قصف متجدد من قبل القوات الحكومية السورية

 شهدت مناطق في القطاع الشمالي من ريف حماة، انفجارات متتالية، ناجمة عن قصف متجدد من قبل القوات الحكومية السورية على مناطق في هذا الريف، حيث استهدفت القوات الحكومية السورية كلًا من اللطامنة وكفرزيتا، والأراضي الزراعية المحيطة بهما، بأكثر من 60 قذيفة، ما تسبب بوقوع المزيد من الأضرار والدمار في ممتلكات مواطنين، ليرتفع إلى 710 على الأقل عدد القذائف المدفعية والصاروخية، التي استهدفت القطاع الشمالي من ريف حماة خلال الأيام الـ 16 الأخيرة، حيث طالت عمليات القصف الصاروخي والمدفعي قرى وبلدات الريف الحموي الشمالي مثل اللطامنة وكفرزيتا وحصرايا والزكاة والجنابرة "البانة" ومعركبة والصياد ومناطق أخرى من هذا الريف.

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عملية اغتيال طالت عنصرًا من هيئة تحرير الشام، في منطقة كفر سجنة، الواقعة في القطاع الجنوب يمن ريف إدلب، حيث جرى إطلاق النار عليه في المنطقة، ليرتفع إلى 242 على الأقل عدد من اغتيلوا في ريف إدلب وريفي حلب وحماة، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل، بالإضافة إلى 50 مدنيًا بينهم 8 أطفال و3 مواطنات، اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و160 مقاتلًا من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و26 مقاتلًا من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الماضي من العام الجاري 2018.

وتسببت محاولات الاغتيال في إصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم "داعش"، كما كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل 6 أيام تمكن هيئة تحرير الشام من اعتقال قيادي منشق في تنظيم "داعش"، وهو قيادي من الجنسية الأردنية، كان انتقل إلى صفوف التنظيمات الجهادية داخل سورية قبل نحو 5 سنوات، حيث وردت في الأسابيع الأخيرة معلومات عن اختفائه بعد إعلانه الانشقاق عن التنظيم، بسبب اتهامه للتنظيم بمطالبة الناس بتحكيم شرع الله وعدم تطبيق ذلك على نفسه، وبسبب فساد القضاة والمسؤولين في التنظيم، وعدم حكمهم بشرع الله نتيجة خضوعهم لسلطة الأجهزة الأمنية في التنظيم، وأكدت المصادر أنه جرى اعتقال القيادي في منطقة الدانا بالقطاع الشمالي من ريف إدلب، قرب الحدود السورية – العراقية.

قضى مقاتل من فصيل إسلامي، جراء إصابته بانفجار لغم به في منطقة المالكية الواقعة في ريف حلب الشمالي، في حين سمعت أصوات انفجارات في أطراف مدينة حلب، ناجمة عن عمليات قصف مدفعي من قبل القوات الحكومية السورية على أماكن في منطقتي الليرمون وصالاتها، في شمال غرب مدينة حلب، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر متقاطعة على معلومات أكدت أن نحو 50 حافلة انطلقت من ريف القنيطرة الأوسط، نحو الشمال السوري، حاملة على متنها نحو 1800 شخص من مدنيين ومقاتلين وعوائلهم/ ممن رفضوا الاتفاق بين ممثلي محافظة القنيطرة والنظام والروس، وجرى إخراجهم بعد دخول عشرات الحافلات إلى منطقة فك الاشتباك 1974، وإخراجهم ضمن دفعة ثالث إلى الشمال السوري.

وكان رصد المرصد السوري صباح الأحد، وصول نحو 60 حافلة وسيارة إسعاف إلى معبر أم باطنة – جبا، نحو منطقة فك الاشتباك 1974، على الحدود مع الجولان السوري المحتل، لنقل الدفعة الثالثة من المهجرين من ريف القنيطرة، نحو الشمال السوري، حيث تجري دخول الحافلات بشكل متتابع إلى معبر جبا – أم باطنة، بعد تهجير دفعتين سابقتين، حيث ضمت الدفعة الأولى حوالي 2800 شخص، بينما ضمت القافلة الثانية حوالي 2600 شخص.

ومن المرتقب أن تنطلق القافلة خلال الساعات المقبلة بعد الانتهاء من عملية الصعود إليها وتفتيشها، حيث تجري عمليات التفتيش والتهجير بحضور وإشراف روسي، كذلك كان حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة قبل ساعات، أن قافلتي درعا والقنيطرة انطلقتا نحو وجهتيهما في الشمال السوري، بعد احتجزهما لعدة ساعات، من قبل ميليشيات الرضا وعناصر آخرين من المسلحين الموالين للنظام من جنسيات سورية وغير سورية، والذين طوقوا قافلتي درعا والقنيطرة، اللتين تحملان على متنهما نحو 3400 شخص، عند أطراف مدينة حمص في وسط سورية، خلال توجه هاتين القافلتين إلى الشمال السوري، ضمن اتفاق التهجير الذي جرى في المنطقة.

