طهران - مهدي موسوي
اتهم جواد جاويدنيا، مساعد المدعي العام الإيراني لشؤون الفضاء الافتراضي، السعودية، بتوجيه وتمويل جزء هام من الاضطرابات وأعمال الشغب التي شهدتها مدن إيرانية الأسبوع الماضي.وقال جاويدنيا خلال كلمة في مدينة نطنز في محافظة أصفهان وسط البلاد اليوم الأحد، إنه خلال الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها إيران كانت هناك ثلاث منصات نشطة تتبع إلى منظمة مجاهدي خلق المعارضة وتنشط من ألبانيا والسعودية و"دول الهيمنة"، مضيفا أن السعودية تحملت جزءا هاما من تمويل الحملة ضد إيران.
وأضاف جاويدنيا أن الفضاء الافتراضي يشكّل اليوم "الخط الأول للدفاع عن البلاد"، مشيرا إلى أن "العدو نظّم صفوفه لشن الحرب على إيران عبر الإنترنت، وعندما قطعت إيران خدمة الإنترنت تلقى العدو ضربة كبيرة، ولو استمر الفضاء الافتراضي المعادي لاستمرت الاضطرابات".وأكد جاويدنيا على ضرورة إيجاد "شبكة وطنية إيرانية مستقلة للمعلومات والإنترنت"، لتكون سدا أمام تغلغل العدو للحيلولة دون أي اضطرابات، وقطع للإنترنت العالمي، وأضاف أنه ينبغي تجفيف جذور الفضاء الافتراضي الخارجي في إيران، لأن هدف العدو في هذا الفضاء هو التغلغل والتجسس وتجنيد العملاء لوضع الشعب في مواجهة مع النظام.
من جهة أخرى أعلن محسن رضائي، أمين جهاز تشخيص مصلحة النظام أن الأجهزة الأمنية ستقوم قريبا بالكشف عن معلومات جديدة عن العناصر الرئيسية المحرضة على أعمال الشغب الأخيرة وعلاقاتها مع خارج البلاد.وكانت الحكومة الإيرانية قد توعدت أمس السبت بــ"رد حازم" على دول في المنطقة ستثبت وقوفها وراء موجة الاحتجاجات التي شهدتها إيران مؤخرا.
أقرّ المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي الربيعي، أن البلاد تعيش أصعب أيامها، وأضاف أن اعتبار العقوبات "لا شيء" يعد بمثابة خطأ استراتيجي، بحسب تعبيره.وكانت مواقع إيرانية أفادت، السبت، بأن مجلس الخبراء الإيراني وصف، في بيان له المحتجين بـ"المخربين والمخلّين بالأمن والانتهازيين"، واتهم "أميركا وإسرائيل، ومنظمة مجاهدي خلق المعارضة" بإشعال الاحتجاجات، كما دعا لـ"الحسم مع المحتجين ومحاكمتهم".
وكانت تقارير كشفت أن حملة اعتقالات واسعة بدأت داخل جامعة "طهران"، حيث تم اعتقال عشرات الطلاب على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت منذ الجمعة الماضي، وتزامن ذلك مع فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد أذري، ردًا على وقف النظام الإيراني خدمة الإنترنت خلال الاحتجاجات.وقطعت إيران خدمة الإنترنت للتغطية على قمعها للتظاهرات التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد وذلك احتجاجًا على رفع أسعار البنزين.
على الجانب الآخر، أعلنت مواقع إيرانية نقلًا عن مسؤول، استهداف مستودعي نفط وسلع في طهران خلال التظاهرات.وفي مدينة بهبهان، جنوب غربي إيران، أضرم محتجون النار في "المصرف الوطني"، بحسب ما أفادت مواقع إيرانية معارضة سابقًا.
أكثر من 50% زيادة في الأسعار
يذكر أن إيران بدأت، الجمعة في 15 نوفمبر، تقنين توزيع البنزين ورفعت أسعاره بنسبة 50 بالمئة أو أكثر، في خطوة جديدة تهدف لخفض الدعم المكلف الذي تسبب بزيادة استهلاك الوقود وتفشي عمليات التهريب.وتوفر إيران البنزين الذي يعد الأكثر دعمًا في العالم، إذ كان سعر اللتر يبلغ 10 آلاف ريال (أقل من تسعة سنتات).إلى ذلك، أفادت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط أنه من الآن فصاعدًا سيكون على كل شخص يملك بطاقة وقود دفع 15 ألف ريال (13 سنتًا) للتر لأول 60 لترًا من البنزين يتم شراؤها كل شهر. وسيُحسب كل لتر إضافي بـ30 ألف ريال.
واستُحدثت بطاقات الوقود للمرّة الأولى في 2007 في مسعى لإصلاح منظومة الدعم الحكومي للوقود ووضع حد للتهريب الذي ينتشر على نطاق واسع.
عمليات تهريب
وبحسب "إرنا"، فقد دفع انخفاض أسعار البنزين بشكل كبير إلى زيادة الاستهلاك مع شراء سكان إيران البالغ عددهم 80 مليونًا ما معدله 90 مليون لتر في اليوم. وتسببت كذلك بارتفاع مستوى عمليات التهريب المقدّرة بنحو 10 إلى 20 مليون لتر في اليوم.وازداد التهريب في وقت انخفض الريال مقابل الدولار منذ تخلّت واشنطن بشكل أحادي عن اتفاق 2015 النووي، الذي أبرمته الدول الكبرى مع طهران وأعادت فرض عقوبات مشددة عليها العام الماضي.وباتت نسبة التضخم تبلغ أكثر من 40 بالمئة حاليًا، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي بأن ينكمش الاقتصاد بنسبة تسعة بالمئة هذا العام وأن يشهد ركودًا في 2020.
مئات القتلى وآلاف الجرحى
وكانت المعارضة الإيرانية، أعلنت ليل السبت، أن حصيلة قتلى الاحتجاجات تجاوزت 300 قتيل وثقت أسماء 99 منهم، مشيرة إلى إن عدد جرحى الاحتجاجات تجاوز 4000 جريح فيما زاد عدد المعتقلين عن عشرة آلاف شخص.كما أكدت المعارضة الإيرانية أن الحرس الثوري سحب جثامين قتلى من المستشفيات إلى جهة مجهولة، في حين دعت مجلس الأمن للتحرك لوقف أعمال القتل بحق المتظاهرين، وإرسال بعثات لتقصي الحقائق في الاحتجاجات، كما طالبت بمحاكمة نظام طهران عن جرائم ضد الإنسانية.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أميركا تطالب مواقع التواصل الاجتماعي بحجب الصفحات التابعة للقادة الإيرانيين