لندن - كاتيا حداد
خالفت الكثير من الأحداث، توقعات العام الماضي، والتي نتج عنها تطورات غريبة، وأصبح حدوثها أمرًا أكيدًا. وبالطبع قد يؤثر فوز الجانب الضعيف على الروح المعنوية، في الحملات السياسية مثلًا، ولا يزال فوز المرشحين الضعفاء في الانتخابات أمرًا غير معقولًا.
يستهل تقرير صحيفة "تليغراف" البريطانية، قوله إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان أمرًا مستحيل التنبؤ به في السوق الأوروبية، ونفس الأمر ينطبق على دونالد ترامب، حينما أعلن ترشحه في انتخابات الرئاسة الأميركية، وسخر الجميع عندما ترشح وظلوا يسخرون حتى قبل إعلان النتيجة. وتتساءل الصحيفة ساخرة: "من كان ليتوقع أن ليستر سيتي سيفوز في الدوري الممتاز؟". ويستطرد التقرير "عندما نرى أن العالم قد يتغير بطريقة لا يمكن التنبؤ بها، ينبغي على الشركات إدراك هذه الحقيقة. وستشهد أوروبا موجه من الانتخابات في عام 2017، وهو الأمر الذي يصعب التنبؤ به".
وتابع التقرير "هولندا ستجري انتخابات عامة في آذار/مارس المقبل، وفرنسا ستجري انتخابات رئاسية في نيسان/إبريل المقبل، شأنها شأن الانتخابات في ألمانيا التي يتوقع أن تُجرى في إيلول/سبتمبر. أما إيطاليا فلن تجري انتخابات قبل منتصف 2018، إلا أن رئيس الوزراء الإيطالي المُعين حديثًا، باولو جينتيلوني، قد يدعو إلى إجراء انتخابات في مستهل العام الجاري. أما اليونان ففي خضم دوامة أخرى من حزم الإنقاذ".
وفي بريطانيا، ستكون هناك عواقب وخيمة بعد التصويت على خروجها من الاتحاد الأوروبي؛ إذ أن رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بصدد تفعيل المادة خمسين لتبدأ بذلك عملية تنفيذ "بريكست" بحلول نهاية آذار/مارس. وأخيرًا في الولايات المتحدة، ومن المقرر أن تبدأ فترة رئاسة دونالد ترامب، في 20 كانون الثاني/يناير المقبل.
وأوضح التقرير أن فرص حدوث مفاجئات سياسة تفضي بدورها إلى انهيار اقتصادي، ضئيلة للغاية. إذ أن مؤشرات مديري المشتريات في القطاع الخاص اثبتت مرونة في النمو، فيما يتوقع خبراء بنك جيه بي مورغان ارتفاع نصيب الفرد الذي يبلغ 1.5 من الناتج الإجمالي المحلي لاقتصاد منطقة اليورو في 2017، ونفس الأمر في 2018. وأشار التقرير إلى أن أكثر اضطراب محتمل قد يقع في أوروبا، بعد فوز مرشحة الجبهة الوطنية الفرنسية، ماريان لوبان في انتخابات الرئاسة الفرنسية. فإذ حدث هذا الأمر، فمن المتوقع أن يُدمر التحالف الفرنسي الألماني في قلب الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى التداعيات الخطيرة على حرية التنقل في أوروبا، وكذلك السياسات تجاه اللاجئين من خارج الاتحاد الأوروبي.
وانتهى التقرير، إلى أنه على الرغم من كل هذه السيناريوهات الخطيرة، إذا فاز ترامب أو خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فستضطر الأسواق إلى التعامل مع هذا الأمر، إلا أن فوز لوبان قد يقوض المشروع الأوروبي بأسره.