مسلحين مجهولين في مدينة غزة

كشف أمين سر هيئة العمل الوطني الفلسطينية، محمود الزق، عن تعرضه للاختطاف من قبل مسلحين مجهولين في مدينة غزة، الأربعاء، موضحًا أن أربعة مسلحين اختطفوه من الشارع في حي الشجاعية، شرق قطاع غزة، ووضعوه في سيارة واعتدوا عليه بالضرب، دون أن يحدد هويتهم.

وأضاف الزق، في تصريحات صحافية، بعد أن عُثر عليه، مساء الأربعاء، عقب ساعات من اختطافه على يد مجهولين، أن هذا أمر غريب، خارج عن عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني. وقالت زوجة الزق الذي، عُثر عليه في مخيم النصيرات، وسط غزة، وعليه آثار اعتداء: "هذا أسير مناضل، قضى أكثر من 15 عامًا في السجن، هذا إنسان معارض، وفي كل دولة أجنبية هناك معارضة ولها الحق أن تقول ما تريد،، وبإذن الله لن يزيده ما حدث إلا إصرارًا.

وأجرى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء الأربعاء، اتصالاً هاتفيًا مع الزق. واطمأن على صحته، مستنكرًا بشدة ما حدث معه في قطاع غزة من خطف واعتداء. وقال أبو مازن: "هذا الحادث يتنافى مع قيم وعادات وتقاليد الشعب الفلسطيني، ويتنافى مع أسس ومبادئ الديمقراطية التي دفعنا ثمنًا غاليًا من أجل تكريسها نهجًا في مجتمعنا، ومصرون على تمسكنا بهذا النهج السليم"، فيما شكر الزق الرئيس عباس على هذا الاتصال.

ويشار إلى أن خاطفي أمين سر هيئة العمل الوطني في قطاع غزة ألقوا به من سيارة على قارعة الطريق، وسط قطاع غزة. وقال وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب "الشعب الفلسطيني"، إن الزق مصاب بالرضوض في مختلف أنحاء جسمه، جراء تعرضه للضرب المبرح بعد اختطافه، مبينًا أن خاطفيه طلبوا منه عدم التدخل في السياسة، وأن لا ينتقد سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة، رافضًا ما حدث للزق، ومحملاً حركة "حماس" مسؤولية الكشف عن الجناة.

وعبرت هيئة العمل الوطني الفلسطيني عن إدانتها الشديدة لإقدام مجموعة مسلحة على اختطاف الزق، واقتياده إلى جهة مجهولة، ومن ثم الاعتداء عليه بالضرب في مختلف أنحاء جسمه، وإلقائه في الشارع في ظل تهديد ووعيد، لضمان عدم تدخله أو حديثه في الشأن السياسي.

وقالت الهيئة، في بيان لها: "إن هيئة العمل الوطني تؤكد أن هذا الأسلوب مرفوض ومدان بكل المعايير والمقاييس الوطنية والأخلاقية، كما تحذر من مغبة اعتماد هذه الأساليب في العلاقات الداخلية، لما في لذلك من مخاطر على وحدة النسيج المجتمعي الفلسطيني".

وقال المتحدث باسم حركة "فتح"، أسامة القواسمي، في تصريح صحافي، إن "حماس" هي التي نفذت عملية الاختطاف والتعذيب في حق المناضل الزق، على حد تعبيره. وأضاف: "هذا العمل مدان وجبان ومرفوض من كل أبناء شعبنا، ويعبر عن عقلية تعتمد البلطجة أسلوبًا لها في إسكات الأصوات الحرة، التي لا تخاف في الله ومصلحة الوطن لومة لائم". كما استهجن القواسمي صمت الكثير من الفصائل وأصحاب الرأي أمام هذا العمل الخطير.

وحمّل أحمد مجدلاني ، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، حركة "حماس" والأجهزة التابعة لها المسؤولية المباشرة عن تعرض الزق لعملية الاختطاف. وأكد، في تصريح صحافي، أن حركة "حماس" تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة المناضل الذي تعرض للاختطاف، عصر الأربعاء، في حي الشجاعية، في مدينة غزة، مضيفًا أن مثل هذه الأعمال الغير مبررة، والخطف والتنكيل بالمناضلين، لا تنم إلا عن أعمال عصابات لا تريد سوى فرض الأمر الواقع ولغة الاستبداد والترهيب في حق الشعب الفلسطيني، مبينًا أن هذه الاعمال لا تخدم بأي شكل من الأشكال جهود المصالحة الوطنية، لإنهاء الانقسام، حيث يأتي هذا الاختطاف في محاولة مكشوفة للنيل من أحد الأصوات الوطنية الجريئة في قطاع غزة ومصادرة حرية الرأي والتعبير والاختلاف في الموقف السياسي.

ودعا مجدلاني كل القوى والفصائل الفلسطينية إلى إدانة هذه الجريمة، وتحمل المسؤولية للكشف عن المجرمين المتورطين في اختطاف الزق، ومن يقف خلفهم، معتبرًا أنها جريمة قد تفتح شهية الخاطفين لمزيد من الاستبداد في حق المناضلين من أبناء الحركة الوطنية الفلسطينية.

وأفاد شهود عيان بأن مسلحين يستقلون سيارة اختطفوا الزق، الذي كان في طريقه لشراء الخبز لعائلته، فيما حمّلت زوجته حركة "حماس" المسؤولية عن حياة زوجها، واتهمتها باختطافه، وقالت، إن زوجها، في الأيام الأخيرة، تعرض للتهديد بالقتل من قبل حركة "حماس" مرات عدة. ويذكر أن الزق مناضل محرر من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وأمضى 15 عامًا في الأسر.