رام الله - ناصر الأسعد
التأمت الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل لبحث آخر المستجدات وسط تصعيد مسؤوليها تهديداتهم إلى طهران ودمشق، على وقع تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية إلى سورية، في موازاة رفع حال تأهب الجيش على الحدود مع سورية ولبنان إلى أقصى درجة.
وتوقعت مصادر صحافية أن تكون الحكومة الأمنية استمعت إلى استعراض من رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غادي أيزنكوت وقادة الأذرع الأمنية المختلفة بشأن الأوضاع الأمنية في سورية وعلى الحدود مع إسرائيل وإلى استعداد الجيش "لمواجهة تداعيات احتمال هجوم أميركي - غربي على سورية". وطلب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من وزرائه عدم الخوض في هذه المسألة في وسائل الإعلام حيال حساسيتها.
كان نتنياهو كرس اليومين الأخيرين لمشاورات أمنية مع الجنرال أيزنكوت في حضور قائد سلاح الجو اللواء عميقام نوركين ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء تمير هايمن وكبار المستشارين الأمنيين لرئيس الحكومة.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل تنظر بجدية كبيرة إلى تهديدات إيران المباشرة لإسرائيل في أعقاب القصف الجوي المنسوب إلى الطيران الإسرائيلي على القاعدة الجوية تيفور، الإثنين الماضي. وكتبت أن الجيش عزز جاهزيته على الحدود تحسباً لعمل انتقامي تقوم به إيران أو حزب الله لقصف أميركي متوقع على سورية.
ونقلت صحيفة "معاريف" عن أوساط عسكرية تهديدها بأنه في حال قامت إيران بأي عمل ضد إسرائيل من الأراضي السورية فإن الرئيس الأسد ونظامه سيدفعان الثمن. وأضافت: "سيختفي الأسد نفسه ونظام الأسد أيضاً من الخريطة ومن العالم في حال حاول الإيرانيون المساس بإسرائيل أو بمصالحها من خلال الأراضي السورية". وتابعت: "ننصح إيران بعدم اختبارنا لأن إسرائيل ستذهب في هذه المسألة حتى النهاية".
وجاءت هذه التهدديات غداة تحذير وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، بأن إسرائيل ستمنع ترسيخ الوجود الإيراني في سورية "بكل ثمن.. لأن القبول بذلك مثله مثل القبول بوضع طوق خانق على رقبتنا، وهذا لن يحصل".
وطبقاً للأوساط ذاتها فإن إيران تستعين بأسلحة إيرانية جلبتها إلى سورية أو بمنظومة الأسلحة السورية للرد على إسرائيل، لكنها استبعدت أن يقحم "صِدام بين إسرائيل من جهة وإيران والأسد من جهة أخرى حزب الله، لكن إذا حصل وقرر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله التدخل فإن عليه أن يفهم أن مصيره لن يختلف عن مصير الأسد وسيدفع أثمانا باهظة جدا".