باريس ـ مارينا منصف
قام كلٌّ من المرشحيْن اليساريين بونوا هامون وجان لوك ميلينشون، في الأسابيع الأخيرة، بتمهيد الطرق السياسية بينهما، والتي تتقاطع مساراتها في فرنسا، ومعالجة الاجتماعات وتحديد برامجهما للرئاسة.
ولكن بالنسبة لمرشحي الحزب الاشتراكي (PS) وحركة اليسارية المتشددة (La France insoumise )، كانت النتائج مخيبة بوضوح. فالمساحة المتروكة لليسار صغيرة، وسط جهود التيار اليمنى في فرنسا، الذين سيطروا على التغطية الإعلامية، للتغلب على المشاكل المتفاقمة باستمرار.
ويكافح كلٌ من ميلينشون اليساري، وهامون أحد المتمردين اليساريين، من أجل ايصال صوتهم للناخبين. وقد عبر ميلينشون، الذي حاز على 11.1٪ من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2012 بدعم من الحزب الشيوعي، عن أسفه لحملة من حملة 2017 الجارية وذلك على حد وصفه بانه "خطفت واحتجزت كرهينة" من قبل حزب "الجمهوريين" (من اليسار) و الجبهة الوطنية من اليمين المتطرف (FN). ويذكر أن ضجة فضيحة "الوظائف الوهمية" المحيطة بالمرشح الرئاسي فرانسوا فيون قد أغرقته وأسقطت شعبيته.
وقال ميلينشون للتلفزيون الفرنسي: "كل ما نتحدث عنه هو هذا. انه انهيار للجمهورية الفرنسية الخامسة ... النظام فاسد من الداخل بسبب المال". وأضاف "نحن بحاجة إلى حملة انتخابية. نحن بحاجة الى مناقشة القضايا وكل ما نتحدث عنه هو شأن له علاقة بنا. كيف يمكننا أن نجري حوارا ديمقراطي في ظل هذه الظروف؟
وكان كلٌ من فيون ومارين لوبان تعرض لفضائح "الوظائف الوهمية": ويعاني فيون من تراجع شعبيته، لكن لوبان مستقرة نسبيًا وتعتبر المرشح المفضل للفوز في الجولة الأولى من الانتخابات في نهاية أبريل/نيسان.
وتكمن مشكلة اليسار في أن لديه أربعة مرشحين بدلاً من واحد في الجولة الأولى من الانتخابات. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، صرح عندما أعلن قراره بعدم الترشح لولاية ثانية في منصبه، انه يريد تجنب "تشتت وانفجار اليسار في فرنسا".
ومع ذلك تشتت اليسار الفرنسي مرة أخرى وفشل في التوحد خلف مرشح واحد، وإذا استطاع هامون وميلينشون حشد الناخبين وراء واحد منهم، فان استطلاعات الرأي تشير إلى أن احد المرشحين لديها فرصة جيدة للفوز في الجولة الثانية من الانتخابات. وقد اجرى الرجلان محاولة قصيرة من المحادثات الشهر الماضي، ولكن لم يبدِ أي منهما إفساح الطريق للأخر. وبينما استشهد ميلينشون بعمره وخبراته؛ يحظى هامون بشعبية أكبر