هيئة "تحرير الشام"

تتواصل الاشتباكات بين هيئة "تحرير الشام" من جانب، وحركة "نور الدين الزنكي" من جانب آخر، على محاور في محيط الفوج 111 وفي محيط قرية مكلبيس، إثر هجوم من قبل الهيئة في محاولة للتقدّم، وقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات هجوم بالآليات الثقيلة من قبل تحرير الشام، وسط قصف متبادل بين الطرفين، ضمن حرب الإلغاء المستمرة.

ونشر المرصد السوري ليل الـ 23 من شهر آذار / مارس الجاري، أنه يسود استياء منطقة الأتارب في الريف الغربي لحلب، إثر إطلاق النار على مظاهرة خرجت في المنطقة، وفي التفاصيل التي حصل عليها، فإن مظاهرة خرجت من بلدة الأتارب واتجهت نحو الفوج 46، تنديدًا بالهجوم على دارة عزة وعنجارة من قبل هيئة تحرير الشام المتواجدة في الفوج، حيث أطلق عناصر من الهيئة النار على المظاهرة ما أدى لإصابة مدني بجراح، كما نشر المرصد خلال الساعات الفائتة، أنه تدور اشتباكات عنيفة بين هيئة تحرير الشام من جهة، و"صقور الشام" من جهة أخرى، على أطراف الجرادة بريف معرة النعمان الشمالي، في تجدد الاقتتال بين الطرفين في محافظة إدلب عقب هدوء استمر لأيام، ضمن حرب الإلغاء بين كبرى فصائل الشمالي السوري.

 

على صعيد آخر، رصد المرصد السوري حالة نزوح من قرية مكلبيس بريف حلب الغربي، على خلفية القصف والاشتباكات بين هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي، وكشف ليل الخميس، أنه تجددت الاشتباكات بين عناصر من هيئة تحرير الشام من جانب، وحركة نور الدين الزنكي من جانب آخر، في على محاور بريف حلب الغربي، ضمن الاقتتال الحاصل بين كبرى فصائل الشمال السوري ضمن حرب الإلغاء بينهم، حيث تركّزت الاشتباكات بين الطرفين في محور مكلبيس وبلنتا، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة، ومعلومات عن خسائر بشرية.

وكان المرصد السوري نشر في الـ 16 من شهر آذار الجاري، أنه تشهد جبهات القتال بين هيئة تحرير الشام من جهة، وحركة نور الدين الزنكي وحركة أحرار الشام الإسلامية وصقور الشام، هدوءً بعد ورود معلومات عن التوصل لاتفاق تهدئة بين الطرفين، للتحاور بينهما بشأن تنفيذ بنود تتعلق بإطلاق سراح المعتقلين والأسرى ووقف الاعتقالات والمداهمات وفتح الطرقات وإزالة السواتر الترابية ووقف التحريض الإعلامي بين طرفي القتال الذي شهده ريف حلب الغربي وأرياف محافظة إدلب، منذ الـ 20 من شباط / فبراير الفائت من العام الجاري 2018.

 

قصف يطال مناطق في ريف درعا

شهدت مناطق في قرية إيب الواقعة في منطقة اللجاة، بالريف الشمالي الشرقي لدرعا، قصفًا تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في حين استهدفت القوات الحكومية السورية بالرشاشات الثقيلة مناطق في بلدة داعل، في القطاع الأوسط من ريف درعا، بينما استهدفت القوات الحكومية السورية بأسطوانة متفجرة منطقة في حي المنشية في درعا البلد، دون أنباء عن إصابات.

 

وفي إدلب نفذّت الطائرات الحربية غارات استهدفت مناطق في بلدة كنصفرة الواقعة في جبل الزاوية، بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب، كما استهدفت مناطق في أطراف بلدة كفرنبل بريف معرة النعمان، فيما تعرضت مناطق في مدينة خان شيخون، في الريف الجنوبي لإدلب، لقصف مدفعي من القوات الحكومية السورية، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن إصابات.

