واشنطن ـ يوسف مكي
هنأ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كوريا الشمالية بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسها، والتي احتفلت بها بعرض عسكري كان لافتا للنظر، حيث لم تستعرض صواريخها النووية، كما أن ترامب يروج لعلاقته الوثيقة مع الزعيم الشمالي كيم جونغ أون. وقال ترامب في تغريدة " لقد قامت كوريا الشمالية للتو بعرضها، احتفالا بالذكرى السبعين لتأسيسها، من دون العرض التقليدي للصواريخ النووية. كان الموضوع عن السلام والتنمية الاقتصادية، يعتقد الخبراء أن كوريا الشمالية قطعت الصواريخ النووية لتري ذلك للرئيس ترامب".
ترامب يمدح كيم في تغريداته
وأضاف "أنه التزامها بنزع السلاح النووي. هذا بيان كبير وإيجابي للغاية من كوريا الشمالية. شكرا لك الرئيس كيم. سنثبت كلانا للجميع أنهم خطأ! لا يوجد شيء مثل الحوار الجيد بين شخصين يشبهان بعضهما البعض! الوضع أفضل بكثير من قبل أن أتولى منصبي".
ويعد ترامب معجبا بالعروض العسكرية، ويريد تنظيم أحدها في العاصمة واشنطن، كما أنه يروج لإظهار الإيمان بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، إذ في الأسبوع الماضي أصبح ولاء بعض مساعديه موضع تساؤل في أعقاب مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، لم تكشف عن اسم كاتبه والذي قوض رئاسته.
كيم يركز على التنمية الاقتصادية
وعرضت كوريا الشمالية بعض أحدث دباباتها وسارت أفضل وحداتها المدربة على الإوزة في عرض عسكري كبير يوم الأحد بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسها، لكنها عمدت إلى عدم عرض أكثر صواريخها تقدما، وخصصت ما يقرب من نصف هذا الحدث للجهود المدنية المبذولة لبناء الاقتصاد المحلي. ويؤكد الألتزام القوي بالاقتصاد على استراتيجية الزعيم كيم الجديدة المتمثلة في وضع التنمية الاقتصادية في المقدمة.
وأشاد ترامب بالزعيم كحليف، قائلا "كيم جونغ أون من كوريا الشمالية يعلن الإيمان الراسخ بالرئيس ترامب. شكرا للرئيس كيم. سنقوم بإنجازها معا! ". ويروج ترامب بالكلمات الرقيقة لنظيره الكوري الشمالي، بينما كان جناحه الغربي نفسه في حالة انهيار بعد أن كتب مسؤول كبير مجهول في إدارة ترامب مقالا فاضحا في صحيفة نيويورك تايمز يحدد مؤامرة داخل الإدارة لمنع ترامب من القيام بأي شيء ضار بالبلاد.
عامة الشعب يحضرون الاحتفالات
وجاء عرض كيم خلال اجتماع مع مبعوثي كوريا الجنوبية في بيونغ يانغ يوم الأربعاء، وقال لهم إنه لا يزال يثق في ترامب، على الرغم من انهيار المفاوضات بين البلدين، وفقا لتقارير. وحضر عشرات الآلاف من الكوريين الشماليين الذين كانوا يلوحون بباقات بلاستيكية زاهية الألوان بميدان كيم ايل سونغ في بيونغ يانغ، العرض العسكري، وقد تدرب سكان بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، لعدة أشهر للاحتفال بالذكرى السنوية، وأمسكوا باقات لتوضيح الكلمات والشعارات التي يمكن رؤيتها من منطقة المشاهدة لكبار الشخصيات.
