واشنطن-سناء المرّ
أكدّ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أنه يؤمن بضرورة دعم الرئيس المنتخب دونالد ترامب للنجاح في قيادة أميركا، مشددًا على وحدة الأميركيين عقب الحملات الانتخابية، مضيفًا أنه لا يوجد جمهوريون ولا ديمقراطيون عقب حسم المعركة الانتخابية، بل هناك أميركيون في المقام الأول، موضحًا أن الفائز الأكبر هو المواطن الأميركي.
وأوضح أوباما عقب إعلان فوز دونالد ترامب في نتائج الانتخابات الأميركية، أنّ "الجميع يحزنون عندما يخسر مرشحهم في الانتخاب. ولكن في اليوم التالي يجب علينا أن نتذكر أننا فعلا جميعا في فريق واحد. هذا مجرد تنافس في مباراة رياضية. لسنا ديمقراطيون أولا. لسنا جمهوريون أولا. نحن أميركيون أولا. نحن وطنيون اولا. كلنا نريد أفضل شيء لهذا الوطن. هذا ما سمعته في ملاحظات السيد ترمب ليلة أمس. هذا ما سمعته عندما كلمته مباشرة. وقد ارتاح لذلك قلبي. هذا ما يحتاج إليه الوطن—شعور بالوحدة؛ شعور بالشمول؛ احترام لمؤسساتنا، لطريقة عيشنا، لسلطة قانوننا؛ والاحترام المتبادل لبعضنا البعض. أرجو منه أن يحافظ على هذه الروحية خلال هذا الانتقال، وأنا بالتأكيد آمل أن هذا هو النحو الذي ستبدأ عليه رئاسته".
وأردف "قلت لفريقي أن يرفعوا رؤوسهم بفخر، بسبب العمل المبدع الذي أدّوه يومًا بعد يوم—والذي غالبا كان غير مصحوب بأي نفخ أبواق، في مناطق سياسة محجوبة والتي تمكن الحكومة من العمل بصورة أفضل وجعلها متجاوبة أكثر، وجعلها فعّالة أكثر، وجعلها تقدم خدمة أكثر ودية لكي تساعد فعلًا عددًا أكبر من الناس—هذا العمل الممتاز ترك للرئيس القادم بلدًا أقوى وأحسن من البلد بحالته قبل ثمان سنوات. لذا سواء خسرنا أم ربحنا في هذا الانتخاب، هذه كانت دائما مهمتنا. هذه كانت مهمتنا منذ اليوم الأول. وينبغي على كل واحد في فريقي أن يكون فخورًا للغاية بكل ما فعلوه، وكذلك ينبغي أن يفتخر كل الأميركيين الذين سنحت لي الفرصة بمقابلتهم عبر هذا البلد والذين يعملون بجد على البناء على هذا التقدم كل يوم. المدرسون في مدارس، أطباء في عيادات غرفة الطواريء، شركات عمل صغيرة تعمل بدؤب على النشؤ بنجاح، على ثقة تامة من تقديم معاملة جيدة لعامليهم. كل العمل المهم الذي أدّاه الآباء والأمهات والعوائل ومجمعات أهلية في كل ولاية. عمل يولّد تكامل هذا الإتحاد.
وهنأ أوباما ترامب بالفوز على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وقال إنه دعاه للتباحث بشأن نقل السلطة بصورة سلسة رغم ما وصفها بالخلافات بينهما، مشيرًا إلى أنه يؤمن بضرورة دعم ترامب للنجاح في قيادة الولايات المتحدة.
وأضاف أوباما أنه دعا الرئيس المنتخب ترامب إلى القدوم إلى البيت الأبيض، مؤكدًا وجود خلافات جوهرية بينه وبين الرئيس المنتخب، مردفًا "ولكن تذكروا قبل ثماني سنوات، كانت هناك خلافات جوهرية للغاية بيني وبين الرئيس بوش. ولكن فريق الرئيس بوش كان في غاية المهنية الحرفية واللطف في التأكد من وجود تحوّل سلس لكي نبدأ بمهامنا بدون عرقلة. وما تدركه سريعا في هذا العمل هو أن مركزي الرئاسة ونيابة الرئاسة هما أكبر من أي منّا".
وتابع أوباما "وجهت فريقي لإتباع القدوة التي سنّها فريق الرئيس بوش قبل ثمان سنوات، والعمل بنفس الجدية لنتأكد من أن هذه نقلة ناجحة للرئيس المنتخب—لأننا الآن كلنا نشجعه على نجاحه في توحيد وقيادة البلد. إن الإنتقال السلمي للسلطة هو واحد من السمات المميزة لديمقراطيتنا. وعبر الأشهر القادمة القليلة، سوف نبيّن ذلك للعالم".
وأشاد بالمرشحة الخاسرة هيلاري كلنتون، قائلًا "أنا فخور بها إلى أقصى حد. لقد عاشت حياة رائعة أمضتها في الخدمة العامة. كانت سيدة أولى مميزة. كانت سيناتور ممتازة لولاية نيويورك. وما كان بمقدوري تعيين وزيرة خارجية خير منها. أنا فخور بها. الكثير من الأميركيين يقتدون بها. وكان ترشحها وتسميتها حدثًا تاريخيًا يرسل رسالة الى بناتنا عبر البلد أنهن باستطاعتهن النجاح في الوصول الى أعلى مستويات المناصب السياسية. وأنا على ثقة تامة أنها مع الرئيس كلينتون سيستمران في تقديم عمل عظيم لخدمة الناس هنا في الولايات المتحدة وحول العالم".
ووجه الرئيس السابق أوباما حديثه إلى جيل الشباب قائلًا "الجيل الشاب الذي دخل في عمل السياسة لأول مرة، وربما خاب أملهم في النتائج، أود فقط أن تعلموا أنه يجب أن تبقوا متشجعين. لا تنقلبوا إلى متهكمين متشائمين. قطعا لا تفكروا في أنكم لن تحدثوا فرقا. كما قالت الوزيرة كلنتون هذا الصباح، الكفاح في سبيل الحق أمر مستحق، مضيفًا قد تخسر مرات في جدال ما. قد تخسر مرات في إنتخاب. المسار الذي اتخذه هذا البلد أبدا لم يكن خطا مستقيما. نحن نحيد هنا وهناك ومرات نتحرك في مسارات يظنها بعض الناس هي إلى الأمام ويظنها آخرون إلى الوراء. وهذا لا بأس فيه. أنا قد خسرت إنتخابات من قبل. ولكن جو لم يخسر (مداعبا نائب الرئيس جو بايدن، يضحك). ولكن هل تعلموا.
وختم الرئيس السابق أوباما حديثه قائلًا أنا على ثقة أن هذه الرحلة المذهلة التي نخوضها كأميركان ستستمر. وأنا أتطلع لعمل ما في وسعي أن الرئيس المقبل ينجح في هذا الصدد. كما قلت فيما سبق، أنا أتصور هذا العمل وكأني عدّاء تتابع—أنت تتلقف العصا، تركض أسرع ما تستطيع، وبكل أمل، عندما تسلمها، تكون في مكان أبعد، حققت تقدما صغيرا. وبإمكاني القول أننا حققنا ذلك، وأريد التأكد أن التسليم ينفذ على أتم وجه، لأننا في النهاية جميعا في نفس الفريق.