غزة ـ عبد القادر محمود
أعلنت مصادر فلسطينية إن حركة حماس تدرس إجراء تعديلات على نظامها الداخلي الخاص، المتعلق بطريقة إجراء الانتخابات وصلاحيات رئيس المكتب السياسي وأعضاء المكتب ومجلس شورى الحركة، ومكان إقامة رئيس المكتب، قبل الانتخابات المرتقبة نهاية العام الحالي.
ويفترض أن تجري حماس انتخابات جديدة يتم خلالها انتخاب أعضاء مكتب سياسي جديد، ورئيس مكتب خلفا لخالد مشعل الحالي الذي انتهت ولايته، ولا يحق له الترشح مجدداً، وأعضاء ورئيس مجلس شورى كذلك، في إجراءات تجديد تجرى كل 4 أعوام.
وفي هذا الإطار أيضا يدرس مسؤولو الحركة حالياً توسيع صلاحيات رئيس المكتب السياسي بإعطائه إمكانية اتخاذ قرارات مهمة، من خلال التشاور مع رئيس مجلس الشورى من دون العودة إلى أعضاء المكتب السياسي كافة، وإمكانية أن يقيم في الأراضي الفلسطينية وليس خارج فلسطين، بخلاف القرار الذي أخذ عام 2004، بعد اغتيال عبد العزيز الرنتيسي في غزة، الذي كان مسؤول حماس قبل أن تقرر الحركة أن رئيس مكتبها السياسي يجب أن يعيش في الخارج من أجل تجنيبه الاغتيالات والملاحقات، وتمكينه من الحركة بحرية، إلى جانب قرار بإخفاء هوية مسؤولها في غزة كذلك لنفس السبب.
وبحسب المصادر، تُجرى دارسة هذا الأمر في أعقاب إصرار المرشح الأبرز لرئاسة المكتب السياسي على العيش في غزة في المرحلة المقلبة، تجنباً لاتهامات له بترك القطاع وأهله تحت الحصار طمعاً في المنصب، وتخليه عن شعارات طالما رددها بأنه سيعيش ويموت في غزة.
ويعتقد على نطاق واسع أن هنية هو رئيس الحركة في غزة، بعد فوزه في الانتخابات السابقة بأعلى الأصوات داخل مجلس الشورى لقيادة الداخل، وعين نائبا لمشعل كذلك، كما يدرس مسئولو الحركة توسيع مهام مجلس الشورى بشكل أكبر مما هو عليه الآن.
ومجلس الشورى هو أعلى هيئة تشريعية لحماس في حال انعقاده، وينتخب من القاعدة، وينتخب بدوره المكتب السياسي للحركة، ويعد مرجعية لهذا المكتب في القضايا المصيرية، ويوجد توجّه قوي داخل حماس لانتخاب هنية لرئاسة المكتب السياسي للحركة بديلا لخالد مشعل.
وقال مصدر مطلع في حماس: "إن هناك شبه اتفاق داخل قيادة المكتب السياسي على انسحاب أي مرشحين محتملين، كالقيادي موسى أبو مرزوق، من الانتخابات، والإبقاء على ترشح إسماعيل هنية ليصبح في زعامة الحركة".
ويُجرى الآن نقاش حول مكان إقامة هنية، وإن كان يصلح أن يعود إلى غزة أو يبقى في الخارج، بعد أن غادر الأسبوع الماضي من أجل أداء فريضة الحج، ومن هناك سينتقل إلى قطر لإجراء مباحثات.
من جهته، قال القيادي في حركة حماس أحمد يوسف إنه لم يعرف بعد الشخص الذي سيخلف خالد مشعل في رئاسة الحركة، وإن هنية لن يبقى في الخارج وسيعود إلى القطاع للمشاركة في الانتخابات الداخلية للحركة التي ستنطلق في مطلع العام المقبل، حيث توقع أن لا تشهد قيادة حماس في المرحلة المقبلة تغييرات كبيرة.
وقال في تصريحات حول آخر مستجدات الانتخابات الداخلية لحماس، وما أشيع حول ترشيح هنية ليكون خليفة لمشعل، إن هذه الانتخابات الداخلية للحركة ستُجرى في الربع الأول من العام المقبل.
ونفى أن يكون هنية خرج من قطاع غزة للإقامة في الخارج بشكل دائم، لتولي رئاسة المكتب السياسي، وأشار إلى أنه سيعود مجدداً إلى قطاع غزة بعد انتهاء زيارته الحالية التي بدأها بزيارة السعودية لأداء فريضة الحج، وذلك من أجل المشاركة في الانتخابات الداخلية لحركة حماس في دائرته، ليتسنى له الوصول للمنافسة في الانتخابات العامة للحركة.
وأوضح يوسف، أن النظام الداخلي في حماس يعتمد على ترشح الشخص للمنصب القيادي، بعد فوزه في دائرته الانتخابية، ليصل إلى المكتب السياسي لحماس. ولفت إلى أنه في العادة تكون هناك أسماء معروفة وأخرى غير معروفة تترشح لقيادة حركة حماس، غير أنه قال إن إنجاز الانتخابات الداخلية ربما يحتاج إلى ستة أشهر من الآن، خصوصا وأن انتخابات المناطق الداخلية لم تبدأ بعد.
وأضاف :" إن قيادة الحركة لن تشهد الكثير من التغييرات في المكتب السياسي، باستثناء الرئيس"، متوقعا أن تبقى باقي الأطر على حالها. وجرى الإعلان في وقت سابق، أن خالد مشعل الذي يشغل منصب رئيس المكتب السياسي لحماس، منذ العام 1996، لن يترشح مجددا لهذا المنصب، وأن هناك قيادات معروفة تتنافس على هذا المنصب، أبرزها هنية والدكتور موسى أبو مرزوق.
والمعروف أن حركة حماس تُجري انتخاباتها الداخلية، والتي تختار فيها مكتبا سياسيا جديدا، مرة كل أربع سنوات، حيث أجريت آخر انتخابات للحركة في العام 2012، واستضافتها العاصمة المصرية القاهرة، حين كان الرئيس السابق محمد مرسي في سدة الحكم.