رام الله - علياء بدر
يواصل أكثر من 1500 أسير فلسطيني، في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، للمطالبة باستعادة حقوقهم الإنسانية، وسط تصاعد الإجراءات القمعية بحقهم.
ونقلت إدارة سجون الاحتلال، منتصف الليلة الماضية الأسير المريض والمضرب عن الطعام سعيد مسلم إلى مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي بعد تدهور وضعه الصحي، حيث يعاني من مشاكل بالقلب. وأفادت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة نقلا عن محامي هيئة الأسرى كريم عجوة إثر زيارة أجراها لسجن "عسقلان " الخميس، أن إدارة سجون الاحتلال نفذت على مدار اليومين الماضيين تنقلات واسعة في صفوف الأسرى المضربين عن الطعام من وإلى سجن "عسقلان"، واقتحام العديد من أقسام وغرف الأسرى رافق ذلك تفتيشات واسعة ومصادرة لمقتنيات الأسرى بشكل كامل.
وأشارت إلى أنه تم نقل كل من الأسرى: كمال أبو وعر إلى سجن "أيالون" في الرمله، والأسير سمير غيث إلى مكان غير معلوم، كما وتم إحضار تسعة أسرى من سجون "هداريم"، و"نفحة" و"جلبوع" لسجن "عسقلان" عرف منهم، بلال عجارمه ومحمد الخالدي. وواصلت مصلحة سجون الاحتلال، تنفيذ حملات تنقلات، طالت المئات من الأسرى المضربين عن الطعام، ونقلوا إلى أقسام العزل في عدة سجون، وفي ظروف صعبة، بعدما قامت بسحب مقتنياتهم الشخصية بالإضافة إلى الأغطية والملابس.
ومنعت إدارة سجون الاحتلال الأسرى من الإلتقاء بالمحامين، بالمقابل ردت سلطات الاحتلال على الشكوى التي قُدمت في هذا الشأن، بأن تعميمًا صدر عن وزارة العدل الإسرائيلية لمصلحة سجون الاحتلال، تؤكد فيه عدم قانونية منع جميع الأسرى المضربين عن الطعام من الزيارة. وقالت اللجنة المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، أن جهودًا قانونية تُبذل من قبل المؤسسات الحقوقية، من أجل السماح لهم بزيارة الأسرى المضربين، رغم المعيقات الكبيرة التي تفرضها إدارة سجون الاحتلال، وذلك استنادًا لموقفها المُعلن، أن كل أسير مضرب ممنوع من الزيارة. ووفقًا لأخر المعلومات التي تتعلق بعمليات النقل، فإن (70) أسيرًا من المضربين عن الطعام نُقلوا إلى سجن الرملة، منهم (40) نُقلوا من سجن "هداريم"، و(30) من سجون "نفحة"، "ريمون"، و"عسقلان". واعتبرت اللجنة، أن تهديدات قادة الاحتلال عبر تصريحاتهم، بترك الأسرى المضربين حتى الموت، والتهديد باستخدام التغذية القسرية بحقهم، ليست بالجديدة، فهي لغة معهودة، استخدمتها في كافة الإضرابات السابقة.
ودعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، المجتمع الدولي بكافة مكوناته القانونية والإنسانية إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة الاسرى المضربين عن الطعام والضغط للاستجابة لمطالبهم الإنسانية العادلة. وحذر قراقع، من ان إجراءات حكومة الاحتلال تجاه المضربين تشير إلى وجود قرار بقتلهم والتسبب بإيذائهم في ظل تصريحات عدوانية ادلى بها وزراء اسرائيليين بحق المضربين. وقال: الأوضاع سوف تنفجر اكثر وتصيب الجميع إذا استمر الاضراب والقمع الإسرائيلي بحق المضربين وأن الأمور قد تخرج عن السيطرة محمّلًا حكومة اسرائيل المسؤولية عما يحدث للأسرى وما تقوم به من انتهاكات بحقهم تخالف الشرائع الإنسانية.
وجاءت أقوال قراقع خلال لقائه القنصل العام المصري المستشار خالد سامي في مقر القنصلية في رام الله ووفدًا برلمانيًا ألمانيًا من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وبتنظيم من مؤسسة فردريش ايبرت. وشرح خلالها الأوضاع "المأساوية" للأسرى في ظل حملات تنقلات واسعة في صفوف المضربين والتسبب بإرهاقهم وإذلالهم خلال النقل وزج مضربين في زنازين انفرادية وفي أوضاع لا إنسانية مما يشكل خطرًا جديًا على حياتهم وصحتهم. وأشار قراقع الى تحركات على المستوى السياسي تجري مع اكثر من جهة سياسية وبتعليمات من الرئيس ابو مازن للضغط باتجاه الاستجابة لمطالب الأسرى ووقف القمع والضغوطات الإسرائيلية التي تجري بحقهم والعمل على الزام اسرائيل باحترام قواعد وأحكام القانون الدولي الانساني في التعامل مع الاسرى.
وكان قرابة 1500 أسير شرعوا بإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال وذلك في تاريخ الـ 17 من نيسان/أبريل الحالي مطالبة باستعادة حقوقهم التي سلبتها إدارة سجون الاحتلال، ومن هذه المطالب: حقهم بالزيارة وانتظامها، إنهاء سياسة الإهمال الطبي، إنهاء سياسة العزل، إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، السماح بإدخال الكتب والصحف والقنوات الفضائية، إضافة إلى مطالب حياتية أخرى.