بغداد – نجلاء الطائي
حقّقت القوات العراقية الخاصة مزيدًا من التقدّم في مواجهة تنظيم "داعش" في الموصل لتطرد المتشددين من حي آخر في الشرق وتقترب من الالتحام بوحدات قريبة للجيش، وأكّد جهاز مكافحة التطرّف أنه يعمل للسيطرة على مناطق تطل على جامعة الموصل في شمال شرق المدينة بعد أن سيطر على حي قريب، وأطلقت القوات البرية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الذي يدعمها صواريخها على المتشددين الذين ردوا بإطلاق قذائف مورتر ونيران قناصة.
وسيطرت القوات العراقية على مزيد من أراضي شرق الموصل بعد يوم من وصولها إلى نهر دجلة فيما تمضي الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لطرد التنظيم من آخر معقل كبير له في العراق قدما بقوة دافعة متجددة، وسيتيح الوصول إلى النهر الذي يمر عبر وسط المدينة للقوات العراقية أن تبدأ هجمات على الأحياء الغربية التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم.
وتصدى مقاتلو التنظيم المتشدد بشراسة للهجمات عليهم بتفجيرات انتحارية بسيارات ملغومة وقناصة، وباستخدام شبكة من الأنفاق والعمل قرب السكان المدنيين، حيث استطاعوا إبطاء تقدم القوات العراقية في نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، وقتل التنظيم عشرات العراقيين في هجمات عنيفة في بغداد ومدن أخرى مع تعرضه إلى ضغوط متزايدة في الموصل.
وأوضحت الأمم المتحدة أن متشددي "داعش" استولوا على مواد نووية تستخدم في الأبحاث العلمية في الجامعة عندما سيطروا على ثلث العراق في 2014، ورغم أنه لا يعتقد أن المواد تصل إلى الحد الذي يتيح صنع أسلحة فإن التنظيم شن بشكل متكرر هجمات بصواريخ تحتوي على غاز الخردل على القوات العراقية والكردية.
وكشف قائد قوات مكافحة التطرّف الفريق الركن عبد الغني الأسدي، الاثنين، أن قواته باتت على مسافة 150م من الجسر الرابع الذي يقع جنوب شرقي المدينة، مشيرًا إلى أن الجيش يقترب بدوره من تطويق جامعة الموصل التي تقع في الجهة الشمالية الشرقية، وستستكمل القوات خلال أيام تطهير الأحياء الشرقية، حيث فقد تنظيم "داعش" توازنه في القسم الشرقي من المدينة.
وأفاد المتحدث العسكري باسم قوات مكافحة التطرّف "التابعة إلى الجيش"، صباح النعمان، أن قواته استعادت، الاثنين، حي البلديات كاملًا، وتحاصر حي السكر، ويقع الحيان قرب وسط القسم الشرقي من المدينة التي يشقها نهر دجلة، وقال اللواء الركن سامي العارضي ،وهو متحدث آخر باسم قوات مكافحة التطرّف إن قواته توشك على الانتهاء من السيطرة على حي السكر المطل على جامعة الموصل، معتبرًا أن السيطرة على الجامعة تعني السيطرة على منطقة الغابات والقصور الرئاسية والضفة الشرقية لنهر دجلة.
واقتربت القوات العراقية، الأحد، لأول مرة منذ بدء عملية استعادة الموصل منتصف تشرين الأول الماضي، من الجسر الرابع، وهو أحد 5 جسور دمرتها طائرات التحالف الدولي، وذلك بعد سيطرتها على حي الميثاق وأجزاء من حي الوحدة جنوب شرقي المدينة، ووصف متحدث باسم التحالف الدولي الوصول إلى الضفة الشرقية لنهر دجلة بأنه أكثر من رمزي بالنسبة للقوات العراقية التي تواجه مقاومة شديدة منذ بدأت هجومها قبل نحو ثلاثة أشهر، ومع توغل القوات العراقية في مناطق جديدة شرقي الموصل بإسناد من طائرات التحالف الدولي، نزح آلاف آخرون من سكان المدينة، وهو ما رفع العدد الإجمالي للنازحين في ثلاثة أشهر إلى 170 ألفا.
وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم "داعش" أن عددا من الجنود العراقيين سقطوا، الاثنين، بين قتيل ومصاب في هجوم بسيارة ملغمة في حي الفرقان شرقي المدينة، وأن التفجير أسفر كذلك عن تدمير منزل كانوا يتحصنون فيه، وكانت مصادر عسكرية عراقية قالت إن قوات الجيش والشرطة سيطرت حتى الآن على نحو 50 حيًا من أحياء الموصل الشرقية، ويتوقع قادة عسكريون أن المعارك ستكون أكثر صعوبة في القسم الغربي من المدينة بسبب طبيعة الشوارع الضيقة والمكتظة بالسكان.
وكشفت مصادر أمنية عراقية أن 4 من قوات الطوارئ قتلوا وأصيب 7 في هجوم انتحاري بسيارة ملغمة تبناه تنظيم "داعش"، واستهدف ثكنة لهذه القوات في منطقة النساف غرب مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، وفي الأنبار، قال مصدر عسكري إن اثنين من قياديي تنظيم "داعش" هما أبو حفص الأفريقي وأبو عبد الله الطاجيكي قتلا في قضاء راوه غربي المحافظة، إثر غارة جوّية نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بعد استهداف اجتماع لقادة من التنظيم، أسفرت عن مقتل نحو عشرة منهم، وبدأت القوات العراقية، قبل أيام، عملية عسكرية لاستعادة مدن وبلدات خاضعة لتنظيم "داعش" غربي محافظة الأنبار، وفي مقدمتها عنّه وراوة والقائم.
ويعقد مجلس النواب، الثلاثاء، جلسته الأولى من الفصل التشريعي الثاني للسنة التشريعية الثالثة، فيما ستشهد الجلسة التصويت على تسعة مشاريع قوانين وقراءة ومناقشات مشاريع أخرى، وذكر بيان للمجلس تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، إن "مجلس النواب سيعقد، في الساعة 11 من صباح اليوم، جلسته الأولى من الفصل التشريعي الثاني للسنة التشريعية الثالثة، وأن الجلسة ستشهد قراءة بيان للنائب ضياء الأسدي، بالإضافة إلى القراءة الأولى لمشروع قانون انضمام جمهورية العراق إلى اتفاقية الحرية النقابية وحماية التنظيم النقابي رقم (87) لسنة 1948، وستتضمّن الجلسة القراءة الأولى لمشروع قانون انضمام جمهورية العراق إلى الاتفاقية المتعلقة بالضمانات الدولية على المعدات المنقولة والبروتوكول الملحق بها بشأن المسائل التي تخص الطائرات والإعلانات المكملة للانضمام اليها الخاصة بجمهورية العراق، بالإضافة إلى القراءة الأولى لمقترح قانون التعديل الثاني لقانون الأندية الرياضية رقم (18) لسنة 1986".