من أثار الضربة الإسرائيلية التي إستهدفت ضاحية بيروت الجنوبية

أحرزت مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" تقدماً كبيراً خلال الـ24 ساعة الماضية، لكن إدارة بايدن لم تصل إلى اتفاق نهائي بعد مع إسرائيل أو لبنان، حسبما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين مطلعين.
وأشار مسؤول أميركي إلى أن زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت الأسبوع الماضي حققت تقدماً نحو اتفاق، وخاصة فيما يتعلق باستعداد "حزب الله" لإبرام اتفاق مع إسرائيل بعيداً عن الحرب في غزة.
وذكر المسؤول أن المفاوضات المكثفة مع كل من إسرائيل ولبنان منذ عودة هوكستين أحرزت المزيد من التقدم، وأضاف: "مازلنا نتفاوض، لكن التقدم الذي تحقق خلال الـ 24 ساعة الماضية يبرر إرسال هوكستين إلى إسرائيل".
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن الولايات المتحدة وافقت على منح إسرائيل رسالة تتعهد فيها بدعم أي إجراء عسكري إسرائيلي في لبنان حال حدوث انتهاكات للاتفاق أو تهديدات من "حزب الله" لا تستطيع القوات اللبنانية أو اليونيفيل التعامل معها.

ونشرت «هيئة البثّ الإسرائيلية - كان»، مسودة اتفاق يرتبط بوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، متحدثة عن فترة تنفيذ مدتها 60 يوماً.
وخلال هذه الفترة، ينتشر الجيش اللبناني على طول الحدود ويصادر أسلحة «حزب الله» في جنوب لبنان، وفقاً لمسودة الاتفاق.
وبحسب المسودة، «ستخرج قوات الجيش الإسرائيلي من لبنان في غضون 7 أيام من انتهاء الأعمال العدائية، وستحل محلها القوات المسلحة اللبنانية، مع تسهيل انتقال قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
في النهاية، سيكون هناك 10 آلاف جندي من الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل»، بحسب ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وتابعت المسودة: «في نهاية الستين يوماً، ستعقد إسرائيل ولبنان مفاوضات غير مباشرة من خلال الولايات المتحدة بشأن التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 وحلّ النزاعات الحدودية».
كما قد يتم إنشاء آلية دولية جديدة للرصد والتنفيذ (IMEM)، برئاسة الولايات المتحدة، تضم إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة و«يونيفيل» ودول المنطقة. وفقاً للمسودة، قد تختار إسرائيل «التصرف ضد الانتهاكات» ويمكنها الردّ على التهديدات من الأراضي اللبنانية.
وإذا لم يتعامل لبنان أو «IMEM» مع شحنات الأسلحة، يمكن لإسرائيل ضرب مثل هذه الأهداف، بعد التشاور مع الولايات المتحدة. وضمن المسودة، لا يزال بإمكان إسرائيل إجراء رحلات استخباراتية فوق لبنان، ولكن لا ينبغي أن تكون مرئية للعين المجردة أو تكسر حاجز الصوت.
كما أن هناك أيضاً مسودة جانبية بين الولايات المتحدة وإسرائيل تؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وتقول إن الولايات المتحدة ستلعب دوراً رائداً في تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان وفاء لبنان بالتزاماته، وفقاً لـ«تايمز أوف إسرائيل».

وتعليقاً على المقترح، قال البيت الأبيض إنه توجد تقارير عديدة ومسودات يجري تداولها "لكنها لا تعكس وضع المفاوضات"، وفق ما نقلت "رويترز".
وبينما يعمل وسطاء أميركيون على مقترح وقف النار، واصلت إسرائيل هجومها وأمرت السكان بإخلاء مدينة بعلبك في شرق لبنان، وفق مصدران مطلعان لوكالة "رويترز".
وقالت مصادر أمنية لـ"رويترز" إن إسرائيل بدأت هجمات مكثفة على مدينة بعلبك التاريخية وقرى محيطة بها في سهل البقاع بشرق لبنان، بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء للمدينة وضواحيها.
وقال المصدران، وهما شخص مطلع على المحادثات ودبلوماسي كبير معني بشؤون لبنان، إن فترة الشهرين ستخصص لإتمام التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006 لإخلاء جنوب لبنان من الأسلحة باستثناء ما يتبع الدولة اللبنانية.
وتأتي جهود التهدئة في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية ضد "حزب الله". كما أصدر الجيش الإسرائيلي أول أمر إخلاء لمدينة بعلبك في الشرق.
ودعا محافظ بعلبك بشير خضر السكان إلى الإخلاء والتوجه إلى الشمال.
وقال بلال رعد رئيس مركز الدفاع المدني الإقليمي في بعلبك إن المركز الذي يضم متطوعين في الأساس دعا السكان إلى المغادرة عبر مكبرات الصوت بعد تلقّي اتصالات هاتفية من أشخاص قالوا إنهم من الجيش الإسرائيلي، وفق ما نقلت "رويترز".