طرابلس - فاطمة سعداوي
شارك مسؤول إيطالي باسم حكومة الوفاق الوطني الليبية في اجتماع أوروبي في سابقة تعد الأولى من نوعها، عقد يوم الإثنين الماضي لمناقشة قضايا تتعلق بالجمارك والحدود والهجرة، نظمته منظمة الجمارك العالمية داخل مقرها في العاصمة البلجيكية بروكسل، في وقت نفى فيه الحسين ملول، سفير النيجر في طرابلس، وجود مسلحي معارضة بلاده على الأراضي الليبية.
وأظهرت صور فوتوغرافية الإيطالي لوتشيالو كالاتشبورا، الذي يعمل مستشار جمارك ضمن بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة بالإدارة الشاملة للحدود في ليبيا، وهو يجلس وقد وضعت أمامه لافتة باسم دولة ليبيا في الاجتماع.
وكشف يوسف إبراهيم، مندوب ليبيا لدى المنظمة العالمية للجمارك، تفاصيل الواقعة في رسالة وزعها مع صور فوتوغرافية، وجهها إلى مسؤولين ودبلوماسيين في حكومة الوفاق، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، تساءل فيها عما إذا كانت الدولة الليبية مستقلة أم لا؟».
وأوضح إبراهيم أنه تم تكليف الإيطالي بإيعاز من مسؤولين في حكومة السراج لرئاسة وفد ليبيا في اجتماع الدورة 37 للجنة الإنقاذ، التابعة لمنظمة الجمارك العالمية، لافتًا إلى أن الاجتماع ناقش قضايا تخص الاستخبار الجمركي، وذات صلة بالأمن القومي للدول الأعضاء بالمنظمة، تحت بند سري جدًا.
وقال إبراهيم "لسنا من الدول التي توجد عليها وصاية، والإجراء يعتبر مخالفًا للقوانين والأعراف الدولية، موضحًا أنه وجد الإيطالي يجلس في القاعة مكان رئيس الوفد الليبي، وأمامه لوحة معدنية تحمل اسم ليبيا، ودعا إلى إيقاف التصرفات التي وصلت حد انتهاك سيادة ليبيا والتطاول على الأمن القومي في واقعة تخص تمثيل الدولة بالمحافل الدولية، مشددا على أن هناك أفرادا داخل إدارة الجمارك الليبية لن يقبلوا بالوصاية.
وانتقد ناشطون ليبيون ووسائل إعلام محلية الواقعة، التي حاولت حكومة السراج احتواءها الثلاثاء، حيث طالب وزير المال أسامة حماد بضرورة فتح تحقيق على وجه السرعة في موضوع تمثيل المستشار الإيطالي للدولة الليبية، مطالبًا مدير عام مصلحة الجمارك موافاته بنتائج التحقيق خلال ثلاثة أيام، نظرا لما وصفه بـ"خطورة الأمر"، معتبرًا أن ما حدث بمثابة تفريط في مقتضيات المحافظة على الأمن القومي وسيادة ليبيا.
قالت القوات البحرية الليبية، إن إيطاليا شاركت في المرحلة الثانية من دورة تدريبية لسرية حماية قاعدة طرابلس البحرية، أفادت السفارة الفرنسية في ليبيا بأن غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، أجرى الثلاثاء ما وصفته بـ"محادثة شيقة للغاية مع وفد مجلس الشيوخ الفرنسي عن لجنة الشؤون الخارجية والدفاع"، مشيرة في بيان مقتضب إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ أكدوا دعم فرنسا لمهمته، وللوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة.
و نفى الحسين ملول، سفير النيجر في طرابلس، وجود مسلحي معارضة بلاده على الأراضي الليبية، ونقل عنه المجلس الأعلى للدولة في العاصمة طرابلس في بيان، عقب اجتماعه عقده رئيسه عبد الرحمن السويحلي مع سفير النيجر، أنه نفى وجود أي مجموعات معارضة مسلحة من بلاده داخل التراب الليبي، مؤكدًا احترام النيجر لسيادة واستقلال ليبيا، ودعمها الكامل للسلطات لاستعادة الأمن والاستقرار في البلاد».
ووجه السفير دعوة رسمية للسويحلي لزيارة بلاده قصد مناقشة الأزمة الراهنة، وسبل التعاون المشترك، بينما اعتبر الأخير في المقابل أن النيجر بلد جار وصديق مهم لليبيا، التي تتأثر سلبا أو إيجابًا بالوضع الأمني في النيجر والعكس صحيح، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين، خصوصًا في المجال الأمني وملف الهجرة غير الشرعية.
وأشاد بما وصفه بـ"وقوف النيجر على مسافة واحدة من جميع الأطراف في ليبيا"، طالبها بالاستمرار في هذا النهج لتشجيع الفرقاء على الحوار والتوافق.
وتشن مقاتلات تابعة لسلاح الجو بالجيش الليبي منذ الأسبوع الماضي، ضربات جوية تستهدف عددا من العصابات المسلحة الأفريقية التي تنشط في مدن الجنوب، عقب انتهاء مهلة الجيش التي طالب فيها بمغادرة الأجانب الأفارقة الجنوب أو مواجهة القوة».
و قال جهاز مباحث الأحوال المدنية في مدينة بنغازي (شرق)، إنه اعتقل أكبر مزوري الجنسية والوثائق الليبية على مستوى البلاد.
وأكد المقدم أسامة الدرسي، رئيس الجهاز، أنه بناء على معلومات بشأن وجود أشخاص يقومون ببيع الجنسيات وشهادات الميلاد وبطاقات الإقامة المزورة، تم ضبط بعض الأشخاص في منزلهم، وبحوزتهم مستندات مزورة، ومبالغ مالية كبيرة، بالإضافة إلى معدات وشهادة جامعية مزورة، وشرائح هاتفية تستخدم في اتصالاتهم مع الشبكة، وتم إحالتهم إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.
ويتم توقيف بين الحين والآخر أشخاص متورطين في عمليات تزوير جوازات سفر ووثائق ليبية رسمية، لكن الشبكة التي تم توقيفها في بنغازي تعد الأكبر في البلاد حتى الآن.