الاستخبارات الإسرائيلية

شغلت مزاعم تسلح حركة "حماس" وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الأخيرة وسط الحديث عن تقارير استخبارية إسرائيلية بوصول أسلحة متطورة من كوريا الشمالية إلى "كتائب القسام" في قطاع غزة؛ الأمر الذي أثار حالة من الذعر والقلق داخل أوساط القيادات الإسرائيلية.
 
ونشرت صحيفة معاريف العبرية تقريرًا الأحد 7 آب/ أغسطس الجاري تحدثت فيه عن رصد المخابرات الإسرائيلية صورا جوية تظهر تدريبات لعناصر من "حماس" على صواريخ لإسقاط الطائرات، إضافة إلى مضادات للدبابات وصواريخ من نوع "غراد" آتية من كوريا الشمالية، وفق الصحيفة. وأشار تال عنبر المسؤول الإسرائيلي ورئيس مركز دراسات الفضاء والطائرات في معهد فيشر للدراسات الإسرائيلية في لقاء على القناة العاشرة الإسرائيلية، إلى وجود انتشار واسع للسلاح الكوري الشمالي في مناطق قتال مختلفة من مناطق الشرق الأوسط، وفي يد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وفق زعمه.
 
وقال المختص بالشؤون الإسرائيلية عامر خليل إن "إسرائيل دائما بصفتها دولة محتلة تبحث عن مصادر التهديد الموجه إليها من أي مكان على حدودها، سواء على الجبهة اللبنانية أو جبهة غزة، أو أي مكان تستشعر به الخطر على وجودها في المستقبل؛ لذلك هي تستعد وتضع الخطط والاحتمالات لمواجهة هذه التهديدات". مضيفا أن نشر هذه المعلومات الاستخبارية في هذا التوقيت "يهدف إلى وضع الجبهة الداخلية والجمهور الإسرائيلي على أهبة الاستعداد لأي مرحلة قد تقدم بها إسرائيل على مواجهة مع "حماس" في المستقبل القريب؛ وهذا أمر غير مستبعد في ظل الظروف الحالية التي تعيشها المنطقة"، وفق تقديره.
 
وقامت إسرائيل" آخرا بحملة دبلوماسية لإظهار "حماس" كأنها تهدد الوجود الإسرائيلي واستدعت في 29  تموز/ يوليو الماضي سفراء 9 دول أوروبية مع ممثل عن الأمم المتحدة، حيث قاموا بزيارة بالقرب من حدود قطاع غزة بحجة وضعهم في صورة التحديات والمخاطر التي تهددها الأنفاق العسكرية التي تصنعها حماس على الحدود "الإسرائيلية". وبالتزامن مع الادعاءات الإسرائيلية بوجود أسلحة كورية متطورة في غزة نشر موقع "تايمز أوف إسرائيل" تقريرًا في 1 آب/ أغسطس الجاري، أشار فيه إلى أن هناك قلقًا إسرائيليا ومصريا من تنامي التعاون المتزايد بين حركة "حماس" في غزة وأفراد من تنظيم "داعش" في شبه جزيرة سيناء، بحسب مزاعم الصحيفة.
 
وزعم الموقع الإسرائيلي أنه تم رصد عملية تهريب لمقاومين تسللوا من سيناء إلى غزة عبر الأنفاق التجارية التي تربط بين الجانبين المصري والفلسطيني. وبحسب الموقع، فقد عقدت اجتماعات ولقاءات بين قيادات عسكرية من غزة وممثلين عن تنظيم "داعش". وعلق المتحدث الرسمي باسم حركة "حماس" في غزة فوزي برهوم، بأن "هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها العدو الإسرائيلي أن يمس حركة "حماس" ومواقفها الوطنية ومقاومتها الباسلة والمشروعة، وهذه المزاعم ليس لها أساس من الصحة، والحركة نفت هذه التهم جملة وتفصيلا"، وفق تعبيره.
وأضاف أن "الجانب الإسرائيلي يحاول بهذه التصريحات ترويض المجتمع الدولي حول حركة "حماس" لثنيها عن خيار المقاومة، بعد فشله أكثر من مرة  في اقناع المجتمع الدولي بأنها تنظيم إرهابي يؤوي عناصر إجرامية من الخارج". وتأكيدًا على نفي هذه الادعاءات الإسرائيلية، أوضح رئيس اللجنة القانونية في المجلس التشريعي عن حركة "حماس" محمد فرج الغول أن "الإرهاب هو الاحتلال الإسرائيلي، وحصاره لقطاع غزة أكبر دليل على إجرامه ووحشيته". وقال إن ما يقوم الاحتلال بنشره من أخبار عن ضم "حماس" لعناصر من تنظيم "داعش" لا أساس له من الصحة، "ونرفض هذه المزاعم الإسرائيلية، وأن استراتيجية الحركة تتمثل بالدفاع عن حقوق شعبنا المسلوبة من هذا المحتل"، بحسب تعبيره.