سامي أبو زهري

تُجري الفصائل الفلسطينية اتصالات مكثفة هذه الأيام لاستقطاب الشخصيات المهنية، سعيا لإدراجها ضمن قوائمها لخوض انتخابات مجالس الهيئات المحلية (البلديات) المقررة في تشرين اول/أكتوبر المقبل.

ومن المقرّر فتح باب الترشح لانتخابات البلديات يوم 16 من الشهر الجاري على أن يستمر ذلك حتى يوم 25 من الشهر نفسه بحسب ما أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية.

وقال أمين سر المجلس الثوري لحركة (فتح) أمين مقبول إن حركته تجري استعدادات واتصالات مكثفة لتحديد مرشحي قوائمها الانتخابية لتكون جاهزة في الوقت المحدد.

وذكر مقبول، أن فتح "حريصة على خوض الانتخابات المحلية بكل قوة، وترشيح قوائم تتمتع بالسمعة الحسنة والمهنية والكفاءة كمعايير أساسية لقوائمها الانتخابية".

وأضاف أن فتح "تركز على معيار الكفاءة والخبرة، وإن كانت الشخصية المرشحة منتمية لها فإن ذلك يكون أفضل ما يعني أن قوائمها المرشحة ستكون خليطا بين شخصيات حزبية وأخرى مستقلة اعتمادا على المهنية".

وحول فرص تحالف فتح مع فصائل أخرى أكد مقبول، أن هذا الأمر "متروك لكل منطقة على حدة "، بمعنى إن استدعت الحاجة ترشيح شخصية حزبية من فصيل آخر على قائمة لفتح سيتم الموافقة على ذلك".

من جهتها، قررت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007، خوض انتخابات البلديات بقوائم من شخصيات مهنية غير حزبية.

وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري إن حماس "تعتبر الانتخابات المقبلة انتخابات ذات طابع محلي بحت، وهي حريصة على إشراك كفاءات مجتمعية ومحلية فيها".

وأضاف أبو زهري، إن الحركة "تجري اتصالات مع مكونات المجتمع المدني، وشخصيات مهنية واعتبارية بهدف تشكيل قوائمها المرشحة لخدمة المواطن اعتمادا على مبدأ الكفاءة والمهنية".

وحول فرص التحالف مع فصائل أخرى، ذكر الناطق باسم حماس أن الحركة أجرت مشاورات مع عدد من الفصائل لتشكيل قوائم انتخابية مشتركة "لكنها لم تتلق أي إشارات إيجابية حول ذلك".

في المقابل، تعتزم خمس فصائل يسارية من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية خوض الانتخابات المحلية المقبلة بقوائم انتخابية مشتركة في إطار "قائمة التحالف الوطني الديمقراطي".

وتضم الفصائل الخمسة: الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب الفلسطيني، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، إلى جانب المبادرة الوطنية الفلسطينية.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، إن الفصائل الخمسة المذكورة ستشارك في الانتخابات ضمن قوائم موحدة تضم أوسع شخصيات مهنية تقدمية ووطنية.

وذكر الغول أن هذه القوائم "ستستند إلى خليط بين الشخصيات الحزبية والمهنية اعتمادا على الكفاءة المهنية والسمعة الحسنة ومدى الالتصاق بالجمهور".

واعتبر الغول، أن أحد أهم أهداف تحالف الفصائل الخمسة المذكورة هو "كسر الاستقطاب الحاصل بين فتح وحماس، تلبية لرغبة قطاع واسع من الشعب الفلسطيني، ولتشكيل بديل ذو كفاءة عنهما".

وبموازاة ذلك تعتزم أربعة فصائل يسارية أخرى في إطار منظمة التحرير خوض الانتخابات بقوائم انتخابية موحدة وهي: جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وجبهة التحرير الفلسطينية، وجبهة التحرير العربية، إضافة إلى الجبهة العربية الفلسطينية.

وقال عضو المكتب السياسي لجبهة النضال عبد العزيز قديح إن الفصائل الأربعة المذكورة تجري اتصالات مع شخصيات اجتماعية ووطنية مستقلة لتشكيل قوائم انتخابية تحظى بقبول المواطن الفلسطيني.

وذكر قديح أن الفصائل الأربعة تعتمد ترشيح شخصيات وكفاءات وطنية واجتماعية غير حزبية، تكون قادرة بما تمتلكه من خبرات على إدارة المجالس المحلية والبلدية.

وبخلاف إعلان عدة فصائل حديثة النشأة نيتها خوض انتخابات البلديات بقوائم انتخابية منفردة أو متحالفة مع فصائل أخرى، فإن حركة الجهاد الإسلامي لم تحسم حتى الآن قرارها النهائي من المشاركة في الانتخابات من عدمه.

وأعلن مسؤولون في الجهاد الإسلامي، أن الحركة ما تزال تجري مشاورات داخلية للبت في القرار النهائي لها بشأن الموقف من إمكانية المشاركة في الانتخابات المحلية.

وستجرى الانتخابات البلدية الفلسطينية، بحسب الموقع الالكتروني للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، على 319 مجلس بلدي في الضفة الغربية و25 في قطاع غزة، وذلك في أول انتخابات فلسطينية موحدة منذ كانون ثاني/ يناير عام 2006، وفق نسبة حسم 8 في المائة.

وستبدأ فترة الدعاية الانتخابية في 24 ايلول/سبتمبر حتى 6 تشرين اول/أكتوبر، على أن يتم الاقتراع يوم 8 تشرين اول/أكتوبر ومن ثم إعلان النتائج الأولية بعد 24 ساعة من ذلك.

وكانت لجنة الانتخابات المركزية دعت مؤسسات المجتمع المدني المحلية وهيئات الرقابة الدولية والبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى السلطة الفلسطينية إلى تقديم طلبات للمراقبة على الانتخابات المحلية اعتبارا من العاشر من تموز/ يوليو الماضي.

وأجريت آخر انتخابات موحدة لمجالس البلديات في الضفة الغربية وقطاع غزة في العامين 2004 و2005.

وأجرت السلطة الفلسطينية انتخابات للبلديات في تشرين اول/أكتوبر 2012 ، لكنها اقتصرت على الضفة الغربية بعد رفض حماس إجرائها في قطاع غزة وقرارها بالمقاطعة بدعوى أن إجراء أي انتخابات يجب أن يسبقه إنهاء الانقسام.

ويبلغ عدد الفلسطينيين المسجّلين في سجل الناخبين مليون و951 ألفا و799 حتى تاريخ الخامس من آذار/مارس 2015، ما يمثل حوالي 78.6 في المائة من أصحاب حق التسجيل حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.