واشنطن ـ يوسف مكي
لمّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى احتمال إطلاق سباق تسلّح في الفضاء، بعد تعليقات مرتجلة أعرب فيها عن أمله بتشكيل "قوات فضائية"، أسوة بالقوات البرية والبحرية والجوية وسلاح مشاة البحرية (المارينز)، التي تتشكّل منها الجيوش الأميركية وقال: "استراتيجيتي الامنية الجديدة تعترف بأن الفضاء هو منطقة قتال، شأنه في ذلك شأن البر والجو والبحر". وأضاف في خطاب امام جنود من "المارينز" في قاعدة "ميرامار" الجوية في كاليفورنيا: "كنت اتحدث عن هذا الأمر لأننا نقوم بعمل رائع في الفضاء. قلت ربما نحتاج الى تشكيل سلاح جديد، قد نسمّيه سلاح الفضاء". واستدرك: "لم أكن جدياً، لكنهم قالوا لي إنها فكرة سديدة. ربما ننفذها".
ويضمّ الجيش الأميركي 4 فروع، هي القوات البرية والبحرية والجوية وسلاح مشاة البحرية (المارينز)، ومنذ خمسينات القرن العشرين، يتولّى سلاح الجو الاشراف على العمليات المتعلقة بالفضاء، وطُرِحت فكرة تشكيل سلاح فضاء في الجيش الاميركي قبل أشهر، كما أقرّ مجلس النواب في تموز (يوليو) الماضي مشروع قانون يلحظ تشكيل "قوة فضاء" مستقلة عن سلاح الجو.
لكن أبرز المعترضين على الفكرة هو وزير الدفاع جيمس ماتيس، وهو جنرال متقاعد، اذ يعتبر انها تتناقض ومساعيه الرامية الى تجميع المهمات القتالية في وزارته، بدل تشتيتها اكثر. كما نبّهت قائدة سلاح الجو هيذر ويلسون الى أن تشكيل قوة فضائية مستقلة "سيجعلنا نسير في اتجاه خاطئ، سيبطئنا".
ويرى شون أوكيف، وهو أستاذ في جامعة سيراكيوز كان مديراً لوكالة "ناسا" ووزيراً للبحرية خلال عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، ان الأمر يتعلق بتعزيز الاستطلاع والأمن السيبراني، لا القتال في المدار. واستدرك أن الأمر يمكن أن يشكّل كابوساً بيروقراطياً، مشيراً الى أن بعضهم قد يعتبر أن قوة فضائية "ستمسّ قدسية اعتبار الفضاء خارج حدود الحرب".
وشددت أستاذة علوم الفضاء في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" نائب مدير سابق لـ "ناسا" دافا نيومان، على أن "الفضاء مخصص للاستكشاف وتقدّم البشرية"، وتابعت: "علينا أن نتعلّم من أخطائنا على الأرض ونحافظ على الطابع السلمي للفضاء".
على صعيد آخر، يستعد الجمهوريون والديموقراطيون لمعركة في الكونغرس، في شأن تثبيت تعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) مايك بومبيو وزيراً للخارجية، ونائبته جينا هاسبل مديرة للوكالة، لا سيّما انها مُتهمة بالإشراف على سجن سري تابع للوكالة في تايلاند، عُذِب فيه معتقلون، في ما شكّل إحدى الحقبات الأكثر قتامة في تاريخ "سي آي أي".
ورحبّت استراليا باختيار بومبيو وزيراً للخارجية خلفاً لريكس تيلرسون، اذ قال رئيس وزرائها مالكولم ترنبول: "نعرفه جيداً، إنه صديق رائع لاستراليا. سيكون الانتقال سلساً تماماً". واعلنت الخارجية الكورية الجنوبية أن "التفاهم المشترك مع الولايات المتحدة هو الحفاظ على تعاون قوي من خلال تواصل وثيق، بصرف النظر عن تغيير الأفراد في الجانب الأميركي، وذلك نظراً الى وجود مسائل مهمة، بينها الملف النووي لكوريا الشمالية والتحالف الأميركي - الكوري الجنوبي ومسائل التجارة". اما وزير الخارجية الياباني تارو كونو فأسِف لرحيل تيلرسون "الصريح والجدير بالثقة"، وقال: "الأمر في يد أميركا، لذلك أريد لقاء خليفته في الخارجية قريباً وتبادل وجهات النظر في شأن كوريا الشمالية ومسائل أخرى".
وأعلنت الصين انها تأمل بالعمل مع بومبيو لإدارة الخلافات بين الجانبين، فيما علّق الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "لا يمكن أن تصل الأمور الى أدنى مما هي عليه، وليس مرجحاً ان تكون أكثر سوءاً. يبقى الامل قائماً بمقاربة بنّاءة للعلاقات الثنائية".
في موسكو، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده "تريد العمل مع وزير الخارجية الأميركي الجديد بالتفاهم ذاته وباحترام وتفاهم متبادلين". واستدرك: "أيّاً يكن من سيتولى المنصب، عليه أولاً تعلّم كيف يتصرّف ويتعامل معنا ويحترمنا" وكانت وسائل إعلام تركية ابرزت تغريدة افادت معلومات بأن بومبيو كتبها، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا عام 2016، قبل توليه ادارة "سي آي إي"، وأشار فيها إلى تركيا بوصفها "ديكتاتورية إسلامية مستبدة". وحُذفت التغريدة لاحقاً.
إلى ذلك اعتبر عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الايراني، ان عزل تيلرسون وتعيين بومبيو يعنيان أن "الولايات المتحدة مصممة على الانسحاب من الاتفاق النووي" المُبرم بين طهران والدول الست عام 2015.