القدس - ناصر الأسعد
تعمل إسرائيل على خطة جديدة، لتوسيع معبر "بيت حانون" إيرز الحدودي مع قطاع غزة، بما يشمل مد سكة حديد بين اسرائيل وقطاع غزة، ستكون الأولى من نوعها إذا تمت، فيما لوح وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بأن تل أبيب ستفتح معابر غزة وتفك ضائقة القطاع وصولًا إلى بناء ميناء، إذا تخلت حماس عن حفر الأنفاق والصورايخ.
وقال رئيس إدارة المعابر البرية في وزارة جيش الكيان الإسرائيلي، كميل أبو روقين لرؤساء كيبوتسات إسرائيلية، في محيط قطاع غزة، إنه على ضوء الأزمة الإنسانية الخانقة في قطاع غزة وتأثير هذا الوضع على أمن إسرائيل، ندرس إمكانية إقامة سكة حديد تربط إسرائيل بقطاع غزة، تمر عبر معبر "بيت حانون"
والتقى أبو روقين، مع رؤساء الكيبوتسات المحيطة بقطاع غزة، وأطلعهم على تفاصيل الخطة، التي سيتم تنفيذها بتمويل دولي دون أن تتضح تفاصيل أكثر، ونُقل عن الضابط الإسرائيلي أنه سيتم بناء المحطة في الجانب الإسرائيلي، وتحديدًا في "كيبوتس إيرز" القريب من معبر بيت حانون "إيرز"، وإضافة إلى سكة الحديد، تدرس إسرائيل إمكانية منح سكان القطاع تصاريح عمل، للعمل في مجال الزراعة داخل إسرائيل، وبخاصة في الكيبوتسات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن رؤساء هذه الكيبوتسات طلبوا ذلك. ورحبت وزارة الأمن بمطلب رؤساء هذه القرى الكيبوتسات، كما أيد الفكرة وزير الأمن أفيغدور ليبرمان شرط أن يستمر الهدوء، لكن جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك، عارض فكرة إدخال عمال من غزة إلى إسرائيل. وجاء الإعلان عن الأفكار الإسرائيلية الجديدة، بعد أيام من إعلان السلطة التوقف عن دفع ثمن فاتورة الكهرباء التي تزود بها إسرائيل قطاع غزة، وتساهم في نحو ثلث احتياجات القطاع، في أحدث خطوة ضمن سلسلة إجراءات أقرها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة لحشر حماس في الزاوية وإجبارها على تسليم القطاع لحكومة التوافق.
وأعلن مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية، يوآف مردخاي، أن السلطة أبلغته بشكل رسمي أنها ستتوقف عن دفع أثمان كهرباء غزة، وهو ما يعني عمليا أن يغرق القطاع في ظلام دامس، بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل قبل أسابيع، وتروت إسرائيل قبل أن تتخذ أي قرار، وقال مسؤولون فيها إن إسرائيل لن تلجأ لقطع الكهرباء فورًا؛ لأنها قلقة من تدهور الأوضاع الإنسانية وستبحث عن حلول لذلك مع المجتمع الدولي. وتحاول إسرائيل الظهور كما يبدو كمن يريد المزايدة على السلطة الفلسطينية بالاهتمام أكثر بالوضع الإنساني في قطاع غزة.
وأثمر ذلك إلى حد ما، مع بناء حماس آمالًا على ألا تستجيب إسرائيل لطلب السلطة فيما يخص الكهرباء. وحذرت حركة حماس من موافقة إسرائيل على طلب السلطة الفلسطينية وقف دفع فاتورة الكهرباء المزودة لقطاع غزة.
وقال المتحدث الحمساوي حازم قاسم، إن قرار السلطة سيؤدي إلى الانفجار في وجه كل من يشارك في الحصار المفروض على القطاع، واتهم قاسم السلطة الفلسطينية باتخاذ قرار غير مسؤول ولا أخلاقي ضد سكان القطاع. وجدد دعوة السلطة إلى التراجع عن هذا القرار والكف عما وصفه بسياسة التحريض ضد قطاع غزة، وتعهد قاسم بأن تعمل حماس بكل جهد لإفشال ما وصفه "السياسة الانتقامية" للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتملك إسرائيل الاستمرار في مد غزة بالكهرباء، إذا فرضت اقتطاعات جبرية على ضرائب السلطة، أو مولت الأمر بنفسها، أو جلبت تمويلًا دوليًا لذلك. لكن لإسرائيل كما يبدو شروطًا مهمة قبل التعاطي بإيجابية أكبر مع غزة، ونُقل عن وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنه إذا تخلت حماس عن حفر الأنفاق والصورايخ، فسيتم فتح معابر غزة وفك ضائقة القطاع وصولًا إلى بناء ميناء، وشدد ليبرمان على أن إسرائيل غير معنية بدخول حرب مع حماس في غزة، طالما ظلت الأمور هادئة، محذرًا في الوقت ذاته من أنه إذا فُرضت الحرب فستكون صعبة وأشد إيلامًا.