انتحاري من "داعش" يفجّر نفسه وسط 20 عنصرًا

فجّر انتحاري نفسه في حشد يضم عناصر من "طالبان" وقوات الأمن ومدنيين كانوا يحتفلون بوقف غير مسبوق لإطلاق النار في أفغانستان وعيد الفطر أمس السبت؛ ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا على الأقل، بحسب ما أفاد مسؤولون، وقال الناطق باسم محافظ ولاية ننغرهار، آية الله خوجياني، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن 16 شخصًا على الأقل أصيبوا بجروح في الاعتداء الذي وقع في منطقة رودات في الولاية الواقعة في شرق البلاد، حيث أن عشرات من المقاتلين غير المسلحين قد دخلوا العاصمة كابل ومدنًا أخرى في وقت سابق للاحتفال في وقت يتزامن مع عيد الفطر بينما تبادل جنود ومقاتلين الأحضان والتقاط الصور الذاتية (سيلفي).

سيارة ملغومة

وأكد عطاء الله خوجياني، المتحدث باسم حاكم إقليم ننكرهار استخدام سيارة ملغومة في الهجوم الذي وقع في بلدة غازي أمين الله خان على الطريق الرئيسي بين تورخم وجلال آباد، وكان خوجياني قد قال في وقت سابق، إن قذيفة صاروخية هي التي استخدمت في الهجوم، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، كانت حركة طالبان قد أعلنت وقفًا مفاجئًا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام خلال عطلة العيد التي بدأت أول من أمس (الجمعة)، واستثنت من ذلك القوات الأجنبية، ويتداخل وقف إطلاق النار المعلن من جانب طالبان مع وقف لإطلاق النار أعلنته الحكومة ويستمر حتى الأربعاء.

وأعلن تنظيم "داعش"، أمس، مسؤوليته عن التفجير الانتحاري في شرقي أفغانستان أمس، وذكر التنظيم عبر وكالة أنباء "أعماق" المتحدث الإعلامي باسمه، أن التفجير الذي وقع في ولاية ننكرهار استهدف تجمعا لقوات الأمن الأفغانية وأعضاء من طالبان، وحث الكثير من الناس في أنحاء البلاد الحكومة وطالبان على مد وقف إطلاق النار، ودخل مقاتلو طالبان، وهم يعتمرون غطاء الرأس التقليدي بينما ارتدى الكثير منهم نظارات شمسية، كابل عبر بوابات في جنوب وجنوب شرقي المدينة، وحدث زحام مروري حيث توقف الناس لالتقاط صور للمقاتلين وراياتهم، وحث المقاتلون الناس على التقدم والتقاط الصور الذاتية معهم، وقال حشمت ستانكزي، المتحدث باسم شرطة كابل "إنهم غير مسلحين لأنهم سلموا أسلحتهم عند المداخل"، وأضاف، إن أسلحتهم سترد لهم عند المغادرة.

وقالت محطة "تولو" الإخبارية، إن وزير الداخلية الأفغاني وايس أحمد برماك، التقى مقاتلين من حركة طالبان في العاصمة كابل أمس، وهو ما كان احتمالًا غير قابل لمجرد التفكير قبل أسبوعين فقط، وأظهرت مقاطع مصورة وصور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي الجنود ومقاتلي طالبان المبتهجين وهم يتبادلون الأحضان والتهنئة بمناسبة العيد في إقليم لوجار جنوبي كابل وإقليم زابل بجنوب البلاد وميدان وردك في الوسط.

عيد هادئ وشعور بالأمان

ونظم أعضاء من جماعات مدافعة عن الحقوق اجتماعًا موجزًا بين القوات الأفغانية ومقاتلي طالبان في لشكركاه عاصمة إقليم هلمند التي نفذت بها طالبان سلسلة هجمات استهدفت القوات الحكومية هذا العام، وتجمع رجال ونساء حول الجنود ومقاتلي طالبان وحثوهم على إبقاء أسلحتهم في أغمادها قبل تبادل الأحضان، وقال قيس ليوال، وهو طالب في زابل "هذا أكثر الأعياد هدوءًا، نشعر بالأمان لأول مرة، لا يمكنني وصف سعادتنا".

وأصبح الميدان الرئيسي في عاصمة إقليم قندوز، الذي شهد سلسلة من الاشتباكات الدامية، موقعًا لتجمع ودي، وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أفراد الشرطة الأفغانية وهم يصطفون عند منعطف الشارع ويعانقون مقاتلي طالبان فردًا فردًا، كما أظهر مقطع مصور حشدًا من الناس يستقبل مقاتلي طالبان بالصياح والصفير، وفي بعض المناطق في جلال آباد في شرق البلاد قدم السكان الفواكه المجففة والحلوى والمثلجات لمقاتلي طالبان، وشاهد مراسل "رويترز" في جلال آباد أكثر من عشرة مقاتلين يتناولون الطعام ويلعبون مع الأطفال.