 

قصف جوي يطال عدة مناطق في ريف حماة

قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق قرية الصياد الواقعة في الريف الشمالي لحماة، في حين استهدفت الطائرات الحربية مناطق في بلدة كفرزيتا، ما أدى لأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كذلك استهدفت الطائرات الحربية مناطق في قرية لطمين الواقعة في الريف ذاته، ما أدى لسقوط جرحى بعضهم إصاباتهم خطرة، بينما تعرضت مناطق في قرى زيزون الحويجة والحويز في سهل الغاب في الريف الشمالي الغربي لحماة، لقصف مدفعي من القوات الحكومية السورية، ما أدى لأضرار مادية، وسقوط جرحى في زيزون، وأيضًا سُمع دوي انفجارات في الريف الغربي لمدينة سلمية، بالريف الشرقي لحماة، ناجمة عن سقوط قذائف على مناطق في قرية قبة الكردي، ما تسبب بإصابة شخص بجراح، بينما قصفت القوات الحكومية السورية مناطق في قريتي بريغيث والجمالة في الريف الجنوبي لحماة، ما أدى لأضرار مادية، وسقوط عدد من الجرحى ومعلومات عن استشهاد شخص.

 

على صعيد متصل، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر أهلية أن 4 أشخاص قضوا في منزل بقرية الحويجة في سهل الغاب في الريف الشمالي الغربي لحماة، إثر فتح مقاتل من غوطة دمشق الشرقية النار عليهم أثناء مشاجرة جرت في أعقاب استضافة المقاتل المهجر من الغوطة في منزل في الغوطة الشرقية، حيث دارت مشادة كلامية تطورت إلى إطلاق نار من قبل المقاتل أدى لمفارقة 4 للحياة جراء إصابتهم المباشرة بطلقات نارية، فيما أصيب آخرون بجراح

 

مقتل 7 مواطنين من عائلة واحدة في انفجار

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 7 مواطنين على الأقل من عائلة واحدة، هم رجل وزوجته و5 من أشقائه بينهم 3 إناث، قُتلوا جراء انفجار لغم في بهم في مدينة عفرين، التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية السورية العاملة في عملية “غصن الزيتون”، منذ الـ 18 من آذار الجاري تاريخ سيطرتها على المدينة وكامل منطقة عفرين بعد عملية عسكرية أطلقتها في الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2018، أيضًا تعرضت مناطق في الريف الغربي لمدينة حلب، لقصف مدفعي من القوات الحكومية السورية، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، فيما كان نشر المرصد السوري قبل ساعات أنه سُمع دوي انفجارات في الأطراف الغربية لمدينة حلب، ناجمة عن سقوط متتالي لست قذائف على الأقل، على مناطق في حي جمعية الزهراء، ما تسبب بوقوع أضرار مادية.

 

اتفاق بين الروس والأتراك

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر موثوقة أن اجتماعًا جرى في ريف حلب الشمالي بين الأتراك والروس، وأبلغت المصادر المرصد السوري أن الاجتماع هذا أفضى إلى اتفاق ينص على تسليم بلدة تل رفعت وقرى محيطة بها خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي، إلى مقاتلين من الفصائل السورية الإسلامية والمقاتلة الموالية للقوات التركية ضمن عملية “غصن الزيتون”، الاتفاق هذا يأتي على الرغم من وجود أكثر من 50 ألف شخص في بلدة تل رفعت ممن هُجّروا من منطقة عفرين، يواجهون مصيرًا مجهولًا عقب هذا الاتفاق.