وحضر كيم العرض العسكري صباح الأحد في بيونغ يانغ لكنه لم يخاطب الحشود المتجمعة، والتي شملت رئيس البرلمان الصيني والوفود رفيعة المستوى من الدول التي تربطها علاقات صداقة مع كوريا الشمالية. وفي ختام الحدث الذي استمر ساعتين، ذهب إلى حافة الشرفة مع المبعوث الصيني الخاص لي زانشو، العضو الثالث في الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، وشبك الاثنان يدهما المتضافرتين لترمز إلى العلاقات التقليدية بين البلدين، على الرغم من أن غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ قد يشير إلى أن بكين لا تزال لديها بعض التحفظات على مبادرات كيم.
وحضر رجل الدولة البارز كيم يونغ نام، رئيس البرلمان الكوري الشمالي، واستخدم لهجة أكثر نعومة نسبيا للحدث مع خطاب افتتاحي أكد على الأهداف الاقتصادية للنظام، وليس قوته النووية، ودعا الجيش ليكون على استعداد للعمل للمساعدة في بناء الاقتصاد.
العرض العسكري يأتي في وقت حساس
وبعد عرض مبتكر يضم دبابات وبعض من أكبر مدفعيات كوريا الشمالية، وعرض أقل للعدد المعتاد للصواريخ، تحول التركيز إلى المجموعات المدنية التي ضمت الممرضات والطلاب وعمال البناء، مع العديد من الأعلام الملونة بجانبهم، ويعد الجمع بين الأقسام العسكرية والمدنية هو أمر مألوف في كوريا الشمالية.
وعلى الرغم من أن كوريا الشمالية تقوم بعروض عسكرية كل عام تقريبا، وكان أخرها قبل أن تبدأ الألعاب الأولمبية في كوريا الجنوبية في فبراير/ شباط من هذا العام، جاء عرض الأحد في وقت حساس للغاية، فقد تعثرت جهود كيم لتهدئة التوترات مع ترامب منذ قمة يونيو/ حزيران في سنغافورة، ويصر كلا الجانبين الآن على نقطة انطلاق مختلفة، تريد واشنطن من كيم أن يلتزم بنزع السلاح النووي أولا، لكن بيونغ يانغ تريد ضمان أمنها واتفاق سلام رسمي لإنهاء الحرب الكورية.
ومع تزايد التوتر مرة أخرى، كان من الممكن النظر إلى استعراض يمثل الصواريخ ذاتها التي أثارت قلق ترامب في العام الماضي، وأدت إلى موجة من الإهانات الخطيرة من كلا الزعيمين، على أنها استفزاز متعمد، ولكن امتنع الشمال عن ذلك، على الرغم من أن وسائل الإعلام الكورية الشمالية كانت تستخدم الصواريخ في إعلانها، وكذلك طائرات بدون طيار مزودة بكاميرات. واصطف سكان بيونغ يانغ الذين لم يتمكنوا من الحضور في الميدان في الشوارع المحيطة بالمدينة ليهتفوا ويصفقوا للقوافل التي تحمل الجنود بعد أن أكملوا الاستعراض. وبعد انتهاء الاحتفالات بالذكرى السنوي ، سيجتمع كيم في بيونغ يانغ مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن؛ لمناقشة سبل كسر الجمود بشأن أسلحته النووية.
وكان "الخط الجديد" المتمثل في وضع التنمية الاقتصادية أولا هو أولوية كيم الأعلى هذه السنة، حيث يدعي أنه تمكن من تحسين ترسانته النووية بما يكفي لردع العدوان الأميركي وتكريس موارده لرفع مستوى المعيشة في بلاده.
وتحي الاحتفالات هذا العام أيضا الألعاب الجماعية الشهيرة لكوريا الشمالية بعد توقف دام خمس سنوات، وتشمل الألعاب الجماعية عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يحملون لافتات أو يرقصون في انسجام دقيق ويهدفون إلى إظهار الوحدة الوطنية، إن عرض هذا العام، تبدأ أسعار تذاكره من 100 دولار بحد أقصى 800 دولار لكل مقعد، وسيكون محتواها تنمية الاقتصاد تحت عنوان "أمتنا المشرقة".