رام الله ـ ناصر الأسعد
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنه طالب المبعوث الأميركي، جيسون غرينبلات، بالتدخل في قضية الأسرى للضغط على إسرائيل، لتحقيق مطالبهم وإنهاء إضرابهم، فيما وصف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، الوضع الصحي للأسرى، بأنه خطير جدا. وقال عباس في مستهل اجتماع للجنة المركزية لحركة "فتح": إن "قضية الأسرى تم بحثها وبشكل معمق مع المبعوث الأميركي غرينبلات، لنرى ماذا يمكن للجانب الأميركي أن يعمل في هذا المجال". وأضاف: شرحنا للمبعوث الأميركي، قضية إضراب الأسرى بشكل تفصيلي، ونأمل خلال الفترة القليلة المقبلة أن نكون على اتصال معه من أجل أن يعطينا جوابا من قبل الجانب الإسرائيلي حول مطالب أسرانا، حتى نقدمها الليلة في المجلس الثوري اليوم أو يوم غد. وتابع: "العالم كله يعرف أن مطالب الأسرى إنسانية
ولا يوجد لدى إسرائيل أي مبرر لرفضها، خاصة أن هذه المطالب كانت موجودة في الماضي، وإسرائيل تحاول أن تعاقب أسرانا، وتعاقبنا برفضها هذه المطالب الإنسانية، ونحن صابرون وصامدون حتى نحصل على حل يرضي الجميع". وجاء حديث عباس بعد أن حذر مسؤولون فلسطينيون من أن وضع الأسرى دخل في مرحلة الخطر الشديد، بعد 39 يوما على إضرابهم عن الطعام. ووصف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، الوضع الصحي للأسرى، بأنه خطير جدا، معربا عن خشيته من ارتقاء شهداء بينهم خاصة في ظل التعنت الإسرائيلي، وعدم التجاوب مع مطالبهم، ورفض فتح حوار حقيقي معهم.
وقال قراقع: إن "اتصالات جرت مع أكثر من جهة حقوقية ودولية، فضلا عن الاتصالات التي تجري مع الجانب الإسرائيلي على مدار الساعة، من أجل الاستجابة لمطالب الأسرى العادلة". وأضاف: "إسرائيل أصبحت قلقة وشعرت بالمفاجأة، لأنها وجدت أن المستشفيات الميدانية التي أقامتها في المعتقلات غير كافية لاستيعاب الأسرى الذين تم نقلهم إليها، ما اضطرها إلى نقل آخرين إلى مستشفيات خارج السجون". وأشار قراقع إلى أنه لا يوجد شيء ملموس وحقيقي حتى اللحظة على صعيد حل قضيتهم، معربا عن أمله في نجاح الاتصالات التي تجري، ومنع إسرائيل من ارتكاب جريمة بحقهم، ستمثل في حال وقوعها وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، لأنه عجز عن إلزام تل أبيب بالاستجابة لمطالبهم. وكانت إسرائيل نقلت أول من أمس 150 أسيرا مضربا عن الطعام، بينهم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، إلى المستشفيات لإجراء فحوصات طبية بعد تدهور وضعهم، أبقت منهم 15 في المستشفيات بسبب سوء أوضاعهم.
وقالت اللجنة الإعلامية للإضراب أمس، إن إدارة سجن "عسقلان" نقلت خلال الساعات الماضية 15 أسيراً إلى المستشفيات، بعد تدهور أوضاعهم الصحية. فيما تتواصل عمليات نقل الأسرى إلى المستشفيات، في ظل استمرار إدارة السجون بإجراءاتها ضد الأسرى ورفضها الاستجابة لمطالبهم. ونقل محاميا هيئة الأسرى ونادي الأسير كريم عجوة وخالد محاجنة، عن الأسرى المضربين في سجن "عسقلان"، ومنهم الأسير علاء الدين عبد الكريم من محافظة بيت لحم: إن "أوضاعهم الصحية تتفاقم وتزداد خطورة مع مرور الوقت؛ فهو يعاني من أوجاع في كافة أنحاء جسده
ومن إرهاق شديد وصعوبة في تحريك اليدين، وقد نقص من وزنه 14 كغم". وقال عبد الكريم: إن إدارة السجون مستمرة في إجراءاتها القمعية والانتقامية بحق الأسرى، من خلال التفتيشات والاقتحامات المكثفة، وفرض العقوبات عليهم، وما يملكونه في الزنازين فقط زجاجات المياه والأغطية البالية. ويواصل نحو 1300 أسير فلسطيني إضرابهم عن الطعام منذ 17 أبريل/نيسان الماضي، مطالبين بتحسين ظروف اعتقالهم، بما يشمل إنهاء سياسة العزل وسياسة الاعتقال الإداري، إضافة إلى المطالبة بتركيب هاتف عمومي للأسرى الفلسطينيين للتواصل مع ذويهم، ومجموعة من المطالب التي تتعلق في زيارات ذويهم وإنهاء سياسة الإهمال الطبي، والسماح بإدخال الكتب والصحف والقنوات الفضائية، إضافة إلى مطالب حياتية أخرى.