الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، جلسة محادثات مع مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، الذي نقل له رسالة شفهیة من المرشد علي خامنئي وأخرى خطیة من الرئیس حسن روحاني، وناقش على مدى ساعتين مستقبل العلاقات بين البلدين التي وصفها بـ"الاستراتيجية"، بخاصة ,مستقبل التعاون في مجال النفط مع اقتراب موعد العقوبات الأميركية.

وأعلن الطرفان في ختام المحادثات عن توافق في الآراء لتطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، إن محادثات بوتين مع ولايتي تطرقت "قبل كل شيء" إلى العلاقات الثنائية، وآليات دفع التعاون، وناقش الجانبان الأوضاع الإقليمية، بما فيها الشأن السوري، كما جددا التزامهما بـ"اتفاق إيران النووي".

 ولم يفصح الكرملين عن تفاصيل أوسع بشأن نتائج المحادثات، وأعلنت السفارة الإيرانية في موسكو أن ولايتي أجرى سلسلة لقاءات بعد حديثه مع بوتين، مع عدد من المسؤولين الروس في قطاعات مختلفة.

 وكان لافتًا التركيز على ملف صادرات النفط الإيراني في ظل الضغوط المتصاعدة من جانب واشنطن عليها؛ إذ أجرى ولايتي جلسة نقاشات مطولة مع وزير الطاقة الروسي رئيس اللجنة المشتركة الإيرانية - الروسية ألكسندر نوفاك.

وقال ولايتي عقب لقاء بوتين إن المرشد الإيراني علي خامنئي "ينظر منذ أمد طويل للعلاقات مع روسيا على أنها استراتيجية"، مشيرًا إلى استمرار سياسة طهران الحالية مع موسكو "في ظل قيادة خامنئي"، وتابع أن بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني أعربا عن ارتياحهما تجاه التعاون الثنائي بين البلدين.

و قال ولايتي بشأن العقوبات الأميركية ,نقلًا عن بوتين إنه "يرفض العقوبات الأميركية، والحظر الذي لا يقره مجلس الأمن لا يقبله نهائيًا، ولن تلتزم به روسيا، وفي ما يتعلق بمسألة الاتفاق النووي فإيران محقة".

و انتقد ولايتي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائلًا  إن "العالم واقع تحت تأثير تصرفات شخص متمرد تجاه القوانين الدولية"، مؤكدًا على الأهمية الخاصة لتعزيز التعاون مع روسيا في الظروف الراهنة.

و أشار ولايتي إلى تفاصيل مباحثاته مع بوتين بشأن الأزمة السورية، نافيًا وجود تباين في التعاون الإقليمي بين البلدين.

وثمّن ولايتي الدعم الذي قدمته روسيا لإيران على الصعيد الدولي،  بخاصة في منظمة الأمم المتحدة، وكذلك التعاون في إطار الاتفاق النووي، مضيفًا أن العلاقات الثنائية في المجالات الدفاعية والسياسية والاقتصادية والنووية تشير إلى وجود برنامج تعاون طويل الأمد بين البلدين.

ونقل ولايتي عن بوتين أنه "أكد على التعاون مع إيران في سورية والعراق ودعم الحكومتين الشرعيتين وسلامة أراضيهما"، وأضاف أن "التعاون سينسحب أيضًا على المجال الدفاعي؛ والسياسي ، وأن طهران وموسكو متفقتان على ضرورة استمرار مباحثات آستانة التي جرت بين روسيا وإيران وتركيا، وتم الحديث عن قمة آستانة بين الدول الخمس المشاطئة لبحر قزوين،مشيرًا إلى اقتراب عقد  قمة في طهران لرؤساء إيران وروسيا وتركيا بشأن سورية".

وأعرب ولايتي عن أمله بأن تشكل زيارته هذه لموسكو ومباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمسؤولين الروس "منعطفًا في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين"، وقال إن بوتين "سيزور طهران قريبًا".

ويمثل ولايتي فريقًا واسعًا من السياسيين المحافظين في إيران الذين يفضلون تعميق العلاقات مع روسيا والصين تحت عنوان "استراتيجية التطلع نحو الشرق" بدلًا من التوجه إلى علاقات وثيقة مع الدول الأوروبية، الذي يمثله بشكل لافت في السنوات القليلة الماضية وزير الخارجية محمد جواد ظريف.

وأفاد ولايتي في وقت لاحق بأن لقاءه كان "بناءً وواضحًا ووديًا، وقال إن موسكو أكدت استعدادها لاستثمار ما يصل إلى 50 مليار دولار في قطاع النفط والغاز في إيران، مشيدًا بما وصفها علاقات التعاون الاستراتيجي مع روسيا، ودعا إلى تعزيزها. ووصف ولايتي الاستثمارات الروسية المحتملة بأنها "ضخمة"، عادّا أنها من الممكن أن تحل محل استثمارات الشركات الأوروبية التي أعلنت خروجها من إيران خوفًا من العقوبات الأميركية.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن بدء العقوبات النفطية على إيران في بداية نوفمبر /تشرين الثاني المقبل. وصرح ولايتي بأن الشركات الروسية أبرمت عقودا بقيمة 4 مليارات دولار مع طهران، مشيرًا إلى أنها "تبدأ مراحلها العملية قريبا".

ونقل التلفزيون الإيراني عن ولايتي قوله إن ميزان التبادل التجاري بين البلدين شهد نموًا بنسبه 36 في المائة خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2018.

وكانت شركتا النفط، الروسية "روس نفط"، والإيرانية "NIOC"، وقعتا العام الماضي، على هامش زيارة بوتين إلى طهران، خريطة طريق لتطوير مجموعة من حقول النفط والغاز في إيران، باستثمارات تصل إلى 30 مليار دولار.

ونقلت وكالة "مهر" الحكومية عن ولايتي قوله إن شركتي "غازبروم" و"روس نفط" تجريان مفاوضات لإبرام عقود بقيمة 10 مليارات دولار مع طهران. 

و قال ولايتي إنه بحث مع بوتين إحداث ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب.

إضافة لذلك، وقعت شركة "غازبروم" الروسية مع "NIOC" مذكرة تفاهم لتطوير حقول غاز في إيران، ونقل الغاز إلى الهند عبر باكستان.

و ركزت وسائل إعلام حكومية روسية على تطور مفاجئ رافق زيارة ولايتي إلى موسكو؛ إذ نقلت عن مصادر إعلامية في الأرجنتين أن روسيا تلقت طلبًا من جانبها لاعتقال ولايتي وتسليمه إلى الأرجنتين لأنه ملاحق بتهمة الضلوع في تفجير المركز الثقافي اليهودي في بوينس آيرس.