وقف إطلاق النار

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني، أمس، من جانب واحد تمديد وقف لإطلاق النار لفترة غير محددة مع حركة طالبان مع استمرار صمود هدنة عيد الفطر، ودعا غني في خطاب متلفز الحركة إلى تمديد وقف إطلاق النار الذي أعلنته من جهتها لمدة ثلاثة أيام وتنقضي مدته اليوم (الأحد).

ودخل عشرات من مسلحي طالبان العاصمة الأفغانية، كابل، أمس، مع دخول وقف إطلاق النار بين الحكومة والمتشددين يومه الثاني، وأظهرت مواقع إعلامية أفغانية، مثل قناة "تولو نيوز" وشبكة "أريانا" التلفزيونيتين صورًا لاجتماع وزير الداخلية، وايس أحمد برماك، مع عناصر طالبان في حي "كومباني" شرق كابل، ولم يتسن التأكد من صحة الصور على الفور"، غير أن المتحدث باسم وزارة الدفاع، محمد رادمانيش، قال لوكالة الأنباء الألمانية، إنه يتم السماح لطالبان بدخول وزيارة المدن، من بينها العاصمة، كابل، خلال الهدنة للاحتفال بعيد الفطر مع أسرهم وأصدقائهم، وأكدت الشرطة ومصادر في كابل في مديرية الأمن الوطني (المخابرات الأفغانية)، أن عددًا من مسلحي طالبان دخلوا كابل أمس، لكن تم نزع سلاحهم مسبقًا، واحتفل جنود أفغان ومقاتلو طالبان بوقف غير مسبوق لإطلاق النار في نهاية شهر رمضان وتبادلوا التهنئة بعيد الفطر والأحضان والتقاط الصور الذاتية (سيلفي)، كانت حركة طالبان قد أعلنت وقفًا مفاجئًا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام خلال عطلة العيد التي بدأت أول من أمس واستثنت من ذلك القوات الأجنبية، ويتداخل وقف إطلاق النار المعلن من جانب طالبان مع وقف لإطلاق النار أعلنته الحكومة.

وأظهرت مقاطع مصورة وصور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي الجنود ومقاتلي طالبان المبتهجين وهم يتبادلون الأحضان والتهنئة بمناسبة العيد في إقليم لوجار جنوبي كابول وإقليم زابل بجنوب البلاد وميدان وردك في الوسط، وقال مسعود عزيزي، نائب وزير الداخلية الأفغاني، إن هناك مراقبة لوقف إطلاق النار في سائر أنحاء البلاد، وقال حكام أقاليم هلمند وقندهار وزابل، إن الجانبين ملتزمان بوقف إطلاق النار ولم ترد تقارير بحدوث عنف على مدى أربع وعشرين ساعة.

مقتل زعيم "طالبان"

إلى ذلك، أكد الرئيس الأفغاني أشرف غني أول من أمس، أن زعيم حركة طالبان الباكستانية الملا فضل الله، المتورط في محاولة اغتيال حاملة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي، قُتل الأربعاء في أفغانستان بغارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار، وقال غني في تغريدة "لقد تحدثت مع رئيس الوزراء الباكستاني ناصر الملك ورئيس الأركان الجنرال قمر جاويد بأجوا، وأكدت لهما مقتل الملا فضل الله"، وأضاف: "إن مقتله هو نتيجة عمليات بحث استخباراتية دؤوبة أجرتها أجهزة الأمن الأفغانية"، وشن الجيش الأميركي غارة جوية في 13 يونيو (حزيران) في ولاية كونار قرب الحدود الأفغانية الباكستانية، وأكد مسؤول عسكري أميركي، أن الضربة الأميركية كانت تستهدف الملا فضل الله، لكنه امتنع عن تأكيد وفاته التي كان تم الإعلان عنها مرارًا في السابق.

وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية "لسنا مستعدين بعد للقول إننا فزنا بالجائزة الكبرى"، وأشار الرئيس الأفغاني إلى أن القادة الباكستانيين رحبوا بالعملية معتبرين أنها "خطوة كبيرة نحو توطيد الثقة بين البلدين"، وفي المقابل أكد غني أنه طلب منهم دفع عناصر "طالبان الموجودين في أفغانستان إلى طاولة المفاوضات"، من جهته، قال الجيش الباكستاني في بيان إن "مقتل زعيم حركة طالبان الباكستانية تطور إيجابي"، ويعتقد أن الملا فضل الله هو من أعطى الأمر باغتيال ملالا في عام 2012، وكان قد أعلن مسؤوليته عن مقتل أكثر من 150 شخصًا في عام 2014 داخل مدرسة في مدينة بيشاور في باكستان، وقد لجأ إلى أفغانستان في عام 2009.

ويُعتبر مقتله مبعث "ارتياح للأسر الباكستانية (التي وقعت) ضحية لإرهاب حركة طالبان الباكستانية، بحسب بيان الجيش الباكستاني، فيما كانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في مارس (آذار) مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار للمساعدة في تحديد مكان قائد طالبان المرتبط أيضًا بمحاولة تفجير سيارة مفخخة في تايمز سكوير في عام 2010 في نيويورك.