو آخر، “العدو الوهمي” أي إيران ، بما يرافق ذلك من حرف الأنظار عن العدو الحقيقي إسرائيل.