وعلم المرصد السوري من مصادر موثوقة، أن أسباب الاحتجاز تعود إلى محاولة هذه الميليشيات الضغط على أطراف الاتفاق للكشف عن مصير من تبقى من مختطفي بلدة اشتبرق، بالإضافة للكشف عن مصير عشرات المفقودين ضمن تفجير الراشدين الذي تسبب في نيسان / أبريل من العام 2017، والذي بوقوع مجزرة التغيير الديموغرافي التي راح ضحيتها نحو 130 شخصًا غالبيتهم من مهجري بلدتي الفوعة وكفريا، ومن ضمنهم أكثر من 80 طفل ومواطنة، إضافة لإصابة عشرات آخرين بجراح متفاوتة الخطورة وعشرات المفقودين الآخرين جراء استهدافهم بمفخخة في منطقة الراشدين خلال انتظارهم للانتقال نحو مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية في حلب.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات قصف جوي وبري متجددة بعشرات الضربات طالت مناطق في حوض اليرموك، الخاضع لسيطرة جيش خالد بن الوليد في القطاع الغربي من ريف درعا، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات قصف متجددة طالت مناطق في الشركة الليبية وجلين ومناطق أخرى في حوض اليرموك، حيث استهدفت المناطق هذه الطائرات الحربية والمروحية، وسط قصف بالصواريخ والقذائف من قبل القوات الحكومية السورية على المنطقة، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية، بينما تتواصل الاشتباكات بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جانب، وعناصر جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم "داعش" من جانب آخر، على محاور في محيط منطقة تل الجموع ومحاور أخرى من ريف درعا الغربي بمحيط مناطق سيطرة الجيش المبايع للتنظيم، وسط استهدافات مكثفة ومتبادلة على محاور القتال.

والمرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أنه رصد استهداف أسراب من الطائرات الحربية الروسية بأكثر من 690 ضربة جوية بلدات وقرى خاضعة لسيطرة جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم "داعش" في حوض اليرموك، وذلك منذ ما بعد منتصف ليل السبت – الأحد وحتى اللحظة، ليرتفع إلى نحو 1900 على الأقل عدد الغارات التي استهدفت منذ الـ 19 من تموز / يوليو الجاري من العام 2018، قرى وبلدات تسيل وعدوان وحيط وسحم الجولان وجلين والشجرة والشركة الليبية وتل الجموع ومناطق أخرى في حوض اليرموك.

وترافقت الضربات الجوية المكثفة مع قصف بمئات القذائف المدفعية والصاروخية، والقصف بالصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، على المناطق ذاتها، ما تسبب بدمار واسع وكبير في ممتلكات المواطنين والبني التحتية، كما دفع بآلاف السكان للنزوح نحو مناطق خارجة عن سيطرة جيش خالد بن الوليد فرارًا من القصف المكثف.

كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد اشتباكات متواصلة بعنف بين القوات الحكومية السورية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جانب، ووجيش خالد بن الوليد من جانب آخر، على محاور في محيط منطقة تل الجموع ومحاور أخرى في محيط مناطق سيطرة جيش خالد بن الوليد في حوض اليرموك، وتسببت الاشتباكات التي ترافقت مع تفجير مفخخات واستهدافات متبادلة وقصف جوي وبري من القوات الحكومية السورية على مواقع جيش خالد، تسببت بسقوط خسائر بشرية كبيرة بين الطرفين.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 36 على الأقل من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، كما قتل ما لا يقل عن 53 من عناصر جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “داعش”، كما أصيب العشرات من الطرفين بجراح، متفاوتة الخطورة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، حيث لا يزال عدد القتلى من الطرفين مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة من الجانبين، في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 37 قتيلًا مدنياً بينهم 11 طفلاً و4 مواطنات وإصابة عشرات آخرين بجراح، كما أن المرصد السوري رصد كذلك نزوح ما لا يقل عن 20 ألف مدني خلال الـ 24 ساعة الفائتة من مناطق سيطرة جيش خالد نحو مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية عبر ممر حيط – عمورية، وبذلك يتبقى نحو 10 آلاف مدني في المنطقة، يعايشون مصير مجهولاً في ظل استمرار تردي الأوضاع الإنسانية والقصف الجنوني الذي تتعرض له المنطقة.

 ونشر المرصد السوري يوم الجمعة الفائت، أن هذا القصف المكثف تزامن مع عملية تقدم لجيش خالد بن الوليد في أعقاب إفراغ مناطق سيطرة الفصائل المحاذية لمناطق سيطرة جيش خالد بن الوليد، في حوض اليرموك، حيث تقدمت في مناطق البكار والجبيلية والمعلقة والمجاعيد وعين زبيدة والعبدلي وأبو حجر ومناطق أخرى محاذية لها، لتتوسع سيطرة جيش خالد بن الوليد لنحو 8% من مساحة محافظة درعا، حيث يعد هذا ثاني توسع للجيش المبايع للتنظيم في محيط حوض اليرموك، بعد سيطرتهم قبل أيام على بلدة حيط عقب قتال عنيف مع الفصائل المقاتلة والإسلامية التي أجرت “مصالحة” مع النظام، حيث جرى فرض اتفاق عليها حينها بتسليم السلاح الثقيل والانسحاب نحو مناطق أخرى من محافظة درعا، كما أن عمليات القصف الجنوني هذه، تأتي مع استمرار المخاوف على حياة أكثر من 30 ألف مدني يتخذهم جيش خالد دروعاً بشرية، حيث يواصل المدنيون فرارهم من البلدات التي تتعرض لمحرقة روسية في المنطقة، نحو مناطق حدودية مع الجولان السوري المحتل.