غزة – محمد حبيب
انشغلت الصحافة الإسرائيلية بشكل كبير بقضية انتخاب القيادي في حركة "حماس"، الأسير المحرر يحيى السنوار، رئيسًا للحركة في قطاع غزة، مؤكدة أن أجهزة الاحتلال الأمنية بات شغلها الشاغل تجاه قطاع غزة ينحصر في بحث النوايا غير المعلنة لـ"السنوار"، تجاه العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، وملف التهدئة، وملف الجنود الأسرى في القطاع.
وفيما يتعلق بالتهدئة، أكدت صحيفة "معاريف" العبرية أن مصير هذه التهدئة، المعلنة على الحدود مع قطاع غزة منذ نهاية الحرب الأخيرة على القطاع، عام 2014، ليست دائمة أو طويلة الأمد. وتنبأت الصحيفة بإمكانية انتخاب القيادي في الحركة، إسماعيل هنية، رئيسًا للمكتب السياسي للحركة، مما يجعله يحول إقامته الدائمة في الخارج، وبالتالي يجعل الحكم في القطاع في يد "العسكر"، على حد تعبيرها.
وزعمت الصحيفة أن الكلمة الفصل في قطاع غزة أصبحت في يد "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، بعد انتخاب "السنوار"، المقرب من قيادة "القسام"، رئيسًا للحركة. وقالت: "هذا السيناريو جعل أجهزة إسرائيل الأمنية تنشغل في التفكير في الموقف المنتظر منها إزاء ذلك، وما إذا كانت ستبدي مزيدًا من ضبط النفس.
وشددت الصحيفة على أن انتخاب "السنوار" أبعد أي احتمالات لصفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس"، في القريب العاجل، لأنه صاحب موقف متشدد فيما يتعلق بهذه الصفقات، مشيرة إلى موقفه من صفقة "وفاء الأحرار"، قبل ستة أعوام، والتي عارضها بشدة، معتبرًا أنها لا تفي بالحد الأدنى من المطالب الفلسطينية. وزعمت الصحيفة أن "السنوار" لا يريد أن يبدأ مشواره في قطاع غزة بمواجهة عسكرية مع إسرائيل، خوفًا من ألا يتمكن من عرض كل ملكاته في الحكم، ورؤيته لإدارة الصراع مع إسرائيل.
ومن جهته، قال الكاتب آساف غيبور إنه رغم اتفاق التقديرات في إسرائيل على أن "السنوار" شخصية قوية، فإن وصوله إلى هذا الموقع القيادي في "حماس" يضع علامات استفهام عديدة حول مستقبل التهدئة في غزة، خاصة في ظل إمكانية انتخاب "هنية" زعيمًا للحركة، مما قد يتطلب منه الإقامة في الخارج، وهذا يعني إبقاء القطاع بين يدي القادة العسكريين لـ"حماس".
وأضاف أن إسرائيل تضع علامات استفهام عديدة حول مستقبل التهدئة، التي تحققت في غزة منذ انتهاء الحرب الأخيرة، معتبرًا أن قيادة "السنوار" تطرح أسئلة عديدة أمام إسرائيل، فهل تبدي المزيد من ضبط النفس إزاءها، أم تثبت أن "حماس" أصبحت صاحب البيت في غزة، من خلال ذراعها العسكري.
واستبعد الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، غال بيرغر، خلال مقال له في صحيفة "معاريف"، صفقة تبادل أسرى جديدة مع "حماس"، في وجود "السنوار"، لأنه خرج من السجن ولديه تعهد لمن تبقى من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية بأن يفرج عنهم في الصفقة المقبلة. وقال "بيرغر" إن "السنوار" ربما لم يكن بحاجة لهذا المنصب، لأنه، قبل انتخابه، كان القائد الفعلي للحركة في غزة، رغم أنه مقل بطبعه من الظهور في وسائل الإعلام والفعاليات العلنية، ولا يظهر أن لديه ذات الملكات التي يتمتع بها "هنية".
وأضاف أنه، رغم الخلفية العسكرية لـ"السنوار"، ومواقفه العدائية تجاه إسرائيل، فلا يبدو أنه متحمس جدًا للذهاب إلى مواجهة عسكرية قريبة، لرؤيته المزيد من الكوابح التي قد تعترضه، في ظل موقعه الجديد، خاصة مسؤوليته تجاه السكان.
ومن جانب آخر، أشار مراسل القناة الإسرائيلية العاشرة، ألموغ بوكر، إلى أن انتخاب "السنوار" ولّد مخاوف جدية لدى مستوطني غلاف غزة، الذين يعتقدون أن المواجهة مع "حماس" باتت قريبة بعد انتخابه، وستكون هذه المرة حربًا ضارية أكثر من سابقتها، كونه يكن عداءً كبيرًا لإسرائيل.