 

وأكد المرصد السوري أنه بين النزوح والعودة، كان المدني هو الضحية، يلازمه الإجبار في الحالتين، وتقف البندقية والرصاصة على مسافة قريبة من رأسه، لتجبره على الفرار من مسقط رأسه وبلدته أو قريته أو مدينته التي يعيش فيها منذ مئات السنين أو مسكنه الذي نزح إليه، ولتمنعه من العودة إليها، رغم المخاطرة التي يعيشها، والوضع الإنساني المأساوي، حيث أبلغ أهالي من نازحي عفرين، عن أن عشرات العوائل حاولت العودة خلال الساعات الـ 24 الفائتة، من ريف حلب الشمالي والمناطق التي نزحوا إليها، والتي انتشرت فيها القوات الحكومية السورية قبيل السيطرة على مدينة عفرين من قبل قوات عملية “غصن الزيتون”، إلا أن هذه العوائل لم تتمكن من العبور نحو مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل، وذلك نتيجة لمنعهم من المسير نحو عفرين.

 

المصادر الأهلية ومصادر موثوقة أخرى، أكدت للمرصد أن عمليات منع العودة إلى عفرين، جرت من قبل قوات عملية “غصن الزيتون”، ومن قبل المسلحين الموالين للنظام، وأكد أهالي أن من تمكن من الوصول إلى الحواجز الأولى لقوات عملية “غصن الزيتون”، جرى منعه من دخول المنطقة، وإجباره على العودة من حيث أتى، فيما منعه حواجز المسلحين الموالين للنظام عوائل أخرى من الوصول إلى تخوم منطقة عفرين، وجرى إجبارهم على العودة إلى المناطق التي يمكثون بها بعد نزوحهم، فيما كانت وردت معلومات من مصادر موثوقة أن حاجزًا لوحدات حماية الشعب الكردي منع قبل نحو 48 ساعة من الآن مدنيين من الخروج من ريف حلب الشمالي نحو قراهم ومساكنهم في منطقة عفرين

هذه الأوضاع المتردية الجديدة وعملية المنع من العودة، تأتي مع استمرار المأساة الأولى، للنازحين من سكان منطقة عفرين، حيث أوضاعهم الإنسانية يومًا بعد يوم، وسط أحوال جوية سيئة تشهدها المنطقة، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تصاعد سوء الأوضاع الإنسانية، لأكثر من 300 ألف نازح كانوا نزحوا من مدينة عفرين وقراها إلى الريف الشمالي لحلب، حيث انتشروا في مناطق تواجد المسلحين الموالين للنظام، ومن ضمنهم آلاف العوائل التي وصلت إلى بلدتي نبل والزهراء في الريف ذاته، وأكد عشرات النازحين من عفرين أن المساعدات المقدمة إليهم، كانت مساعدات خجولة لا ترقى لمستوى المأساة، حيث جرى تقديم مساعدات من الهلال الأحمر على دفعات، وتقديم خدمات طبية، إلا أنها لم تكفِ سوى جزءً من النازحين، فيما لا يزال هناك آلاف المواطنين ممن يفترشون العراء ويلتحفون السماء لانعدام الخيم التي تؤمن لهم مأوى، بعد أن اكتظت بلدتا نبل والزهراء وقرى وبلدات في الريف الشمالي لحل، النازحين القادمين من عفرين، والذي وجد الكثير منهم صعوبة في استئجار منزل بسبب مضاعفة أجارات المنازل.

وما زاد في سوء الوضع اسيتمرار القوات الحكومية السورية في منع المدنيين من نازحي عفرين، ممن يحاولون النزوح نحو مدينة حلب من الوصول إليها، حيث أكدت عدد من المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن حواجز القوات الحكومية السورية تواصل فرض الأتاوات على المدنيين الراغبين بالوصول إلى مدينة حلب، حيث يفرض نحو ألف دولار أمريكي على الشخص الواحد، كما تجري عمليات تهريب البعض بطرق مختلفة عبر حواجز النظام لداخل مدينة حلب، مقابل مبالغ مالية كبيرة، حيث اشتكى أهالي للمرصد السوري من هذه الأوضاع، وعملية منعهم المستمرة من حواجز القوات الحكومية السورية في الوصول إلى مدينة حلب رغم مأساوية الوضع الإنساني في الريف الشمالي لحلب، المكتظ بمئات آلاف النازحين من مدينة عفرين وقراها.

