بعض من قيادات حركة حماس

رجَّحت مصادر فلسطينية مطلعة أن تشهد الأيام المقبلة عودة الاتصالات بين حركتي فتح وحماس، بخصوص ملف المصالحة، وتحديدًا باتجاه تنفيذ خطة تمكين حكومة التوافق الوطني من العمل في قطاع غزة، وبدء مرحلة التحضير لإجراء الانتخابات العامة، وذلك بعدما أنهت حركة حماس عملية الانتخابات الداخلية، واختارت قيادتها الجديدة برئاسة إسماعيل هنية وذكر مسؤول في حركة فتح أن اتصالات أجريت مع حماس خلال الفترة الماضية، وجرى خلالها الحديث بشكل مبدئي حول إعادة التواصل من جديد، لبحث "خريطة الطريق" التي قدمها الشهر الماضي وفد من اللجنة المركزية من فتح، لوفد قيادي من حماس في غزة، تشمل خطة لحل الخلافات القائمة، وفي مقدمتها تمكين حكومة التوافق من القيام بكامل أعمالها في قطاع غزة، والتحضير للانتخابات العامة.

وأشار إلى أن الفترة التي سبق فيها إعلان حماس عن نتائج انتخاباتها الداخلية، جرى خلالها التواصل بين قيادات من حماس وفتح، وبلغت الأخيرة بقرب العودة مجددا للحديث حول ملف المصالحة. وفي السياق يتردد أن اتصالات أُجريت أخيرًا ما بين عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، المسؤولين عن ملف المصالحة كل في حركته.

وشهدت الأيام الماضية تلقي إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس، اتصالات عدة من قبل مسؤولين كبار في حركة فتح، لتهنئته بتوليه المنصب الجديد. وأجرى الاتصالات جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لفتح، وأحمد حلس عضو اللجنة المركزية، ومسؤول حركة فتح في قطاع غزة، إضافة إلى الدكتور زكريا الأغا، عضو اللجنة المركزية السابق، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأعلنت حماس أن الاتصال الذي دار بين هنية والرجوب، تخلله "حديث جديّ في عمق الوضع الفلسطيني الداخلي وسبل استعادة الوحدة الوطنية".

وتدهورت العلاقة بين الطرفين إلى أبعد حدود، بعد إعلان فتح عدم تلقيها ردًا على مقترحات الحل التي قدمت لحماس، وتطالب في مقدمتها حل اللجنة الإدارية الحكومية في غزة، على اعتبار أنها بديل لحكومة التوافق. وكان الرئيس محمود عباس توعد باتخاذ "خطوات حاسمة"، لدفع حماس باتجاه قبول خطة إنهاء الانقسام التي قدمها وفد فتح، وقال أخيرًا إن هذه الخطوات ستكون "مؤلمة".

وحمّلت حماس من جهتها الرئيس عباس مسؤولية الأزمات التي تعصف بقطاع غزة، وفي مقدمتها أزمة الرواتب والكهرباء. وكان غازي حمد، القيادي في حركة حماس، قد أكد أن اللجنة الإدارية، التي شكلتها حركته في غزة، ستنتهي فورًا في حال قامت حكومة التوافق باتخاذ مواقف لصالح قطاع غزة. وقال حمد وهو أحد أعضاء فريق حماس الذي اجتمع أخيرًا مع وفد اللجنة المركزية لحركة فتح، إن الحلول المقترحة لإنهاء الانقسام، يجب أن تكون "شمولية وليس جزئية، وتجمع كل العناصر سواء البرنامج السياسي للحكومة، أو ملف منظمة التحرير" وشدد على أن الوضع الراهن "يحتاج لتنقية الأجواء، والتخلص من الجو المسموم والمناكفات الإعلامية وصولًا للإرادة السياسية".