موسكو ـ حسن عمارة
تعتبر الانتقادات اللاذعة التي شنّتها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على إدارة أوباما، نقطة تحول غير عادية في تاريخ العلاقات الروسية الأميركية المضطربة. ووصفت الإدارة الأميركية أنها "أثبتت أن الأقوى لديه الحق في ارتكاب الشر".
وترى واشنطن أن الكرملين هو صورة محضة للشر، وهو الأمر الذي برهن عليه الرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما، عندما قرر فرض عقوبات جديدة على روسيا، وأعلن طرد 35 دبلوماسيًا روسيًا من الولايات المتحدة، وأمهلتهم 72 ساعة لمغادرة البلاد، كما قررت غلق مجمعين روسيين في ميرلاند ونيويورك، استخدما في نشاطات استخبارية، وذلك بعد اتهام الاستخبارات الأميركية لموسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية، وحسم النتيجة لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مناشدًا حلفاء واشنطن في جميع أنحاء العالم بفرض حصار على روسيا.
واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها، أن كلًا التصريحين لم يخالفا التوقعات، فكل جانب اعتبر الأخر عدوه الأول. إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أصدر ردًا مفاجئًا على عقوبات واشنطن، وأحجم عن الرد على العقوبات الأميركية وانتظر تولى الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب مسؤولية البلاد، وهي الخطوة التي اعتبرها ترامب "ذكية للغاية".
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن العديد من الناخبين الأميركيين المتشككين حول روسيا، يشعرون بالارتباك، فقد كانت موسكو عدوة للولايات المتحدة يوم الجمعة صباحًا، ثم أصبحت صديقتها بحلول ظهيرة نفس اليوم. وأوضحت الصحيفة أن الإعجاب المتبادل بين ترامب بوتين، يثير تساؤلات عما إذا كان من الممكن أن تبدأ صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين، خصوصًا في ظل وجود قضايا عالقة بالفعل مثل حلف الناتو وأزمة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية، وغيرها من قضايا الخلاف بين البلدين.