رام الله – محمود أحمد
أكد نائب رئيس حركة "فتح"، محمود العالول، أنّ المقاومة الشعبية السلمية مع إسرائيل ستتواصل، مشددًا على أن حل الدولتين هو الحد الأدنى قبولًا بالنسبة للفلسطينيين.
واعتبر العالول، في تصريحات صحافية نُشرت الأربعاء، أن "المقاومة السلمية الشعبية مع إسرائيل هي شيء مهم وأساسي وخيارنا لهذه المرحلة"، لافتا إلى أنها مرت في ظروف أحيانا صعود وأحيانا انخفاض .
وذكر المسؤول في فتح، "كلما ازداد العدوان الإسرائيلي والضغط والجرائم الاحتلالية ضد الشعب الفلسطيني لابد أن يزداد فعل المقاومة في مواجهتها"، مشيرا إلى أن "الجرائم الإسرائيلية تزداد بشكل كبير جدا سواء في البناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي أو ضد الإنسان بالإعدام اليومي على الحواجز، أو ضد المقدسات".
ولفت العالول، إلى أن المقاومة الشعبية والعمل الدبلوماسي الفلسطيني في المحافل الدولية شيئان مكملان لبعضها البعض، معتبرا أن الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية هدفهما مقاومة السياسية الاحتلالية الإسرائيلية وحصارها لعزلها عن العالم.
وفي الملف السياسي مع إسرائيل، أكّد العالول أن الجانب الفلسطيني يبحث بشكل أساسي عن استقلال وحرية وسيادة الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن الحد الأدنى قبولا بالنسبة للفلسطينيين هو قيام دولة فلسطينية على حدود الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ممثلة بقطاع غزة والضفة الغربية وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
وردًا على ما أدلى به الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال المؤتمر الصحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن الأسبوع الماضي، بأنه يفحص مبدأ الدولتين وكذلك حل الدولة الواحدة، قال العالول "لا أحد قادر أن يفهمه (ترامب) حينما تحدث عن حل الدولتين أو الدولة الواحدة يعني لا يوجد أي شيء مسلط عليه الضوء".
وانتقد المسؤول الفتحاوي الرئيس ترامب "لعدم تقديمه رؤية أو طرح أفكار واضحة وملموسة بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" كما فعل القادة الأمريكيين السابقين. وأردف العالول "نحن بالتأكيد حذرون من أي شيء يطرح لأنهم أحيانا يتحدثون عن الدولة الواحدة بمفاهيم مختلفة، فهناك مفاهيم لها علاقة ليس بدولة واحدة تكون ديمقراطية يعيش فيها الناس ولهم حقوق، وإنما هناك مفاهيم لها علاقة بدولة واحدة بنظامين مختلفين ينشأ عنها فوارق وتمييز عنصري الأبارتايد".
وتابع العالول أن "الخيار الموجود حتى الآن هو حل الدولتين"، لكنه استدرك متسائلا هل أن هذا الحل ممكن في ظل "العقبات الضخمة" التي صنعها نتنياهو أمامه. وبشأن توجهات حركة فتح في ظل انسداد عملية السلام مع إسرائيل قال العالول، إنها "موجودة تقود العمل النضالي الفلسطيني، وهي العامود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية". وأضاف أن فتح "ستبقى تناضل من أجل حرية شعبها الفلسطيني رغم الحرائق المشتعلة في الإقليم والعالم التي أدت إلى عدم تسليط الضوء على الوضع الفلسطيني".
وأردف أن هذا الوضع "خلق مناخا مواتيا لنتنياهو ليستفرد بالفلسطينيين ويرتكب كل هذه الجرائم في حين تخلى الآخرون في ظل انشغالاتهم عن واجبهم ودعهم للشعب الفلسطيني لكن هذا لن يدفعنا إلى التخلي عن واجبنا في الدفاع عن أرضنا وشعبنا الفلسطيني". وقال بهذا الشأن، إن "موقعه الجديد كنائب لرئيس الحركة هو تكملة لعمله السابق بالإشراف على عدد من المفوضيات منها المفوضية التي كنت بها لذلك لن يكون هناك غربة وفارق كبير".
وواصل العالول، أن منصب نائب رئيس الحركة "لم يتم استحداثه لأن أبو ماهر غنيم تقلده منذ المؤتمر السادس للحركة وحتى المؤتمر السابع الذي عقد في ديسمبر الماضي، وبالتالي المنصب منصوص عليه بالنظام الداخلي للحركة منذ سنوات". وبشأن الحديث عن مدة تقلده المنصب لعام واحد، أوضح العالول أن "كل المفوضيات بما فيها نيابة الرئيس، وأمانة السر سيتم تقييمها بعد عام، وإن كان هناك حاجة لتدوير المهام يتم تدويرها أو التجديد".