سنغافورة ـ عادل سلامه
وجّه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، تعليقًا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن قمتهما، وبعد مصافحتهما التاريخية في سنغافورة الثلاثاء، اعتبر فيما يخص القمة أن "الكثيرين سيظنون أنها من أفلام الخيال العلمي".
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية أن الزعيم الكوري الشمالي همس بهذه الكلمات لنظيره الأميركي بعد أن تصافحا للمرة الأولى على منصة خاصة لهذا الحدث في فندق "كابيلا"، ثم سارا معا يتبادلان الحديث والابتسامات على السجادة الحمراء.
عبر مترجم، قال كيم لترامب إن "البشر من مختلف أنحاء العالم لن يصدقوا ما يحدث هنا في سنغافورة"، وأضاف أن "كثيرين يظنون أن ما يحدث هنا ضربا من الخيال، من فيلم خيال علمي"، كما صرّح الزعيم الكوري في حضور ترامب، بعد أن جلسا أمام الصحافيين لالتقاط الصور التذكارية في غرفة للاجتماعات، أن "الطريق للوصول إلى هنا لم يكن سهلا. الأحكام المسبقة القديمة والعادات العتيقة شكّلت عقبات كثيرة ولكننا تجاوزناها كلها من أجل أن نلتقي اليوم هنا".
واختُتم اللقاء المُوسّع الذي عُقد الثلاثاء، بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون في سنغافورة، وقد أكّد الرئيس الأميركي أنه تم إحراز تقدمًا كبيرًا على صعيد العلاقات بين البلدين، فيما وصف الرجلان اللحظة بـ"التاريخية"، بينما وقّعا "وثيقة هامة وشاملة"، كما وصفها ترامب، تضمنت تقديم الولايات المتحدة ضمانات أمنية لكوريا الشمالية، رغم عدم الإفصاح عن مضمونها، حيث جاء في النص أن "الرئيس ترامب تعهد بتقديم ضمانات أمنية".
إلى ذلك، نصت بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس"، على تجديد زعيم كوريا الشمالية التزامه "بنزع كامل للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية"، إلا أن الوثيقة لم تأت على ذكر المطلب الأميركي "بنزع أسلحة نووية بشكل كامل لا عودة عنه، والتحقق من ذلك" وهي الصيغة التي تعني التخلي عن الأسلحة وقبول عمليات تفتيش، لكنها تؤكد التزاما بصيغة مبهمة.
وكان ترامب وكيم اجتمعا في لقاء وجهًا لوجه لمدة 48 دقيقة قبل الاجتماع المُوسّع، والتقى الرجلان في سنغافورة بحضور المترجمين الفوريين فقط، بعدها انتقلا إلى اجتماع ثان موسع بحضور مساعديهما، وكان من بين الحضور في الوفد الأميركي وزير الخارجية مايك بومبيو، وجون بولتون، علمًا أن ترامب قال في وقت سابق قبيل الاجتماع الأول، إنه كوّن "علاقة جيدة" مع زعيم كوريا الشمالية، وذلك في تصريحات مقتضبة أثناء جلسة سريعة لالتقاط الصور، في حين قال كيم "سوف نواجه تحديات" لكنه تعهّد بالعمل مع ترامب.
وبعد محادثات أولية استمرت قرابة 48 دقيقة خرج ترامب وكيم، وسارا جنبًا إلى جنب في فندق كابيلا في جزيرة سانتوسا، قبل أن يدخلا مجددًا قاعة الاجتماع حيث انضم إليهما كبار المسؤولين.
مشهد خيالي
وسُمع كيم يقول لترامب من خلال مترجم "أعتقد أن العالم كله يتابع هذه اللحظة. الكثيرون في العالم سيعتقدون أن هذا مشهد من فيلم خيال علمي"، وردا على سؤال من أحد الصحافيين بشأن سير الاجتماع قال ترامب"جيد جدا. جيد جدا جدا. علاقة جيدة"، فيما بدا كيم متفائلا أيضا بشأن التوقعات للقمة. وقال "تغلبنا على كل الشكوك والتكهنات حول هذه القمة وأعتقد أن هذا جيد من أجل السلام. أعتقد أن هذه مقدمة جيدة للسلام".
وانضم إلى ترامب في المحادثات الموسعة وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، بينما شمل فريق كيم مدير المخابرات العسكرية السابق كيميونغ تشول ووزير الخارجية ري يونغ هو ونائب رئيس حزب العمال الحاكم ري سو يونغ، وبينما اجتمع الزعيمان، قامت سفن البحرية في سنغافورة وطائرات أباتشي الهليكوبتر بدوريات بينما حلقت طائرات مقاتلة وطائرة جلف ستريم 550 للإنذار المبكر.
وعلى الجانب الآخر، كانت الأسواق الآسيوية مستقرة إلى حد بعيد ولم تبد رد فعل ملحوظا مع بدء القمة. وكان الدولار عند أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع بينما لم يطرأ تغير يذكر على مؤشر (إم.إس.سي.آي) لأسواق آسيا والمحيط الهادي، وخلال الساعات التي سبقت بدء القمة عبر ترامب عن تفاؤله بشأن فرص نجاح أول اجتماع على الإطلاق بين زعيمين في السلطة للبلدين، بينما تحدث بومبيو ببعض الحذر عما إذا كان كيم سيثبت صدق نواياه لنزع السلاح النووي.
وكان مسؤولون من الجانبين أجروا جولة من المحادثات استهدفت وضع إطار لقمة لم تكن حتى شهور قليلة مضت واردة بالمرة، بعدما تبادل الزعيمان الإهانات والتهديدات وزادت المخاوف من نشوب حرب، وقال بومبيو للصحافيين في وقت سابق إن القمة ربما توفر "فرصة لم يسبق لها مثيل لتغيير مسار علاقاتنا وتحقيق السلام والرخاء" في كوريا الشمالية. لكنه هون من إمكانية تحقيق تقدم سريع وقال إن القمة يجب أن تضع إطارا "للعمل الشاق الذي سيتبعها"، مؤكدا أن كوريا الشمالية يتعين أن تتحرك صوب نزع السلاح النووي بشكل كامل ونهائي ويمكن التحقق منه.
كيم يغادر سنغافورة
يذكر أن زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون غادر سنغافورة بعد اجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وغادرت قافلته جزيرة سنتوسا بعد ظهر الثلاثاء عقب التوقيع على الوثيقة الهامة، في حين بقي ترامب في فندق كابيلا على جزيرة سانتوسا التي شهدت القمة التاريخية.