أزمة الصرف الصحي في غزة

طالب رؤساء مستوطنات غلاف قطاع غزة، أمس الأحد، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه أفغيدور ليبرمان بحل أزمة الصرف الصحي في القطاع، والتدخل لوقف تدفق المياه العادمة من القطاع. 

وبحسب مواقع عبرية؛ فإن خمسة رؤساء مجالس محلية بغلاف غزة، بعثوا رسالة موحدة لنتنياهو وليبرمان، طالبوا فيها بسرعة تدخلهم لحل أزمة تدفق مياه الصرف الصحي من غزة إلى الشواطئ الإسرائيلية.

وأوضحت المواقع العبرية، أن مجالس البلديات قالوا في الرسالة "نقف على حافة أزمة صحية لا تتقيد بحدود سياسية"، مبينة أن 90 ألف كوب مياه مجاري تدفقت مؤخراً لشواطئ الاحتلال شمال القطاع بسبب تقليص كهرباء غزة، وأضافوا أنّ "ما يجري صراع فلسطيني داخلي، ضحاياه هم سكان قطاع غزة، وعلينا أن نفعل ما بوسعنا لمنع احتمال تحول هذا الصراع إلينا"، في إشارة إلى إمكانية تفجر الأوضاع.

وحذر مركز الميزان لحقوق الإنسان، سابقًا، من أنّ تلوّث مياه بحر قطاع غزة بمياه الصرف الصحي يؤثر على جملة حقوق الإنسان بالنسبة لسكان القطاع، وأن آثاره العميقة تطال صحة البيئة والصحة العامة، وتدمر البيئة البحرية بالكامل.

وأوضح المركز، أنه وبحسب نتائج الفحص المخبري الأخير الذي أجرته وزارة الصحة وسلطة جودة البيئة بداية يوليو/تموز الجاري، تبيّن أن هناك ارتفاع في نسبة تلوّث مياه بحر القطاع بدرجة كبيرة، وصلت إلى 73% من إجمالي شاطئ القطاع، لتشمل شواطئ مدينة رفح والقرارة والزهراء وغزة وجباليا.

وأشار إلى أن كميات مياه الصرف الصحي التي يتم ضخّها في بحر قطاع غزة تقدر بأكثر من (110.000) متر مكعب يوميًا، حيث تضخّ مياه الصرف الصحي من محطات المعالجة إلى مياه البحر بشكل مباشر من (23) مصرفًا تمتد على طول شاطئ القطاع، دون معالجة مسبقة.

ولفت إلى أن الأوضاع الإنسانية في القطاع تتفاقم مع تواصل أزمة التيار الكهربائي الناجمة عن الحصار الخانق والمستمر الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ العام ٢٠٠٧، وساهم في تفاقمه حالة الانقسام السياسي الفلسطيني.

وقال إن ساعات قطع التيار وصلت لأكثر من 20 ساعة بشكل متواصل يوميًا في كافة مناطق القطاع، ما تسبب في حدوث شلل شبه تام في معظم الخدمات الأساسية الحيوية المهمة لسكان القطاع، ولاسيما الصحية والبيئية منها، منبهًا إلى أن تلوّث مياه البحر بشكل غير مسبوق يهدد بوقوع كارثة بيئية محدقة.

ورأى مركز الميزان أن تلاحق التطورات ولاسيما ما تعلق بخدمات التيار الكهربائي سرَّعت من تدهور الأوضاع الإنسانية لدرجة أصبح معها قطاع غزة مكانًا غير صالح للحياة اليوم وليس في عام ٢٠٢٠.

وأضاف أنه أمام هذه المعطيات تصبح حياة البشر في خطر داهم بالنظر لكون البحر هو المتنفس الوحيد المتاح لسكان القطاع.

وطالب المركز المجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف تدهور الأوضاع الإنسانية وضمان إمداد قطاع غزة وبشكل فوري بكميات مضاعفة من التيار الكهربائي، واتخاذ خطوات عاجلة لضمان تشغيل وتطوير أداء كافة محطات معالجة مياه الصرف الصحي.

وأكد على ضرورة اتخاذ التدابير الكفيلة بحل مشكلة ملوحة وتلوث المياه الجوفية قبل أن تصل حدودًا يموت معها الناس جوعًا.

وقال إن استمرار تجاهل المجتمع الدولي لتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، لا يعتبر تحللًا من التزاماته القانونية والأخلاقية، بل يتجاوزه ويشكل تقويضًا لمبدأ التعاون الدولي فيما يتعلق بقضايا البيئة، التي تتجاوز آثارها الكارثية البيئة البحرية لقطاع غزة لتطال دول الجوار.

وجدد مطالبه المتكررة للمجتمع الدولي، ولوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المتخصصة بسرعة التدخل لمنع وقوع كارثة إنسانية محدقة، ولحماية الحياة في هذه المنطقة من العالم عبر خلق آلية تعاون لوضع حلول جذرية لمشكلات التلوث وندرة وتلوث المياه وعجز امدادات الطاقة.

ودعا الأطراف الفلسطينية للمصالحة وإنهاء الانقسام، وذلك انطلاقًا من إيمان المركز الراسخ بأن الانقسام الفلسطيني الداخلي أسهم - ولم يزل - في تدهور أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، كما يسهم على نحو خاص بتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة.