تدريبات أميركية مع الجيش الإسرائيلي

كشفت مصادر عسكرية في تل أبيب، الجمعة، أن قوات الجيش التي تقوم بأضخم تدريبات لها مع القوات الأميركية، وتضع أمامها أخطر السيناريوهات، مثل الحرب الشاملة على جميع الجبهات والتصدي لهجمات صاروخية على إسرائيل من سورية وإيران و"حزب الله" في لبنان، وكذلك من حماس في قطاع غزة، أخذت بالاعتبار أيضًا التورُّط في صدام ما مع القوات الروسية الموجودة في سورية، وكيفية تفادي هذا الصدام.
وقال ناطق عسكري إن نشوب حرب مع سورية أو مع من توجَد فيها مثل قوات "حزب الله" أو الميليشيات الإيرانية، ستؤدي إلى ضرب إسرائيلي لمواقع مختلفة في سورية توجد فيها مواقع روسية كثيرة، بعضها مُقامة بالقرب من قواعد تابعة لإيران وميلشياتها، وهذا يفسح المجال أمام إصابات خاطئة وغير مقصودة من الطرفين، ولأنه لا توجد حالة حرب ولا عداء مع روسيا، ويوجد جهاز تنسيق على ألغى المستويات بينها وبين إسرائيل، فإن من الضروري أن تكون إسرائيل جاهزة لنزع أي فتيل يشتعل بين الطرفين، ويسعى لتسوية أي خلل في التفاهم بأسرع وقت ممكن.
وقالت هذه المصادر إن الجيش الإسرائيلي أجرى تدريبات عدة لوحده، ضمن التدريبات المشتركة مع قوات "المارينز" الأميركية، أبرزها تدريب هيئة رئاسة الأركان العامّة، وتمرين الجبهة الداخليّة القطري، وفي تمرين هيئة الأركان، الذي سمي "الحجر التّتويجي 2018" (إيفن هراشا)، جرت إدارة محادثات كثيرة مع القوات الروسية في سورية بهدف تفادي الصدام معها، وتم التدرب على احتمالات فشل التنسيق بين الطرفين والسعي إلى مواصلة الجهود حتى لا يتدهور الوضع إلى مواجهات معها، وجرى التأكيد على أن إسرائيل أبلغت الروس بالنية لتفادي هذا الصدام.
وأما في تدريب الجبهة الداخلية، الذي سُمي بـ"الوقوف الصّامد" (عميدا إيتنا)، فقد تناولوا سيناريو يقع فيه 100 قتيل إسرائيلي على الأقل في أول هجمة صاروخية تنطلق من سورية أو لبنان أو قطاع غزة أو جميعها مشتركة في آن واحد، وتدربت قواتها على عدة سيناريوهات طوارئ وحرب بهدف تحسين جاهزية الجيش والجبهة الداخلية العسكرية والمدنية، بالتعاون مع السلطة الوطنية للطوارئ، والمجالس المحلية، ومنظمات الأمن والإنقاذ، وجهاز التربية والتعليم، ومنظمات عامّة، خصوصًا أخرى، من بين السيناريوهات التي تدربت عليها القوات: تدريبات إغاثة وإنقاذ في أماكن مهدومة، وإخلاء واستقبال مصابين، وتسرّب مواد خطرة.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن هذه التدريبات تعتبر جزءًا من برنامج الاستعداد لعام 2018، ووصفها بأنها "تمارين مهمة جدًّا تُعتبر سبّاقة في عملية تعزيز جاهزية جيش الدفاع الإسرائيلي للطوارئ، كما تمّ من خلالها توسيع تدريبات الوحدات التكتيكية بالإضافة إلى التدريبات التي استمرت 17 أسبوعًا من العمل التشغيلي".
الجدير ذكره أنّ تمرين "جونيفر كوبرا" المشترك بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي، الذي بدأ في مطلع الشهر، مستمرّ بهدف تعزيز الجاهزية لمختلف سيناريوهات الدفاع المشتركة، وسيختتم في نهاية الشعر الحالي، وهو "يجسّد العلاقات الاستراتيجية الخاصة مع الجيش الأميركي"، وفقًا للناطق بلسان الجيش الإسرائيلي.