غزة – محمد حبيب
أعادت حادثة احتراق منزل عائلة الهندي في مخيم الشاطئ في مدينة غزة ومقتل 3 من أطفاله السبت الماضي، دائرة المناكفات السياسية بين حركتي "فتح" و"حماس"، وتبادل الاتهامات والمسؤولية عن الحادث.
فقد أثارت يافطة علقتها حركة "حماس" على مفترق السرايا وسط مدينة غزة تتهم الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد لله بالوقوف خلف مقتل الأطفال، وأن دماءهم في أعناقهما - ردود أفعال فتحاوية فقد انتقد فيصل أبو شهلا عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحملات الإعلامية التي تشنها حركة "حماس" ضد الرئيس محمود عباس واتهامه بخلق الأزمات في قطاع غزة، محذرا من أنها تؤثر على المصالحة والعلاقات الوطنية.
وقال أبو شهلا في تصريح صحافي اليوم "إذا استمرت حركة حماس في حملاتها الإعلامية ضد الرئيس سيؤثر ذلك سلبا على المصالحة والعلاقات الوطنية"، متسائلا: ما الهدف من وراء إلصاق الصور على مفترق السرايا في غزة وحرق صور الرئيس في المسيرات التي تدعو لها حماس؟ وأضاف "حماس تريد إدارة الانقسام وهي التي تعطل المصالحة بسيطرتها على القطاع"، مشيرا إلى أن المحافظين الذين عينهم الرئيس ممنوعون من ممارسة عملهم في غزة. وتابع "حماس تتهرب من مسؤولياتها وهي غير قادرة على توفير الحد الأدنى من حاجات الناس والكل يعلم من المسؤول عن الأزمات في القطاع".وحول لقاءات المصالحة في الدوحة، قال "لا يوجد موعد محدد لاستئناف اللقاءات لكنها لم تلغ".
وكانت يافطات علقت على مفترق السرايا وسط مدينة غزة أمس حملت الرئيس عباس ورئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله المسؤولية عن أزمات القطاع. وكتب على إحدى اليافطات عبارة "دماؤنا في أعناقكم يا سيادة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء". وجاء وضع اليافطات بعد حادث وفاة 3 أطفال أشقاء من عائلة الهندي في مخيم الشاطئ مساء الجمعة الماضية نتيجة استعمال الشمع بديلا عن الكهرباء في ظل تفاقم أزمة الكهرباء التي تصل للسكان 6 ساعات وصل مقابل 12 ساعة قطع.
و حملت حركة حماس الرئيس عباس ورئيس الوزراء الحمد الله مسؤولية أزمة الكهرباء في القطاع ووفاة الأطفال الثلاثة.
وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في تصريح صحافي "إن محاولات رئيس السلطة محمود عباس ورامي الحمد الله التباكي على دماء عائلة الهندي لن يغير من حقيقة مسؤوليتهما عن هذه المأساة". وأضاف "إذا أراد عباس والحمد الله إثبات أي مصداقية فعليهما اتخاذ قرار بإعفاء قطاع غزة من ضريبة البلو وربطها بخط الكهرباء الإسرائيلي ١٦١ لتوفير كميات كافية من الكهرباء".
ورحبت حركة "حماس" بالمبادرة الصادرة عن شبكة المنظمات الأهلية التي تدعو إلى تشكيل هيئة وطنية لإدارة ملف الكهرباء في قطاع غزة بشكل كامل. ودعت الحركة على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري اليوم إلى وضع هذه الفكرة موضع التنفيذ، مشيرةً إلى أنها لا علاقة للحركة مطلقا بشركة الكهرباء. وذكرت أنه بإمكان أي لجنة وطنية إدارة الشركة وتحمل مسؤولياتها، وسبق للحركة في لقاء الفصائل مع رئيس سلطة الطاقة عمر كتانة، أن أكدت أنها لا تمانع أن تتسلم سلطة الطاقة في رام الله ملف الكهرباء بالكامل، على أن تتحمل مسؤولية علاج أزمة الكهرباء وتوفير ما يلزم منها للجمهور.