 

كارثية الواقع الجاري في شمال حلب، يتشابه مع الأوضاع الإنسانية لمن تبقى في منطقة عفرين، ضمن المناطق التي سيطرت عليها القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في عملية “غصن الزيتون”، إذ أكد أهالي أن هذه القوات تعمد لمواصلة عمليات نهبها لكل ما تجده في منازل المدنيين ولكل ما تجده في المنشآت والمرافق العامة، وأكد أهالي أنه جرى نهب أجهزتهم الخلوية والسيارات والجرارات الزراعية والدراجات النارية والأجهزة الإلكترونية، وتحدثت مصادر موثوقة أنه جرى نهب منازلها بكامل محتوياتها من أجهزة وآليات ومؤونة، وتابع الأهالي تأكيدهم على أن المساعدات الإنسانية يجري توزيعها بشكل منظم أمام وسائل الإعلام وفي المواقع التي تتواجد فيها عدسات التصوير، في حين ما يجري خلف الكواليس وفي القرى المتناثرة بريف عفرين، هو عملية بيع للمساعدات الإنسانية بأسعار باهظة إلى التجار وأصحاب المحال التجارية، الذين يعمدون أيضًا لبيعها بأسعار مضاعفة عن الأسعار التي جرى شراء المواد الغذائية فيها إلى المواطنين.

وتواصل قوات عملية “غصن الزيتون” قطعها للكهرباء والمياه عن معظم منطقة عفرين، وأكدت مصادر أنه جرى توثيق حالات انتقال مدنيين من ريف عفرين إلى المدينة، حيث جرى فرض مبالغ مالية على الداخلين إلى مدينة عفرين من قبل حواجز منتشرة على الطرق الواصلة بين ريف عفرين والمدينة، بالإضافة لاعتقالات طالت عشرات المواطنين ممن تبقوا في المنطقة، وجرى نقلهم إلى مراكز احتجاز بعد تعرضهم لإهانات وإذلال.

 

وكان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد الأحد، اندلاع اقتتال بين اثنين من الفصائل السورية المعارضة المشاركة في عملية “غصن الزيتون”، التي تقودها تركيا والتي أعلنت عنها في الـ 20 من كانون الثاني من العام الجاري 2018، للسيطرة على منطقة عفرين، وفي التفاصيل فإن اقتتالًا عنيفًا جرى بين مقاتلي فصيل أحرار الشرقية الذي ينحدر غالبية مقاتليه من محافظة دير الزور، وبين فرقة الحمزات التي تضم مقاتلين من ريف حلب، وجرى الاقتتال في مدينة عفرين، إثر اتهام أحرار الشرقية لفرقة الحمزات بتنفيذ عمليات السرقة في مدينة عفرين، بناءً على أوامر من جهات غربية، لتشويه عملية “غصن الزيتون”، على اعتبار أن فرقة الحمزات كانت من الفرق المقربة من قوات سورية الديمقراطية سابقًا وكانت مدعومة أميركيًا، قبل انضمامها إلى القوات المدعومة تركيًا، وتسببت هذه الاشتباكات بمقتل 3 مقاتلين من أحرار الشرقية أحدهم قيادي، بالإضافة لـ 3 آخرين من فرقة الحمزات، كما سقط عدد من الجرحى، فيما وصلت توجيهات إلى أحرار الشرقية من القيادة العسكرية التركية لعملية “غصن الزيتون”، باعتقال عناصر فرقة، حيث اعتقل فصيل أحرار الشرقية 130 على الأقل من عناصر فرقة الحمزات، فيما توسعت الاشتباكات لتمتد لمواقع تواجد الفصيلين في كل من الراعي والباب، حيث جرت اشتباكات وهجمات متبادلة بني الطرفين قضى فيها مقاتل من أحرار الشرقية بالراعي.