واشنطن ـ رولا عيسى
حذّر الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس قبل الاجتماعين المرتقبين هذا الأسبوع في بون وميونيخ، من أن العالم على مشارف لحظة خطيرة في التاريخ البشري، تشبه تلك الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى، وقال إنه يشدد على أن الالتزام بالتعاون متعدد الأطراف يمكنه درء جميع هذه المخاطر.
ووصف غوتيريس العالم بأنه في حالة "فوضوية إلى حد كبير"، وقال إن أوروبا الموحدة أمر ضروري للحيلولة دون تعميق الصراع، وجاءت إشارة غوتيريس إلى إن النظام العالمي غير مستقر حيث تثير حاليًا العداوة الأميركية السابقة مع كل من الصين وروسيا طريقًا جديدًا من التحدي، في الوقت الذى تعاني فيها المؤسسات متعددة الأطراف من حالة من الضعف، يمكن القول بانها الأضعف منذ عام 1945.
وورث غوتيريس، الذي شغل منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمدة عشرة أعوام، منصب الأمين العام في وقت يمتلئ بالمخاطر بخاصة بالنسبة للأمن العالمي، ولاتزال الصراعات السورية واليمنية مستعرة، مع وجود أربعة مجاعات تلوح في الأفق في أجزاء من العالم النامي، وبالإضافة إلى وظهور ردود فعل قومية نحو الهجرة والعولمة والتي بدأت في قلب الثقافات السياسية في أوروبا والولايات المتحدة، وحذر غوتيريس من التنازل عن القيم الديمقراطية لكسب الأصوات واحتضان "الحقائق بديلة"والتي أصبحت السمة المميزة للبيت الأبيض تحت إدارة الرئيس ترامب.
وتعارض الإدارة الأميركية الجديدة بصوت عال الكثير من المبادئ الأساسية لغوتيريس، مثل الحكم متعدد الأطراف ونهج السخي مع لاجئي العالم، وقال غوتيريس:"بنهوض القوى الأخرى يمكننا التوصل إلى عالم متعدد الأقطاب حيث يعتبر بالضرورة أقل عدائية من العالم أحادي القطب"، وأضاف: "أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى كانت متعدد الأقطاب ولكن لم يكن هناك آلية حكم متعددة ونتج عن ذلك الحرب العالمية الأولى"
وأشار إلى أن قدرة أوروبا على المحافظة على إيمانها في البقاء موحدة ومتماسكة يمكن أن يكون عامل استقرار رئيسي في وقت محفوف بالمخاطر"، وأضاف: "أعتقد أن الانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب أمر مهم، ودور أوروبا ضروري للغاية في ذلك"، وقال إنه لم ينتقد التصويت مباشرة على البريكست في بريطانيا، واصفًا إياه بأنه "قرار سيادي من قبل الشعب البريطاني"، لكنه قال إنه من المهم لأوروبا "التعلم من دروس البريكست".
وقال غوتيريس، رئيس وزراء البرتغال السابق إن التكامل أكثر فعالية، وسيكون ممكنًا فقط تحت القيادات السياسية التي خاطرت بقول الحقيقة بشأن تحديات العولمة، بدلًا من مجرد إلقاء اللوم على الهجرة، وأضاف "أعتقد أن على القادة السياسيين أن يكونوا قادرين على قول الحقيقة وتأكيد قيمها، حتى لو كان ذلك يعني خسارة الانتخابات المقبلة، ولكن ما نراه في بعض الأحيان هم قادة سياسيون يقومون بنسيان قيمهم، ويستخدمون حقائق بديلة كأدوات دعائية، فقط للفوز في الانتخابات المقبلة".