نيويورك- منيب سعادة
وصف مراقب فلسطين الدائم لدي الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، دفاع المندوبة الأميركية، نيكي هيلي، عن استخدام واشنطن حق النقض "فيتو" لعرقلة مشروع قرار بشأن القدس في مجلس الأمن بـ"بالمهزلة"، وأخفق مجلس الأمن الدولي، في اعتماد مشروع القرار المصري بالمتعلق، الذي حصل على أغلبية 14 دولة مقابل "الفيتو" الأميركي ودافعت السفيرة الأميركية، هيلي عن استخدام حق النقض لعرقلة مشروع القرار، وقالت في إفادتها إلى أعضاء المجلس، إن "التصويت الذي شاهدناه في المجلس هو إهانة لن تنساها الولايات المتحدة، فنحن لن نسمح لأي دولة تقول لنا أين نقيم سفارتنا، إن القدس هي العاصمة الثقافية والروحية لليهود منذ آلاف السنين".
وعقب إعلان نتيجة التصويت على مشروع القرار، قال السفير الفلسطيني، إن "الولايات المتحدة قررت أن تنحاز بشكل كامل للاحتلال الإسرائيلي، وما سمعناه من ممثل دولة عظمي هو مهزلة.. أن يصبح الأمن والقانون الدولي هو المشكلة وليس الاستيطان الإسرائيلي".
وأكد أن "القدس ستبقي أرضًا محتلة وجزئًا أصيلًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وستظل القدس عاصمة لدولة فلسطين التي اعترفت بها غالبية دول العالم.. هذه هي الحقيقة"، وتابع: "استخدام حق النقض لا يلغي قرارات.. الفيتو لم يقدر على ذلك ولن يقدر على ذلك مستقبلًا".
واعتبر مشروع القرار أن "أي قرارات وتدابير تهدف إلى تغيير هوية أو وضع مدينة القدس أو التكوين السكاني للمدينة المقدسة ليس لها أثر قانوني، ولاغية وباطلة التزامًا بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة"، ودعا "كل الدول إلى الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية في مدينة القدس المقدسة؛ تطبيقًا لقرار مجلس الأمن 478 لعام 1980 والالتزام بقرارات مجلس الأمن وعدم الاعتراف بأي تدابير أو إجراءات تتناقض مع هذه القرارات".
واعتبر منصور أن عملية التصويت التي جرت في قاعة مجلس الأمن، كانت بمثابة "إجماع دولي على المبادئ الأساسية، واعتراف من جميع دول العالم بمكانة القدس الخاصة"، وأشار إلى أن الفلسطينيين لن يقبلوا من الآن فصاعدًا بدور أميركي منفرد في عملية السلام وإنما بجد جماعي يمثل المجتمع الدولي، في المقابل، أعرب مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة السفير داني دانون، عن عميق امتنانه للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونائبه مايك بنس، ومندوبته الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة نيكي هيلي.
وقال المندوب الإسرائيلي، إن "الدول التي صوتت لصالح مشروع القرار، هي دول مذنبة ومنافقة، فالقدس عاصمة للدولة اليهودية منذ آلاف السنين"، وأضاف "اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لدولتنا، هو مجرد تعبير عن الحقيقة"، وتابع: "الرئيس الأميركي يعمل من أجل السلام باعترافه هذا ونحن لن نسمح لأي أحد، لاسيما الأمم المتحدة، بأن يحدد مصيرنا".
وفي 6 ديسمبر/كانون أول الجاري، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتراف بلاده رسميًا بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، وسط غضب عربي وإسلامي، وقلق وتحذيرات دولية، ويشمل قرار ترامب الشطر الشرقي من القدس، الذي احتلته إسرائيل عام 1967، وهي خطوة لم تسبقه إليها أية دولة.